الاشارة الاولى الى ولادة الحكومة تكون بتوجه الرئيس المكلف سعد الحريري الى القصر الجمهوري، وهذا متوقع اليوم او غدا، بعد توافق اعضاء اللقاء التشاوري الستة على جواد عدرا كممثل لهم في الحكومة من خارج الصف النيابي بتحكيم من حزب الله.
وكان اعضاء اللقاء انقسموا حول اسمين اساسيين: جواد عدرا الذي يرأس المركز الدولي للمعلوماتية، وقد رشحه عضو اللقاء التشاوري قاسم هاشم، عضو كتلة الرئيس نبيه بري ايضا، وحسن مراد الذي رشحه والده النائب عبدالرحيم مراد، قوة عدرا بصداقاته الجامعة لكل الاطراف، وخصوصا عبدالله بري نجل رئيس مجلس النواب، الى جانب معرفة الرئيس ميشال عون به كخبير معلوماتية، فضلا عن سكنه بالقرب من بيت الوسط في بيروت، اما حسن مراد فبعض التشاوريين من خط الممانعة السوري ـ الايراني يعتبرونه منهم وفيهم، ولوالده النائب عبدالرحيم مراد اليد الطولى في هذا المجال، لكن علاقات عدرا وصداقاته السياسية المنوعة كانت الغالبة.
وتقول مصادر قريبة من اللقاء لـ“الأنباء” إن إخفاق نواب اللقاء في التوصل الى تفاهم على شخص محدد بعد 7 ساعات من النقاش الحاد استدعى تدخل حزب الله، عرّاب اللقاء والضنين عليه من الانفراط، عند اول صدمة ذاتية، وقد عهد للمعاون السياسي للسيد حسن نصرالله، حسين خليل، بمعالجة الوضع، وكانت النتيجة لمصلحة من توافق عليه الرؤساء الثلاثة، ورحبت به مختلف الشخصيات الطرابلسية وفي المقدمة الوزير السابق اشرف ريفي.
النائب قاسم هاشم صاحب اقتراح اسم جواد عدرا وردا على سؤال حول ما يقال ان عدرا بعيد عن توجهات التشاوريين، وان تسميته فيها خروج عن التفاهمات، قال: التفاهم كان على اختيار نائب من الستة، اما بعد تجاوز اعضاء اللقاء في التوزير فبات الاختيار مفتوحا، وانا لم اتعود إلا ان اكون حرا، نافيا في الوقت عينه ان يكون ترشيحه لعدرا علاقة بصداقته مع عبد الله نبيه بري، اما عن عدم مشاركته في اجتماع اللقاء التشاوري في منزل مراد فقد رده الى انشغالاته.
النائب فيصل كرامي اتصل من لندن ليعلن ان جواد عدرا صديق له ويشكل قيمة مضافة لأي حكومة ينضم إليها، لكنني ملتزم بما يصدر عن اللقاء التشاوري مجتمعا، لكن كرامي الذي يفترض ان يعود من لندن اليوم لم يوضح موقفه مما سيفعله في حال تعذر اجماع اعضاء اللقاء، كما يبدو الآن.
المصادر القريبة من اجواء الحكومة قالت لـ “الأنباء” ان من شرب النهر لن يغص بالساقية، وبالتالي فإن من حلحل عقد تشكيل الحكومة عقدة عقدة لن يتوقف عند افتراق التشاوريين عند محطة اختيار من يمثلهم في الحكومة، خصوصا ان مختلف المعطيات تثبت ان هذا اللقاء جُمِع ليتفرق، بعد اداء مهمته، وقد تكون هذه المهمة انتهت مع حسم حزب الله خيار الجميع باعتماد عدرا وزيرا سُنيا سادسا.
وتؤكد المصادر عينها ان حلحلة تشكيل الحكومة ليست وليدة جهد داخلي، كما يحلو للبعض ان يعتقد، انما هي جزء من الترتيبات الدولية للمنطقة، بدليل انها اتت بعد جولة للديبلوماسية الروسية على المعنيين في طهران ودمشق، وبروز نشاط اميركي يعكس تفاهم الكبار على فصل الملف اللبناني عن الملف السوري بامتداداته الايرانية والاسرائيلية.