قيومجيان: نمارس السياسة للخير العام وليس للمصالح

جرى في وزارة الشؤون الاجتماعية في بدارو عملية تسليم وتسلم بين وزير الشؤون الاجتماعية السابق النائب بيار بو عاصي والوزير ريشار قيومجيان بحضور مدير عام الوزارة القاضي عبدالله احمد، مدير عام المؤسسة الوطنية للاسكان روني لحود وروؤساء المصالح والدوائر وفريق عمل الوزيرين.

استهل بو عاصي كلمته بالقول: “منذ سنتين جلست في هذا المكان وتسلمت مقاليد “الشؤون الاجتماعية” واكدت انه لن يتم تسييس الوزارة او تطييفها وسنكون لخدمة الشعب اللبناني ككل ولجميع اللبنانيين، وانا فخور انني استطعت الايفاء بالوعد. قلت لكم سابقا كما انا لن اغتني من الوزارة ولكنني لم افِ بهذا الوعد، فقد اغتنيت انسانيا فهذه الوزارة مصدرُ غنىً انساني وروحي وفكري وثقافي لا حدود له”.

وشدد على ان هدف وزارة “الشؤون” هو خدمة الفئات الاضعف في المجتمع ومن يحتاج المساعدة، لافتا الى انه اكتشف اهمية الوقوف الى جانب اليتيم الذي ليس لديه احد سوى الوزارة وفهم اهمية التوعية حول مكافحة العنف ضد المرأة ومساعدتها وحمايتها وتدريبها وايجاد عمل لها لتنطلق الى الحياة، كذلك توعية الشباب لعدم الدخول الى عالم المخدرات لان الانغماس في هذا العالم سهل جدا الا ان الخروج منه امر صعب وينتهي بمأساة كبيرة.

استعرض بو عاصي ابرز ما نفذ في خلال السنتين الماضيتين، حيث تم اطلاق معايير دور الرعاية للمسنين، مجددا دعمه الدائم لذوي الاحتياجات الخاصة الذي تمنى مساعدتهم اكثر، ومتمنياً من قيومجيان وحكومته ايلاء الاهتمام اللازم بالقانون 220/2000  وبكل ما يتعلق بذوي الاحتياجات لان واجبهم العيش بكرامة وتحقيق طموحاتهم. كما ركز على ضرورة ايلاء الاهتمام الكبير ببرنامج “دعم الاسر الاكثر فقرا” الذي اعاد احياءه و”مشروع التخريج” لمساعدة الاسر للخروج من فقرها، آملا من الحكومة الجديدة منح هذا المشروع الاهتمام الكافي والعمل على زيادة الاعتمادات له ووضع خطة لتأمين التمويل الذاتي للاستمرار وعدم الاتكال على الدول المانحة.

وذكر بدور مراكز الخدمات الانمائية اي “المخافر الاجتماعية” – حسب تعبير -الواجب تعزيزها وتطويرها، متطرقا الى الادارة الانسانية لـ”ملف النازحين السوريين” الذي شكل عبءاً كبيراً على المستوى الوطني. واوضح انه استطاع وضع الدولة على الخارطة في هذا الملف بعد طول غياب اذ من غير المسموح لاي جمعية او مانح الاختلاط بالنازخين من دون المرور بالدولة فهذا يمس سيادتها مشددا على ان القيادة في لبنان يجب ان تبقى للدولة اللبنانية. وكما تحدث عن برنامج دعم المجتمعات المضيفة حيث تم رفع الاعتمادات من 18 مليون دولار سنوياً الى 60 مليون سنويا ولا يزال الرقم غير كافي فنحن بحاجة الى 100 مليون دولار سنويا، مؤكداً ان مفتاح النجاح يبقى الشفافية والعمل والسمؤولية.

بو عاصي تناول مشاريع جاهزة ستطلق قريبا مع الوزير قيومجيان، ابرزها تبسيط الاجراءات في الوزارة ومكننتها وذلك بتمويل دولي وجدية ومتابعة لتسريع العمل فالهدف واحد خدمة المواطن بافضل طريقة، وكذلك مشروع مكننة “مراكز الخدمات الانمائية” والاستراتيجية الوطنية لحماية الطفل والمرأة الذي شارف على النهاية. كما اعلن عن مشروع جديد عزيز على قلبه تم البحث به مع النائب زياد الحواط لتحويل مدينة جبيل مدينة صديقة لذوي الاحتياجات الحاجة، وآمل ان ينجح وان يتوسع ليشكل المناطق اللبنانية كافة.

واكد بو عاصي ان العمل الاجتماعي مرتبط بالشراكة بين الدولة والقطاع الاهلي المتمثل بالجمعيات الذين يتمتعون بالجدية ولا يستحقون ان يحكى انهم  جمعيات وهمية فهذا كلام غير مسؤول. وتابع: “تحدثت عن كل هذه المشاريع لنؤكد ان الوزارة لا تستمر بموازنة 1% فقط، اذ وصلنا الى حافة الخطر واغلاق مركز “ميريم” التابع لمؤسسسة الكفاءات خير دليل،  فالوزارة تضع السياسيات اما الجمعيات فهي من ينفذ.”

كذلك توقف عند عمل المؤسسة العامة للاسكان التي تتميز بجديتها وشفافيتها الا انها لا تخضع لسياسة اسكانية واضحة، موضحا ان هذه السياسة ليست من مسؤولية المؤسسة او مدييرها بل مسؤولية الدولة اللبنانية مجتمعة لتصويب الهدف على خدمة الشعب اللبناني ذات الدخل المحدود.

وحيا بو عاصي مدير عام الوزارة ومدير عام المؤسسة العامة للاسكان وجميع الموظفين، قائلا: “انا فخور بانني كنت على رأس هذه الادارة على مدى سنتين واحيي عملكم الانساني وكفاءتكم وجديتكم انتم اساس النجاح في الوزارة، واردد القول ان الادارة بيد الحاكم كالازميل بيد النحات”.

وتوجه بو عاصي الى قيومجيان بالتأكيد انه لديه ادارة يفتخر بها، وختم بالقول: “انا الذي لدي شغف بعالم الطيران وان سر نجاح الرحلة هو الهبوط وليس الاقلاع، فاذا كان الهبوط سليما يعني ان الرحلة ناجحة، وقد عملنا حتى اللحظة الاخيرة لتأمين هبوط سليم لننقل الامانة للاخ والصديق والرفيق في الايام لصعبة والجميلة، لرفيق النضال الوطني الذي يتميز بالصلابة والانسانية والدقة. انا سعيد انك تسلمت هذه المهمة واتمنى لكم التوفيق في رحلتكم الجديدة”.

قيومجيان:

من جهته، قال قيومجيان: “لا اعتبر انني استلم وزارة من الوزير بو عاصي بل امانة الشعب اللبناني كله من رأس بيروت الى رأس بعلبك وعرسال والهرمل ومن النهر الكبير الى رأس الناقورة. هذا الامانة هي امانة معاناة اللبنانيين وتضحياتهم وشقائهم وعذابهم اليومي الذي نشعر به لذا نحن هنا. صحيح لدينا دولة ولكن مشكلتنا بكيفية ادارة هذه الدولة، مشكلتنا بذهنية بعضهم وبنظرتهم لهذه الدولة نظرة تناتش وصراع على المواقع والحصص، مشكلتنا بممارسات بعضهم في هذه الدولة واستغلالها لمحاصصات مناطقية وطوائفية ومذهبية وشخصية”.

وأضاف: “نحن لسنا هكذا ولا حزبنا “القوات اللبنانية” هكذا ولا اللبنانيين هكذا، ولكن المؤسف ان هناك تباعدا بين اللبنانيين كشعب تواق الى دولة القانون والمؤسسات وتطبيق الانظمة وبين طبقة سياسية معينة. انا لا اعمم او اشمل الكل، فهناك اخرون يؤمنون بما نؤمن به ايضاً وفيهم الخير. نحن هكذا نمارس الشأن العام ومفهومنا للسياسة وللادارة العامة انها للخير العام وليس للمصالح”.

توجه قيومجيان الى العاملين في الوزارة بالقول: “انا فخور ان سيط وزارة الشؤون والعاملين فيها جيد في البلد، وانتم الاساس، انتم كجسم اداري كما في كل الدول قد تصوبون في بعض الاحيان عمل الوزير بما تملكون من خبرة وتمرّس. كيف ان كان الجسم الاداري مثلا بالعطاء الجيد والموظف يحتذى به حينها يكون لدينا ادارة جيدة”.

وتابع: “انا استعين بكلام الكتاب المقدس: “ما جئت لأنقض بل لأكمل”، لأكمل ما قام به بيار بو عاصي. ولكن ككل اللبنانيين لدي حلم، وآن الاون ان نقول للشعب اللبناني يجب ان تتحقق احلامك. آن الاوان بأن لا نرى طفلاً مشرداً على الطرقات او معوقاً يتم التعاطي معه بتمييز او عنصرية تعيسة. التمييز ممنوع والعنصرية ممنوعة بحق الناس “معدمي الحركة” الذين لم يعد يطلق عليهم اسم معوق في الخارج او بحق اصاحب الصعوبات العقلية، المعوق هو المعوق بعقله وممارسته وذهنيته وليس بالجسد او من يحمل صعوبات عقلية. واتمنى الا ارى لبنانيا فقيرا. لقد آن الاوان ان نحقق هذه الاحلام وان نساعد الطبقات الاجتماعية المعوزة والمضطهدة والمهمشة. هذا هو محور العمل الذي سأقوم به واستكمله. نسأل الله القوة والصبر والحكمة كي نخدم كما خدم الوزير بو عاصي”.

وأردف قيومجيان: “ساسمح لنفسي بأن أشكره باسم الشعب اللبناني على النجاح الذي حققه وعلى الصورة الجميلة التي اعطاها بكيفية ادارة الشأن العام، وهذا الامر لم يعتد عليه اللبنانيون بل اعتادوا على وزراء همهم الاول تنفيع جماعتهم وحزبهم وطائفتهم. انا مثل بيار لا نميّز لا بين طائفة وطائفة ولا منطقة ومنطقة ولا مذهب ومذهب، من يستحق ويستوفي الشروط وبحاجة سنلبي له طلباته. اشكرك على ممارستك النظيفة والعلمية والمنهجية التي اعتمدتها، وان سأكمل على هذا النهج  وآمل ان احقق بقدر ما حققت وهناك الكثير من المشاريع التي سنطورها وقد يكون لدينا مشاريع جديدة وعسى ان ننجح معا، فالنجاح لا يكون للوزير فقط بل للوزارة وللحكومة وللبنان”.

وختم قيومجيان: “في الختام، كلمة اخيرة لمعاليه: “بعد اسبوع تحل الذكرى الثلاثون لاستشهاد رفيقنا سليم معيكي، وسليم ينظر الينا من عليائه وعسى ان يكون مبتسما وفخورا. وأنا اقول له ولكل شهدائنا ولكل شهداء الجيش اللبناني البطل ولكل الشهداء الذين سقطوا في سبيل لبنان الى اي طائفة او منطقة انتموا، ناموا قريري العين لان ما زال هناك اناس مؤمنون بلبنان وسيعملون بصدق وشفافية وكرامة من اجل لبنان كل لبنان، فهذا بلدنا سنحافظ عليه مهما غلت التضحيات”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى