يترقّب اللبنانيون تصاعد الدخان الأبيض، إيذاناً بولادة الحكومة المُنتظرة منذ أكثر من ستة أشهر، اختلط فيها حابل السياسة والشروط والأحجام بنابل الطائفية والمماحكات المذهبية. وفي الوقت الذي كانت تحلّ فيه عقدة توزير سنّي، من قوى “8 آذار”، وفي إطار البحث عن مخارج تفصيلية أخيرة لتوزيع الحقائب، برزت مشكلة حول وزارتي البيئة والصناعة.
وأشارت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة إلى أن “الرئيس المكلف سعد الحريري قدّم اقتراحاً إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، للحصول منه على تنازل عن حقيبة وزارة البيئة. لكن برّي رفض ذلك رفضاً قاطعاً، معتبراً أنه اتفق مع الحريري منذ زمن على هذا الموضوع”. وأضافت: “بعد رفض برّي، عاد الحريري واقترح على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط التنازل عن وزارة الصناعة، لتكون من حصة الرئيس نبيه بري، مقابل الحصول منه على وزارة البيئة بالمقايضة. لكن طرح الحريري جُوبه برفض اشتراكي قاطع”.
وقالت المصادر: “يعتبر الاشتراكيون أن الحريري يتراجع عن اتفاق مسبق، كان قد أبرمه مع كل من بري وجنبلاط، وذلك في سبيل تعزيز حصته”، مضيفة: “لم تؤثر تلك العقدة على الأجواء الإيجابية ولن تقف حجر عثرة بوجه التشكيل”.
وتابعت: “مع أن جواد عدرا ليس محسوبا على حزب الله، فهمُّ الحزب لم يكن شخصية الوزير بقدر ما هو تسجيل الهدف في مرمى الحريري عبر كسر احادية المستقبل داخل الطائفة السنية، الى جانب حجب الثلث المعطل عن التيار الوطني الحر، حتى انه لا يبدو يعير اهتماما لمصير اللقاء التشاوري، ولو انه يناصره في العلن، بحيث بات كالزوج المخدوع”.