اعتبر رئيس المكتب الخارجي للتنمية في حزب القوات اللبنانية إيلي عبدالحي أن لبنان “بلد صغير لا يحتمل تصادم القوى الكبرى في اللعبة الجيوــ سياسية في المنطقة حيث تتداخل فيها جميع العوامل. وأضاف إن تدخّل حزب الله بحروب المنطقة هو الذي جعل بعض الأوروبيين ومن بينهم بريطانيا يذهبون إلى حد تصنيفه بالإرهابي. وبالرغم من أن حزب الله هو لبناني وعناصره لبنانيون وهو موجود في البرلمان اللبناني ولكن السـيد حسن نصرالله أعلن، أكثر من مرة، بأن تمويله وقراره وتبعيّته إنما هي لإيران وهنا صلب المشكلة”.
وفي حديث تلفزيوني، عدّد عبدالحي الأسباب التي “زعمها السيد نصرالله للمشاركة في الحرب السورية، فكانت تارة لحماية المقامات الدينية، وطوراً لحماية النظام السـوري، وأحياناً للدفاع عن قرى في الداخل السـوري يسكنها لبنانيون، وغالباً لمقاتلة الدواعش في الجرود”.
كما ذكّر عبدالحيّ بحرب الجرود حين حاصر الجيش اللبناني الإرهابيين وأعد “العدة للقضاء عليهم وسوقهم إلى المحاكمة، حينها فوجئ اللبنانيون بمفاوضات كانت تجرى معهم من قبل النظام السوري وحزب الله لتأمين انسحابهم وفك الحصار عنهم مع عائلاتهم وأسـلحتهم لنقلهم بباصات مكيفة، ما أفلت الإرهابيين من عقاب الاعتداء على افراد وضباط الجيش اللبناني وقتل بعضهم في جرود عرسال”.
وأضاف عبدالحي أن “السبيل الوحيد لحماية لبنان هو إحترام سياسة النأي بالنفس والإبتعاد عن حروب المنطقة. وأن جلّ ما يطلبه اللبنانيون هو عدم ارتباط أي من الأحزاب اللبنانية بأي قوى خارجية سـواء إقليمياً أو دولياً”.
واعتبر عبد الحي أن “حزب الله قد أيقن بأن دوره في سوريا شارف على الإنتهاء، لذا فهو يحاول الإنخراط داخلياً بحملات كمحاربة الفسـاد”.
ورداً على سؤال إن كان هناك إمكانية أن تُصنَّف بيروت كطهران بمعنى أن تُحاصَر ويُفرَض عليها عقوبات، إستبعد عبدالحي واقعية هذا التصنيف قائلاً: “لا أعتقد أن تتحول بيروت إلى طهران. فهناك أصدقاء للبنان تُدرَس معهم الحلول لمساعدة لبنان والمطلوب من حزب الله أن يسـاعد في هذا الشأن وأقله بعدم تدخله في شؤون دول المنطقة”.
وختم عبدالحي بأن “هناك قراراً لوضع حد للتدخل الإيراني في المنطقة وحزب الله هو أحد أدواتها الواضحة من خلال إعلانات المسـؤولين الإيرانيين عن احتلالهم لأربعة عواصم عربية بينها بيروت. لذلك علينا ألّا ننسـى هذه الزاوية أثناء قراءتنا لقرارات الدول المعنية”.