غالبية اللبنانيين لا يعرفون أن لبنان يقع على خط زلزالي، وانه يسجل نحو 600 هزة أرضية سنوياً. لا يعرفون هذه المعلومة أو الحقيقة لأنهم يشعرون بالعشرات من هذه الهزات فقط. ولكن أهالي منطقة صور يتذكرون العام 2008 وما حمله من أزمة زلزالية قوية في شرق المدينة تحديدا اذ تم تسجيل نحو 2000 هزة أرضية خلال ٤ اشهر فقط، شعر الأهالي بنحو 200 منها.
وتاريخيا، شهد لبنان هزات مدمرة أبرزها زلزال يوليو الذي دمر مدينة بيروت وأودى بحياة 30 ألف شخص، وزلزال مايو 2012 على فالق اليمونة الذي تسبب بدمار كبير وأدى الى انهيار 31 عمودا من اصل 40 في معبد جوبيتير في قلعة بعلبك.
كل هذه المعلومات للرد على الذين اعتبروا إطلاق تطبيق هاتفي لتوفير المعلومات عن الهزات الأرضية للمواطنين في لبنان “لزوم ما لا يلزم”.
التطبيق يحمل اسم LebQuake وقد اطلقه المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية ويعتبر الاول من نوعه في لبنان والمنطقة ويمكن تحميله مجانا على الهواتف الذكية.
وعن خصائص التطبيق والهدف منه وأهميته، تحدثت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء د.مارلين البراكس لـ “الأنباء” مؤكدةً انه في حال حدوث هزة يوفر التطبيق إشعارات سريعة للمواطنين عن قوتها على مقياس ريختر، توقيت حدوثها محليا وعالميا، موقعها، بعدها عن مدينة بيروت وعن اقرب بلدة رئيسية وعن الشخص الذي يستخدم التطبيق على هاتفه.
وأضافت: “الهدف هو إيصال المعلومة الدقيقة للمواطن في عصر تتناقل الناس فيه الاخبار بسرعة بفضل السوشال ميديا، منها ما هو صحيح ومنها ما هو مغلوط. التطبيق ينقل المعلومات بشكل علمي مثبت بعيدا عن التفسيرات العشوائية المتداولة بين الناس”.
وعن توفير التطبيق ميزة للأفراد الذين شعروا بالهزة للتبليغ ومدى مصداقية هذه التبليغات، قالت البراكس: “المواطن بإمكانه التبليغ ولكن هذا التبليغ لن يكون ظاهرا لباقي المستخدمين. وهو عندنا يبلغ يكون قد تسجل أي بإمكاننا التواصل معه من خلال المعلومات التي ادلى بها للتسجيل. هذه التبليغات تساعدنا على فهم الشدة الزلزالية وتوزعها جغرافيا”.
وتجدر الإشارة الى أن المركز سيرسل إشعارات بالهزات وفق أهميتها، مع تأكيد أن إطلاق التطبيق لا يتزامن مع أي نشاط زلزالي أو هزة مرتقبة، فلا داعي للخوف والذعر، كما أوصى القيمون عليه.