اعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اننا بحاجة الى بداية بعيداً من السجالات وتوتير الأجواء الداخلية خصوصاً بعد تشكيل حكومة طال انتظارها ما يقارب الـ9 أشهر.
وأضاف خلال كلمة متلفزة، “لا شك ان القوى المشاركة في الحكومة يجب ان تضع أولويات لها، وأهمها الوضع المالي والاقتصادي، بمعزل عن الأدبيات، وهناك إجماع على خطورة الوضع الاقتصادي في لبنان لذلك يجب وضع هذا الملف كأولوية.
وطالب الدولة بأن تحدد للبنانيين كيفية معالجة هذه الخطورة، مؤكداً سياسة مكافحة الفساد والهدر المالي، ألغيت وزارة الدولة لمكافحة الفساد من الحكومة ولم نكن على علم بذلك ولكن مكافحة الفساد مسؤولية الحكومة، يجب ان تكون حكومة مكافحة فساد وليس وزارة.
وأشار إلى ان السجالات السياسية لن تقدم او تؤخر شيئا، وعلى الحكومة ان تضع ملفات الناس على الطاولة وتعمل على معالجتها، مضيفاً: “الحكومة لم تأخذ الثقة ولكن سأستبق الأمور لأخاطب الجميع، يجب مناقشة الأمور وليس فرض مشروع أحد على الآخر، وعدم اتهام البعض بالتعطيل والعرقلة وربط الأمور بالمواضيع الإقليمية، وإذا أردنا الانطلاق من المصالح الشخصية أو مصالح الأحزاب لن نلاقي الحلول”.
ولفت نصرالله إلى ان بند السفر في الحكومة يوزع قبل 48 ساعة وخطة كبيرة تكلف ملايين الدولارات أيضًا قبل 48 ساعة، وهذا أمر يحتاج للمعالجة والخطط يجب ان تدرس بشكل مدروس وبوقت كاف لأن أمور الناس الحياتية لا تحتمل.
وتمنى على الأفرقاء التعاطي مع بعضهم البعض على أساس الشراكة وحل مشاكل الناس، وتحمل الجميع مسؤولية القرارات الصعبة من إنجازات أو فشل، لأن بعض الجبهات بين أفرقائها لا يبشر بالخير، مشيراً إلى انه بمعزل عن التحالفات بين القوى السياسية، “أعتقد ان لا أحد متفق مع الآخر بشأن الملفات الداخلية، وعندما سيأتي الوزراء لمناقشة الملفات، قد تلتقي الأفكار وقت تختلف حتى ضمن أحب الحلفاء على بعضهم، لذلك علينا محاولة مناقشة المواضيع قبل وصولها الى طاولة مجلس الوزراء”.
وقال: “منفتحون على كل النقاشات والملفات والحوار، الأهم التعاطي بواقعية وعلمية ونقرر بما يخدم مصلحة البلد، سنتصرف على هذا الأساس وندعو الآخرين للتصرف على الأساس نفسه”.
وحول موضوع وزارة الصحة، كشف نصرالله عن نقاش داخلي حصل حول كيفية تولي حزب الله هذه الوزارة، ولأميركا موقفً وهو لعدم استغلال الوزارة لحل مشاكل الحزب الداخلي، في هذا الموضوع، الوزير ولأي جهة انتمى هو وزير لكل اللبنانيين ولكل لبنان، مضيفاً أن “وزير الصحة جميل جبق ليس حزبيا”.
وطمأن نصرالله كل الذين كانوا يتخوفون استغلال وزارة الصحة لتهريب الأموال معتبراً ان بالنسبة الى حزب الله، في ما يتعلق بمال الدولة اضافة الى المسؤولية القانونية تجاه هذا المال، والمسؤولية الأخلاقية فإن هذا المال أمانة عند الوزير، مضيفاً: “هناك إضافة نوعية وهي المسؤولية الدينية تجاه الله ومال الدولة للدولة”.
وتابع: ” الامور واضحة في الوزارة ولكنها تحتاج الى متابعة وجدية، وتكلمت مع الوزير بالنسبة الى اهلنا في البقاع، إعفائه من كل واجباته من تعازي وتهاني وغيره”.
ولفت إلى ان المناطق المحرومة لها أولوية عند وزير الصحة، والعيون ستكون مفتحة عليه، وستكون من أولوياته الحضور في الوزارة ومع الناس ومن المفترض ألا يكون هناك نقطة قلق من أي فريق فهذه الوزارة ليس لحزب بل لخدمة كل اللبنانيين بمعزل عن الانتماءات السياسية.