بو عاصي: عملنا لم ينته

اطلق وزير الشؤون الاجتماعية النائب بيار بو عاصي نتائج دراسة معيارية للكشف عن قصور الذاكرة والقدرات الذهنية لدى كبار السن في لبنان بالشراكة مع جامعة القديس يوسف في بيروت وبالتعاون مع الهيئة الوطنية الدائمة لرعاية شؤون المسنين، بحضور عميد كلية الطب في الجامعة اليسوعية البروفيسور رولان طنب وممثلين عن الادارات العامة والمؤسسات الرسمية واطباء وخبراء واختصاصيين.

بو عاصي اكد ان هذه الدراسة متعددة الجوانب الا ان الجزء الاهم منها يكمن في التعاون القائم بين الوزارة وجامعة القديس يوسف، اذ كان يمكن ان تعتبر الوزارة انها متخصصة في هذا المجال وكذلك الجامعة وبالتالي يصبح الجسم المجتمعي متفككا، مشددا على ضرورة توحيد الطاقات للوصول الى النتيحة اللازمة لان هدف الطرفين واضح وهو “الانسان”.

بو عاصي لفت الى ان ما يميز كبار السن هو ان كل فرد منا سيصبح كذلك، والحياة ستفرض شروطها واطرها. وشرح اننا نواجه مشكلة قصور الذاكرة لدى كبار السن، قائلا: “هذا امر صعب على مستويين: الاول ان الكبار في مجتمعاتنا هم ذاكرتنا ووبالتالي ففقدانهم للذاكرة يعني فقدان ذاكرتنا، اما المستوى الثاني فيكون في صعوبة الحياة اليومية اذ يصبحون بحاجة الى متابعة اكبر واهتمام ورعاية”.

واشار الى انه، ومع تطور الطب، نشهد تقدما في متوسط عمر الانسان ما يتطلب مقاربة اجتماعية وعلمية جديدة.  واوضح ان الدراسة التي نفذت بالشراكة بين “الشؤون الاجتماعية” والجامعة اليسوعية وضعت اليات معينة ومعايير لتحديد وضع كبار السن. اضاف: “بداية يجب تحديد الوضع لفهم الواقع كما هو لتأتي الخطوة الثانية وهي معرفة سبب الجوانب السلبية وما الحلول لها في حال وجدت، فالحل ليس حكما الشفاء”. واعتبر ان الواقع صعب وهو لا يأتي كما نتمنى لذا الاساس يكون بدراسته ومعرفة الخيارات المتاحة.

وجدد بو عاصي دعوة المواطنين لزيارة مراكز الخدمات الانمائية والاستفادة من خدماتها حيث فريق عمل الوزارة يبذل كل جهوده لتقديم المساعدة ضمن الامكانيات المتاحة، موضحا ان في ملف المسنين لا امكانية للوزارة بزيارة المسن بل يمكنها الاطلاع على وضعه عندما يزورها في مراكز الخدمات لتحديد مستوى الذاكرة والقدرات الذهنة.

وختم قائلا: “العمل لم ينته بل هي البداية، والوزارة مهتمة جدا بالمسنين اذ قمنا عام 2017 بوضع المعايير التي يجب ان تعتمد لدور المسنين وعام 2018 اطلقنا الحملة الوطنية لوقف اشكال العنف ضد المسنين واليوم نطلق هذه الحملة، نحن مستمرون بالعمل لان المسنين هم حلقة محورية في مجتمعنا والمجتمع الذي يتخلى عنهم يحكم على نفسه بالاعدام الاخلاقي والاجتماعي”.

بدوره، لفت البروفيسور طنب الى انهم يحملون اليوم رسالة للمجتمع والعلم فالوقاية من الامراض مهمة وطنية، مشيرا الى ان موضوع قصور الذاكرة والقدرات الذهنية لدى كبار السن يتناول البعد الانساني والوطني والتعليمي. واعتبر ان حفل الاطلاق خير دليل على الاهتمام بالمسنين مهما اختلف دينهم وجنسهم ومستواهم العلمي.

واشار الى ان ترجمة الفحص باللغة العربية ابسط ما يمكن القيام به لاحاطة المرض والعمل على الوقاية وجعله بمتناول الجميع، متمنيا ان تكون هذه الخطوة الجبارة دافعا لخطوات اخرى، وان تنتقل هذه العدوة الى الصعد الاجتماعة والتربوية التي تحتاج الى دراسات بهدف النهوض بالمجتمع. ونوه بعمل الفريق المعد في الجامعة وهنأ فريق العمل الميداني وكل من ساهم بانجاح هذه الدراسة.

وكانت كلمة لرئيسة مصلحة الشؤون الاسرية فيرناند ابي حيدر التي شرحت اهمية هذه الدراسة اذ حددت للمرة الاولى في لبنان “المقياس المعياري العتبة” الذي على اساسه يمكن احتساب قصور الذاكرة بما يساهم في تعزيز فرص الكشف المبكر ويتيح استباق وتلافي التدهور من خلال تدخلات وقائية وعلاجية اكثر فعالية.

وتضمن الحفل عرض تقني للمسار الذي استلزمه انجاز هذه الدراسة على المستوى الاداري مع المساعدة الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية ماري الياس وعرض علمي متعلق بتحليل نتائج الدراسة واهميتها واثرها في المجال الطبي مع الطبيبة المشرفة على اعداد الدراسة الاختصاصية في طب الشيخوخة الدكتورة ريتا الحايك. وتم توزيع افادات مشاركة للعمال الاجتماعيين والمشرفين الصحيين في مراكز الخدمات الانمائية المشاركة في اعداد هذه الدراسة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها