أشار المفوض السامي في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إلى ان “هذه الزيارة هي الخامسة له كمفوض سام لشؤون اللاجئين الى لبنان، مترافقة مع زيارته الرابعة الى سوريا، وان هذه الزيارات “تدل على ما تمثله قضية اللاجئين السوريين من اهمية لدى الامم المتحدة”.
وأضاف غراندي في مؤتمر صحافي شرح خلاله نتائج زيارته الى بعض المناطق في سوريا وجولته على المسؤولين اللبنانيين: “زيارتي الاخيرة الى سوريا التي استمرت لثلاثة ايام وزار خلالها دمشق وحمص وحماه، تركت لديّ “انطباعا بأن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري هي بشكل عام مستقرة امنيا، ومساحتها اصبحت اكبر مما كانت عليه منذ عدة اشهر”، معتبرا انه “لا تزال هناك بعض النقاط غير المستقرة في سوريا لاسيما محافظة ادلب والتي زرت ضواحيها والتي لا يزال الوضع فيها متوترا، الا ان هناك استقرارا في باقي المناطق السورية”، ومبديا قلقه من “الوضع في ادلب ومن سقوط وقف اطلاق النار فيها”. ودعا الى “التوصل الى حل سلمي تجنبا لاي نزوح جديد للمدنيين”.
وأشار الى “وجود ازمة نزوح جديدة في منطقة الباغوز، حيث المعارك بين وحدات الحماية الكردية وداعش”، معتبرا ان “هناك هروبا لعوائل مقاتلي داعش ما يشكل ازمة انسانية جديدة، بالإضافة الى مخيم الركبان للاجئين على الحدود العراقية السورية الاردنية، حيث ان عددا كبيرا من النازحين في تلك المنطقة يودون العودة الى سوريا، الا ان الامر يصطدم بين السيطرة الاميركية على تلك المنطقة والسيطرة الروسية على المنطقة المقابلة”، وقال: “ان الامور الانسانية تواجه بصعوبات سياسية”.
أضاف: “هناك عدد كبير من النازحين في سوريا، الا ان هناك عددا كبيرا من العائدين الى منازلهم خصوصا في المناطق المستقرة في حمص وحماه، بالإضافة الى لاجئين يعودون من خارج سوريا ولو بأعداد قليلة كلبنان وتركيا”.
ورأى غراندي ان “هناك تحديات كبيرة تواجه اللاجئين خصوصا بعد 8 سنوات من الحرب في سوريا ولاسيما بعد فقدان الكثير منهم لأوراقهم الثبوتية او اوراق ممتلكاتهم بسبب الحرب، بالإضافة الى الدمار في المباني والمنازل ودمار المدارس والبنى التحتية وتأمين المياه خصوصا في حمص وريف حماه”، مؤكدا ان “الامم المتحدة تعمل على حل هذه المشاكل من خلال العمل مع الحكومة السورية ومع الروس”.
وفي الشأن اللبناني أشار الى انه التقى مع “معظم المسؤولين اللبنانيين”، وانه سيلتقي الرئيس الحريري “خلال مؤتمر بروكسل الاسبوع المقبل”، وانه زار بلدة المحمرة في الشمال حيث اطلع على اوضاع مخيم اللاجئين هناك.
وابدى غراندي شكره للبنان وشعبه على “حفاوة استقبال اللاجئين”، معتبرا ان “لبنان يريد حلا يعيد اللاجئين الى بلدهم بشكل آمن وكريم”.
وأكد ان مباحثاته في لبنان كانت “بناءة”، مشددا على “ضرورة العمل على بعض الشروط لتسهيل عملية العودة”، ومعتبرا ان “بعض اللاجئين محتارون في موضوع العودة بسبب الخوف سواء من الامن او بسبب منازلهم المدمرة او عدم وجود عمل لهم”، وقال: “إذا استمر العمل مع الجانب السوري، فان الكثيرين سيكون لديهم ثقة للعودة بشكل آمن وسيختارون العودة الى سوريا من دون ان يجبرهم عليها احد”.
وعن مؤتمر بروكسل قال ان هدفه “تأمين المساعدات للبنان في ملف النازحين، اذ أن الشعب اللبناني بدأ يعاني من ازمة النزوح السوري خصوصا على الصعيد الاقتصادي، والمجتمع اللبناني بدأ يضغط من اجل عودتهم، خصوصا مع وجود النازحين في مناطق لبنانية يعاني سكانها صعوبات اقتصادية”.