العاصفة التي ضربت لبنان وأغرقت طرقاته بالسيول وكللت جباله بالثلوج، انعكست على أجواء تأليف الحكومة، حيث فشلت حركة الاتصالات والمشاورات وسيطرت موجة من البرودة على الحركة السياسية بلغت حدود الشلل الكامل، منذ نهاية الاسبوع الماضي، منذرة بتفاقم دوامة التعطيل.
وقالت مصادر متابعة إن “محاولة تصوير مسألة تمثيل اللقاء التشاوري في الحكومة وكأنها العقبة التي تمنع التأليف، وحصر مبادرات الحل بإيجاد تسوية لهذه العقدة، يعتبران مضيعة للوقت واختباء من قبل المعنيين بمهمة التأليف خلف إصبعهم”. وأضافت: “المشكلة أكبر وأعمق، ولبنان في مأزق حقيقي، وعالق بين شروط حزب الله وشروط المجتمع الدولي المصر على حياد لبنان وعلى النأي بالنفس”.
وتابعت: “هناك خشية أن نكون أمام فترة ستاتيكو سلبي طويلة، خصوصاً أن حزب الله، يتجه نحو إعادة النظر في مطالبه الوزارية كما ونوعا، إذا لم يتجاوب الرئيس المكلف سعد الحريري مع خريطة طريقه للمرحلة المقبلة”.
وختمت المصادر: “حزب الله لا يحبّذ استمرار الحكومة الجديدة في اعتماد سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة وأوّلها سوريا. وإذ كان دافِعا قويا طوال الحقبة السابقة نحو تطبيع العلاقات معها، فهو وسّع نشاطه على هذا الخط في ظل مستجدات الاقليم، حيث بات يتطلّع الى ان تكون بيروت رائدة في اعادة دمشق الى الحضن العربي وأن تعمل دبلوماسيتها لتحقيق هذا الهدف”.
كما قالت مصادر متابعة أخرى إن “وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أخذ قراراً بالتصعيد وأبلغ المعنيين بعدم قدرته على التنازل عن حصة فريقه السياسي بالحصول على الثلث، لذلك فهو سيقدم، كما فعل سابقاً، حلولاً واقتراحات للخروج من الأزمة الحكومية، غير أن أياً من هذه الحلول لن تتضمن تنازل رئيس الجمهورية عن حصته”.