تشكيل الحكومة و”كلمة السر”

تشكيل الحكومة و”كلمة السر”
تشكيل الحكومة و”كلمة السر”

… فتِّشْ عن “كلمة السرّ”. هكذا تختصر أوساطٌ مطلعةٌ في بيروت الواقعَ اللبناني مع دخوله مجدداً في مرحلة تَرَقُّب قاسيةٍ لمَسار تأليف الحكومة الجديدة الذي يترنّح “منسوبُ التفاؤل” فيه صعوداً وهبوطاً في ما يشبه “بورصة التوقّعات” التي تزْخر بالشيء و… ضدّه.

وتؤكّد هذه الأوساط أن “الترياق” لعقدة تمثيل النواب السنّة الستة الموالين لحزب الله معروفٌ وأن “إطار الحلّ” رُسم قبل نحو شهر ولن يكون صعباً ترجمتُه إذا كانت “كلمة السرّ” صدرتْ بإنهاء أزمة التأليف، موضحةً أن “الغموض البنّاء” على صعيد “تموْضُع” الشخصية التي ستمثّل “مجموعة الستة” من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيكون وحده كفيلاً بتأمين مخرج “لا غالب ولا مغلوب” مع ضماناتٍ كافية بين المعنيين لعدم تحوّل هذا الوزير عنصراً “كاسِراً للتوازنات” عبر الثلث المعطّل الذي يمكن ان يتحوّل “مقرِّراً” في مفاصل سياسية ودستورية.

وتلفت الأوساط نفسها الى أن الحلّ لمسألة “تدوير” بعض الحقائب والمطروحة بالتوازي مع عقدة السنّة الموالين  لحزب الله وكـ”باب مقايضةٍ” معها ليست بدورها مستعصيةً بحال كان ثمة “ضوء أخضر” فعلي باستيلاد الحكومة، مستشهدةً في ذلك بعدم قفل زعيم “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بعد استقباله الرئيس المكلف سعد الحريري (ليل الاربعاء) الباب أمام إمكان التنازل عن حقيبة الصناعة لرئيس البرلمان نبيه بري (مقابل ان يحصل “التيار الوطني الحر” على وزارة البيئة من فريق بري)، تاركاً حسم هذه المسألة لما بعد استكمال الحريري جولة اتصالاته والتأكد من تخلي “التيار الحر” عن الإصرار على الثلث المعطّل.

وتبعاً لذلك، وفي ظلّ استمرار “المدّ والجزر” حول عقدة “مجموعة الستة” وتبادُل بعض الحقائب، تسأل هذه الأوساط هل فعلاً “اتُخذ القرار” بتشكيل الحكومة التي دخلتْ أزمتُها اليوم الشهر التاسع أم أن الحِراك الذي تَجَدّد غداة القمة التنموية العربية وما أعقبه من مناخِ تفاؤل بإمكان تأليفها “خلال أسبوع أو أقلّ” هو في سياق جولة مناورات جديدة و”شراء وقت” إضافي ريثما تتضح “اتجاهات الريح” في الواقع الإقليمي الذي لم يعد ممكناً فصْل مساراته عن المأزق الحكومي.

وعلى وقع اقتناع الأوساط بأن العنوان الداخلي لأزمة التأليف الذي يعبّر عنه الصراع على “الثلث المعطّل” الذي يرفض حزب الله التسليم به لفريق عون يشكّل واجهةً لبُعد إقليمي يُعتبر الحزب امتداداً له ولبنان أحد “ساحاته”، فإن هذه الاوساط تدعو الى رصْد الإطلالة التلفزيونية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غداً، كونها ستكون مؤشراً لما إذا كانت “ساعة فكّ أسْر” الحكومة قد حانت، ولا سيما ان نصرالله هو الذي كان تولى في آخر كلامٍ حكومي له في نوفمبر الماضي إطلاق “أمر عمليات” جمّد عملية التشكيل في “الدقائق الخمس الأخيرة”، معلناً وضْع “مفاتيح التأليف” في جيْب النواب السنّة الستة الموالين له، قبل أن يطيح الحزب عبر “القيادة من الخلف” الحلّ الذي كاد ان يستولد الحكومة قبيل عيد الميلاد برفْض “مجموعة الستة” أن يكون ممثّلهم في الحكومة جزءاً لا يتجزأ من التكتل المحسوب على عون.

وعشية إطلالة نصر الله، كان المشهد مشدوداً الى كلام الحريري بعد زيارته جنبلاط حول انه سيحسم قراره في شأن الحكومة الأسبوع المقبل، وسط غموضٍ ساد إزاء ما قصده الحريري الذي نُقل عن مصادره انه سيحسم “إما في اتجاه التشكيل أو…”، من دون كشْف الخيار البديل، ولكن مع ترجيح قريبين منه عدم اعتذاره “فهذا ليس مطروحاً”.

وتوقّفت هذه الأوساط عند إشارة جنبلاط الى “ان هناك قوة تريد إضعاف البنية الاقتصادية والاجتماعية للبنان من أجل السيطرة على البلد”، و”هذه القوى استنهضت نفسها أخيراً لتهاجم الآخرين”، معتبراً أن “الأزمة الحكومية ما زالت قائمة لأن لا جواب من هذه القوى، والرئيس الحريري يحاول الوصول إلى أجوبة في إطار عقدة اللقاء التشاوري (مجموعة الستة)”، وذلك بعدما كان تحدّث عبر “تويتر” عما أسماه “الشيطان الأصغر” و”الشيطان الأكبر” في معرض الغمز من قناة لعب النظام السوري داخل “البيت الدرزي”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى