على قاعدة “اوّل دخولو شمعة طولو”، انطلقت الحكومة على وقع سجال سياسي بين الحليفين “اللدودين” الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بلغ ذروته مع اتّهام الاخير الرئيس الحريري بالتفريط بصلاحيات رئاسة الحكومة والقفز فوق اتّفاق الطائف الذي ارساه والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومسارعة الرئيس الحريري بالردّ معتبراً ان رئاسة الحكومة ليست “فشّة خلق” او “مكسر عصا” لأيٍ كان.
ومع هذا التدهور في العلاقة بين الحليفين، يُطرح التساؤل عمّا اذا كانت “القوات اللبنانية” ستنضم الى مسلسل “الطوق” السياسي، باعتبار انها تعرّضت في مشوار التكليف “للظلم” في تمثيلها كمّا ونوعاً من الحلفاء قبل الخصوم، علماً ان الوزير باسيل جدد في مؤتمره الصحافي السبت الفائت على اهمية المحافظة على “سيبة” العهد”.
ويؤكد أمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم لـ”المركزية” “ان المسألة ليست اصطفافات سياسية تقليدية، فلكل فريق طروحاته ورأيه من اي قضية، لكن نحن كـ”قوات” سيكون لنا تصوّر واضح للعمل الحكومي قائم على البيان الوزاري الذي نُعطيه اهمية قصوى والذي سيُحدد المسار الحقيقي للحكومة ويوجّه بوصلة عملها”.
ويشير الى “اننا سنُقارب اي ملف يُطرح على طاولة مجلس الوزراء من منطلق تطابقه مع القوانين لا من حيث الاصطفافات السياسية، وسنسعى لرفع انتاجية الحكومة من خلال التشديد على الالتزام بالقوانين”.
وفي حين عبّر جنبلاط عن تخوّفه من “طوق سياسي” له ولحزبه من الحلفاء قبل الخصوم، يستبعد كرم “ان تتعرّض “القوات” في المرحلة المقبلة لطوق كهذا”، ويعتبر “ان “القوات” قوية بموقفها المبدئي وبادائها وبنوعية وزرائها”، ويجزم بان كل فريق سيسعى الى اخذ الحكومة الى مربعه الخاص لتمرير صفقات وتلزيمات معيّنة سيعزل نفسه اولاً و”القوات” لن تكون مناصرة له انما ستقف بوجهه وتدعم الطرح المؤسساتي القانوني”.
ويؤكد كرم “اننا سنقف بالمرصاد ضد اي ملف يُطرح على طاولة الحكومة نشتمّ منه رائحة فساد وسمسرات تماماً كما فعلنا في الحكومة السابقة مع اننا تعرّضنا وقتها “للعزل” لدفعنا للخروج من الحكومة”، ويُشدد على “اننا مستمرون في هذا الخط وهذا النهج في العمل، لان لا إنقاذ للوضع الاقتصادي الا بالتزام القوانين، ولن نكتفي بالكلام عن الفساد بل سنُقدّم اثباتات ودلائل”.
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت معراب ستُبادر للعب دور الوسيط بين الرئيس الحريري وجنبلاط لترطيب الاجواء بينهما انطلاقاً من علاقتها الجيّدة معهما، يلفت كرم الى “انهما لا يحتاجان الى وساطة، لاننا نعتقد انهما سيصلان الى تفاهم”.
