لفت الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة الى أن “الشق السياسي يبدو طاغياً بالفعل على القمة التنموية العربية، وهذا الأمر يطرح أسئلة كثيرة حول كيفية وضع خطة عمل؟ وحول ما هي خطة العمل الواجبة؟، كما حول من سيأخذ القرار طالما أن الحكومة اللبنانية هي حكومة تصريف أعمال”.
وشدّد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على وجود “ثلاث نقاط أساسية يجب أن يستحصل عليها لبنان خلال القمة، هي: أولاً، تثبيت موقع لبنان كمنصة إقليمية لإعادة إعمار سوريا، وكمركز ترانزيت لكل البضائع التي تذهب الى الدول العربية، لأن العدو الإسرائيلي يعمل على سكة حديد من تل أبيب الى العمق العربي. ويتوجّب أن تسعى الديبلوماسية اللّبنانية لكي ترد هذه النقطة في البيان الختامي للقمّة”.
وأشار عجاقة الى أن “النقطة الثانية هي أن لبنان اختير كمنصة لإعادة إعمار سوريا باتّفاق واعتراف دولي. وهذا ما يجعل لبنان في فكر المستثمرين الدوليّين هو امتداد لإعادة إعمار سوريا. أي أن كلّ شيء يحصل في لبنان من أمور اقتصادية ومشاريع استثمارية وما الى هنالك، تُؤخذ في الاعتبار كامتداد، لأن كل البنى التحتية التي ستُنجَز في لبنان ستخدم إعادة إعمار سوريا، خصوصاً أن الموانئ السورية لا يمكنها أن تستوعب لوحدها كل البضائع والسلع القادمة من الخارج لإعادة إعمارها (سوريا). ومن هذا المنطلق، تبرز الحاجة الى الموانئ اللبنانية، ميناء طرابلس بالدرجة الأولى، ومرفأ بيروت أيضاً”. وتابع عجاقة: “في هذا السياق، نذكر أن الإخوة العرب لا يعترفون لغاية الآن بأن لبنان سيكون منصة لإعادة إعمار سوريا. ولذلك، يجب أن نستحصل منهم على اعتراف رسمي بذلك. وهذا معناه أن أي مشروع مستقبلي سيمرّ بلبنان حتماً”.
وشدّد عجاقة في الإطار نفسه على “محاولة الاستحصال من الدول الخليجية، خلال القمة، على رفع حظر سفر السياح كما رفع حظر الاستثمارات الخليجية في لبنان. وهذه نقاط أساسية، لأن لبنان يعاني من جرائها”.
وعن النقطة الثالثة، قال عجاقة: “يتوجّب علينا، بما أننا نتّجه في لبنان الى مبدأ محاربة الفقر، أن نقدّم للعرب مشاريع لمحاربة الفقر في لبنان، لكي تموّلها الدول العربية، وهذا أمر مهمّ جداً”.
وأضاف: “لكن السؤال اليوم هو كيف سيتمّ التعاطي مع المطالب اللبنانية في ظل غياب حكومة أصيلة؟ كيف سيتمّ تقديم الملفات؟ هل رئاسة الجمهورية هي التي ستتكفّل بهذا الأمر؟ فغياب الحكومة يضعف موقف لبنان، فيما أن حضور الزعماء العرب للقمة هو إنجاز للبلد بحدّ ذاته، إذ إنه يحتوي اعترافاً ضمنياً بأن الأمن اللبناني ممسوك. وهذه نقطة مهمّة جداً للاقتصاد اللبناني، وللاستثمارات”. وختم عجاقة: “الأمور صعبة. ولذلك، سعى رئيس الجمهورية في وقت سابق الى تشكيل الحكومة قبل القمّة. ولكن، رغم الضعف الذي يسبّبه عدم تشكيل حكومة لبنانية قبل القمّة، إلا أن ذلك ليس دليلاً على أننا سنفشل. وإذا استحصلنا على النقاط الثلاث السابقة التي تحدّثنا عنها، فهذا يعني أننا نعود الى أيام المجد اللبناني”.