مع تواصل الأزمة الحكومية واتساع الهوة بين قصر بعبدا وبيت الوسط، واستمرار “الحماوة” على الحدود الجنوبية، عاد شبح الانكشاف الأمني يحوم فوق لبنان، بعد تهديدات وجهتها مجموعة مسلحة مجهولة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ومدير الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.
عقب التوتر الذي رافق أحداث «الجاهلية» قبل أيام، انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان، مقطع فيديو لكتيبة مسلحة أطلقت على نفسها اسم «كتيبة سلمان الفارسي – الوحدة الخاصة»، هددت باغتيال كل من رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، والمدير العام للأمن الداخلي اللبناني اللواء عماد عثمان.
وقال المتحدث باسم الكتيبة: «نحن قادمون إلى لبنان، لا تهمنا الأسوار والحدود والقضبان، سنلاحقكم في جحوركم يا جرذان، اسمع يا سعد ويا عثمان عندما يأمرنا القائد (رئيس حزب التوحيد العربي وئام) وهاب سيكون مصيركم كما كان مصير (الرئيس السوري الأسبق أديب) الشيشكلي يا أحفاد إسحاق، نقول الموت لإسرائيل وأتباعها، عاش السيد حسن نصرالله وعاش وئام وهاب».
في سياق آخر، لا تزال الأزمة بين الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون تتسع، بعد تهديد الأخير بمخاطبة البرلمان في حال لم تشكل الحكومة قريباً.
وتوالت أمس، المواقف السنية الداعمة للحريري. إذ دعا وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق إلى «التكاتف مع رئيس الحكومة المكلف، كي نستطيع إنقاذ لبنان»، مضيفاً في كلمة خلال مؤتمر إنماء بيروت، أن «الحريري لن يتراجع عن تشكيل الحكومة ولن يعتذر وسيبقى على موقفه، أياً كانت الضغوط وأياً كان مصدرها، رئاسياً أو حزبياً، بدعم نواب بيروت ونواب المستقبل وحلفائهم، ونحن معه في كل خطواته، لأن تشكيل الحكومة أمر ضروري، أياً كانت العقد».
من ناحيته، شدد عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل« النائب السابق مصطفى علوش على أن «كل ما يطرح في الشأن الحكومي بما في ذلك صيغة 32 وزيراً عبارة عن لف ودوران وكسر القواعد»، داعياً إلى أن «تكون هناك معارضة في وجه الحكم بدلاً من أن يعطل النواب الستة، الذين ينتمون إلى كتل نيابية، عملية التشكيل».
وأكد علوش أن «الحريري مكلف بضمانة الدستور، وأن أحداً، بما فيه مجلس النواب، لا يستطيع سحب هذا التكليف إلا إذا قرر الاعتذار، وانه لن يشكل حكومة إلا إذا كان هو بالفعل رئيسها».
ونقل عن الرئيس عون قوله، «إن الرسالة التي سيوجهها إلى مجلس النواب بشأن الملف الحكومي ليست موجهة ضد رئيس الحكومة سعد الحريري بل هي لانقاذ لبنان».
وأضاف الرئيس عون: «من يريد أن يحافظ على لبنان الدولة والتسوية الرئاسية عليه أن يضحي كما أنا وقفت بجانب الجميع في الأزمات وأقمت لهم المظلة الدولية والشرعية والقانونية فوجب عليهم وعلى عيونهم أن ينظروا إليّ بنظرة الأب الصالح ورئيس الدولة ورئيس الجمهورية الذي ضحى من أجل الجميع لقيام الدولة اللبنانية الحرة والمستقلة».
وغداة الاحتكاك المزدوج والمحدود، أمس الأول على الجبهة الجنوبية الساخنة، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن «عملية درع الشمال مستمرة، وجنود الجيش الإسرائيلي يعملون دون هوادة بشكل حازم وممنهج من أجل اكتشاف وتحييد أنفاق حزب الله، واحدا تلو الآخر»، مضيفا: «يجب علينا التحلي بالصبر لكن بنفس المثابرة سنستمر في هذه العملية حتى استكمالها وتحييد تهديد الأنفاق على الحدود الشمالية».
وتابع نتنياهو: «اننا نعمل على الصعيد الدبلوماسي من أجل إدانة حزب الله وإيران وتشديد العقوبات المفروضة عليهما. وقد تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتفقنا على أن بعثات التنسيق التابعة للجيش الإسرائيلي وللجيش الروسي ستلتقي قريباً كما اتفقنا على لقاء».
وأضاف: « قلت للرئيس بوتين إننا نستمر في سياستنا ولن نسمح لإيران بالتموضع عسكرياً في سورية كما سنواصل العمل ضد الأسلحة الدقيقة في لبنان وسنستكمل إحباط تهديد الأنفاق».
في المقابل، أكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن «قواعد الاشتباك الذي أوجدها حزب الله في لبنان وقواعد الردع التي أصبحت لإسرائيل صعبت كثيراً فكرة الحرب الابتدائية من إسرائيل على لبنان».