أكد نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني أن “لنادي الحكمة تاريخ عريق، عمره من عمر الجمهورية اللبنانية، تاريخه يمتد مع جذور مدرسة الحكمة التي لطالما كانت صرحاً وطنياً، خرج منها رجال الفكر والدولة منذ أكثر من 144 عاماً، وكان هؤلاء من كافة الانتماءات الطائفية والمدارس السياسية”.
حاصباني وخلال حفل تسلمه رئاسة مجلس امناء نادي الحكمة، قال، “يسعدني ويشرفني أن أقبل هذا المنصب لأكون قريباً ومسانداً لنادي الحكمة الذي واكبته منذ الطفولة وأيام الدراسة، كما أشكر ثقة الإدارة”.
وأضاف، “نادي الحكمة هو ابن هذه المؤسسة، لكنه لكل لبنان، وعلينا أن نبقيه كذلك، بعيداً عن أي تجاذب لأن الرياضة تجمع الجميع. ولا مجتمعاً سليماً من دون الرياضة. فتأثيرها كبير على الثقافة والتعاضد والأخلاق النظيفة والصحة السليمة. فكلما كان الجسم الرياضي معافىً، كان الوطن أكثر عافي”.
وأشار الى أن “في أصعب الظروف، كان نادي الحكمة يجمع الشباب، مهما فرقتهم الانتماءات كانت الرياضة والحكمة تجمعهم. هذه هي رسالة نادي الحكمة. لا يمكن أن تمر هذه المناسبة من دون أن نستذكر من آمن بهذه الرسالة، وكان الركن الأساس في عصر النهضة لنادي الحكمة خاصة وكرة السلة بشكل عام، عنيت الرؤيوي، الرئيس العراب للنادي الراحل أنطوان شويري. فلا شك أنه ينظر إلينا اليوم من فوق، وهو ينتظر منّا الكثير لإبقاء حلمه حيّاً. تحية اكبار واجلال لروحه الحيّة في النادي، ولعائلته الكريمة”.
ووجه التحية “لكل من عمل على إنجاح هذا النادي في الماضي وأتمنى التوفيق لكل من سيساهم في المستقبل”. وأضاف، “حان الوقت لنستعيد الثقة ونجتمع حول هذا النادي العريق، ومن هنا أدعو كل من أراد المساهمة في توطيد علاقة الشباب بوطنهم ومجتمعهم وبعضهم البعض، وبث روح رياضية بينهم لبناء مجتمع سليم، أن يتقدموا ويتعاونوا معنا، معنوياً، ومادياً، وتقنياً، وبما استطاعوا أن يقدموا لنعمل معاً لغد أفضل لشبابنا”.
ولفت الى ان “التوقعات كثيرة. ولا يُخفى على أحد أن النادي عانى من مشاكل كبيرة. لكننا اليوم وبكل واقعية وموضوعية، لا يمكننا أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ولا نمتلك عصاً سحرية لاستعادة العافية للنادي بلمح البصر.علينا استنهاض القوى، وشد العزائم على قدر أهل العزم وننطلق معاً يداً بيد لنقوم بورشة عمل بمقاربة علمية، عملية، شفافة، جامعة، حكيمة”.
واعتبر ان “الحكمة هي أسمى الصفات. وهي أن يقوم الإنسان بفعل الأشياء بالتروي والتأني وأن يعرف الصواب من الخطأ. الحكمة تجمع بين الخبرة والمعرفة والذكاء. وتابع، “قال شكسبير، الحكيم لا يحزن من الآلام الماضية ولكن يستعين بالحاضر ليتجنب غيرها”.
وأستطرد، “بهذه الروحية نطمح أن نعمل للنهوض من جديد بنادي الحكمة الرياضي. أقول النهوض من جديد وليس إعادة إحياء، لأن الحكمة لا يموت بل كالنسر، يأخذ قسطاً من الراحة ليعود محلقاً في الأعالي”.