رغم انقضاء فترة الاعياد، فإن لبنان على ما يبدو لم يخرج بعد من هذا المدار، بحيث لم يسجل اي حدث سياسي بارز، لا سيما في ما يتعلّق بالملف الحكومي المجمد منذ السنة الماضية. ورغم مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل الى تكثيف لقاءاته واتصالاته التي شملت الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ويتوقع ان تشمل قيادة حزب الله فإن مصدرا مطلعا رأى أنها حركة لن تؤدي غايتها في ظل المطالب والمطالب المضادة.
وأوضح المصدر في حديث لـ”القبس” أن تصريح باسيل من الصرح البطريركي انطوى على ما يشبه “النعي” لكل هذه الاتصالات، فهو للمرة الاولى يتحدث عن “تناطح سياسي ابعد من تأليف الحكومة”، نافيا ان يكون الملف الحكومي مرتبطاً بالنسبة اليه بالاستحقاق الرئاسي، وذلك بعدما بات حديث مؤيديه وأخصامه أن جوهر المعركة على الثلث الضامن متصل بمعركته الرئاسية.
غير ان المستجد في محصلة جولات باسيل، بحسب المصدر، هي التناغم الواضح بين فريق رئيس الجمهورية وحزب الله في رمي مسؤولية العرقلة الحكومية على سعد الحريري، في عملية توزيع أدوار قد يكون الهدف منها الضغط على الحريري لقبول بحكومة الامر الواقع، على مسافة أيام من انعقاد القمة الاقتصادية التنموية في بيروت، واحتمال دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد اليها، لا سيما بعد ورود معلومات بأن لبنان سيطلب بحث دعوة الأسد للقمة الاقتصادية خلال اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين يعقد لبحث إعادة العلاقات بين الدول العربية وسوريا.