أخبار عاجلة
أمازون تطلق خدمة تسوق في جنوب أفريقيا -
TCL تكشف عن تلفاز ذكي بشاشة عملاقة -

الراعي: الاختلاف في الدين لا يعني عداوة

الراعي: الاختلاف في الدين لا يعني عداوة
الراعي: الاختلاف في الدين لا يعني عداوة

 

واصلت فعاليات «مؤتمر الأخوة الانسانية» لليوم الثاني في أبوظبي، وتمّت مناقشة قضايا التقارب بين الأديان وتعزيز قيم التسامح والحوار ومواجهة التطرّف.

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إنّ «الأخوة هي الرباط الذي يجمع بين الناس، لكونهم أعضاء في العائلة البشرية، مهما كان اختلافهم الإتني والديني والثقافي والسياسي. فإننا نرى ملايين من المؤمنين يترددون في كل يوم جمعة وسبت وأحد إلى الجوامع والمجامع والكنائس ليعبدوا الله الواحد، وليعيشوا الوحدة في التنوع ويحافظوا معاً على هويتهم الخاصة، مدركين أنّهم أعضاء في عائلة واحدة تحت نظر الله الخالق بالنسبة إلى بعضهم، والأب بالنسبة إلى البعض الآخر».

وأوضح الراعي أنّ «الدين، من جهته، يشكّل تحدّياً إيجابياً وسلبياً. التحدّي الإيجابي هو أنّ الأديان لا تصنع الحروب، بل أتباعها يصنعونها لجهلهم مفهوم الدين أو لتسييسه من أجل غايات خاصة. والتحدّي السلبي هو أنّ مجموعات أو منظمات إرهابية مسيّسة ترتكب العنف والقتل والتطهير العرقي باسم الله الواحد الوحيد، علماً أنّ «إسم الله الواحد الوحيد هو إسم السلام والآمر بالسلام»، على ما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني. بسبب هذا التحدّي المزدوج يمكن للدين أن يقود إلى الأحسن إذا كان مشروع قداسة، أو إلى الأبشع إذا كان مشروع تسلّط».

ورأى أنّ «الاختلاف في الدين والثقافة والرأي لا يعني عداوة. بل يغني في النظرة إلى الأمور، ويساعد في البحث عن الحقيقة التي تجمع وتحرّر. أما التنوّع الديني والثقافي والعرقي فهو ضروري للتكامل والاغتناء المتبادل، ويساعد على الإقرار بأن الله سبحانه يعمل بشكلٍ غير مدرَك في داخل كل خلق من خلائقه. ألسنا نقرأ في القرآن الكريم: «لو شاء ربك لجعلكم أمّة واحدة؟».

بدوره، ألقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده كلمة في «مؤتمر الأخوة الإنسانية» في أبوظبي، وقال: «تجمع الآيات السابق ذكرها على أنّ الله لم يخلق البشر من أجل أن يتذابحوا، أو أن يتسلّط واحدهم على الآخر، أو يعتبر نفسه أفضل من الآخر، بل خلقهم ليتعارفوا، لتسود المحبة في ما بينهم، لأنهم مخلوقون على صورته كشبهه، أي محبين، لأنّ «الله محبة» (1يوحنا 4: 8). عندما خلق الله الإنسان أعطاه سلطاناً أن يسود على كل الخليقة، ما عدا أخيه الإنسان. التحدّيات والعوائق بدأت تظهر أمام تحقيق الأخوة الإنسانية، مذ سوّلت لقايين نفسه أن يقتل أخاه هابيل الذي اختار أفضل غلاّته تقدمة للرب، فيما لم يجد قايين أنّه أخطأ عندما قدّم لله تقدمة من فضلات غلاته، فقرّر أن يقتل أخاه بدل أن يصلح نفسه».

وسأل: «أليس هذا سلوك الإنسان تجاه أخيه؟ ألا يقتل الإنسان أخاه لأتفه الأسباب؟ ألا يقتل أخاه لكي يظهر قوته فيستعبد الآخرين؟ سياسياً، إقتصادياً، تكنولوجياً، دينياً. هذه حال الإنسان: يلغي أخاه ليبرز هو». وأضاف عوده: «أنا أتيتكم من لبنان الحبيب، مهد الحضارة والحرف والثقافة، بلد الديمقراطية والحرية والتسامح، حيث تغتني الطوائف المتعددة فيه الواحدة من الأخرى، يجمعها الحوار، رغم بعض العثرات. فمنذ وسوس الخناس في رؤوس الناس واجتاحت موجة التكفير والتخوين عالمنا العربي، وشاء بعض المتدينين شن الحروب الفاقدة الرحمة والمحبة في وجه بعضهم البعض، أصابت العدوى لبنان. وبسبب الإنهيار السياسي أصبح اللبنانيون، الإخوة في الوطن، يرزحون تحت وطأة التراجع الإقتصادي والإجتماعي والفكري. يقول قديسو كنيستنا إذا انشغل الإنسان بخطاياه لن يجد الوقت ليدين سواه. إذا وعى كل منا هذا الأمر، نخنق موجة التخوين قبل أن تولد».

وقال: «إذا كانت الديانات الثلاث الأساسية في العالم تدعى سماوية، هذا يعني أنّ موطننا هو الملكوت، ويجب أن نعمل منذ الآن على إحلال هذا الملكوت في قلوب الجميع. السياسة والتعصّب واستثمار المشاعر الدينية في إثارة العصبيات والعزف على وتر التشدّد والأصولية الدينية كلما أراد مسؤول الوصول إلى مآربه، لا تساعد في جعل الأرض تذوقاً مسبقاً للملكوت. علينا جميعاً بث روح المحبة والتآخي، والإسترشاد بمبادئ الدين والأخلاق مع عدم استغلال الدين في أمور السياسة. مطلوب أيضاً أن نرسي مبادئ الحوار الحقيقي أي الصراحة والصدق والإنفتاح والشفافية، وهذه لا تتحقق إلا بالمحبة وتجاوز «الأنا»، ونبذ المصالح الشخصية، واحترام الآخر وصون حريته وكرامته، والتمني له ما يتمنى للذات».

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى