أكدت وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة مي شدياق من زغرتا ان أصحاب الأيادي البيضاء كثر وأقوى من أن تهزهم المصالح السياسية الضيقة ووجهت تحية كبيرة لأبناء المصالحة الذين وضعوا وزر الماضي وماسيه خلفهم وطلعوا إلى المستقبل ليساهموا في ارساء مفاهيم المحبة والاخوة وتعالوا على البغض والضغينة.
كلام الوزيرة شدياق جاء خلال مشاركتها إلى جانب وزير البيئة فادي جريصاتي ورئيسة جمعية الميدان السيدة ريما فرنجية في حفل اختتام المرحلة الأولى وإطلاق المرحلة الثانية من مشروع فرز النفايات من المصدر لاتحاد بلديات قضاء زغرتا برئاسة الزعني خير بمشاركة عدد من الجمعيات البيئية في حرم الجامعة الأنطوني في مجدليا زغرتا.
وقالت: “سعيدة جدّاً اليوم بأن تكون أولى زياراتي المناطقية كوزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية الى منطقة زغرتا، العزيزة جدّاً عليّ وعلى جميعِ اللبنانيين لما لها من إرثٍ كبير على جميع المستويات الوطنية التاريخيّة. في الحديث عن زغرتا، أكثر ما يخطرُ ببالي نخوةُ أهلِها وحبُّهم لأرضِهم وتجذّرُهم فيها ودفاعُهم عنها في أحلك الظروف. حبُّهم لمنطقتِهم تجلّى أيضاً في اهتمامهم بالبيئة”.
وأضافت “نعلمُ جيّداً أنَّ من يحافظُ على بيئته بكلِّ معانيها يحافظُ أيضاً على وطِنه، ومن يدمّرُ بيئتَه يدمّرُ مستقبلَ وطنِه. أنتم كأبناء منطقة، من خلال هذه المبادرة والمبادراتِ المقبلة، تحافظون على بيئتِكم، تُنمّون منطقتَكم وترسمون مستقبلاً مشرقاً لأبنائكم. ومن هنا، لا بدَّ لي إلّا وأنْ أُحيِّيَ مبادراتِكم التي تُعبّرُ عن طيبتِكم وتعلّقِكم بأرضِكم وبيئتِكم”.
وتابعت: “نحن كوزراة تنمية إدارية، معنيّون جدِّاً باللامركزية الإدارية وتنميةِ قدرات المجالسِ المحليّة على المستويّاتِ كافةً، وقد أعطى القانون الجديد (قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة رقم ٢٠١٩/٨٠) للنفايات دوراً أساسيًا للإدارات المحليّة لإدارة ملف النفايات، وهي بالتالي بحاجة لتنمية قدراتها لمواكبة هذه المهمّة”.
وهنأت “اتحاد بلديّات زغرتا لسعيهم الدؤوب لإقامةِ هذا المشروع والتواصلِ مع الجهاتِ المانحة والداعمة مشكورة. بالإضافة الى ذلك، أعدُكم بأن نبقى كوزارة تنمية متابعين لهذا الملف بالتواصلِ معكم ومع كلِّ إدارةٍ محلية أرادت أنْ تتحمل مسؤوليتَها في إدارةِ ومعالجةِ الأزماتِ المستجدة! نحن هنا لنقولَ إننا لنْ نألوَ جهداً لاستكمال ما بدأناه في ما خصّ معملِ فرزِ نفايات وتسبيخ في منطقةِ بصرما الكورة للأقضية الثلاث أي زغرتا، الكورة وبشرّي، لما لذلك المشروع من إفادةٍ لأبناءِ الأقضية. سنستمرُّ في حوارِنا وسعيِنا كي نتلقّى الدعمَ من الجهاتِ المانحة للمساعدة في إتمامِ المشروع على أكملِ وجه وبأفضلِ الأساليبِ التنمويةِ الممكنة”.
وأضافت “بالحديث أيضاً عن البيئة، لفتني بالأمس الـBRAVO التي وجّهها رئيسُ حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مشيداُ بتصريح معالي وزير البيئة فادي جريصاتي الذي أعلن أنّه سيُفعِّلُ المجلسَ الوطني للمقالع ويوقفُ المخالفين من دون استثناءات ويطبّق القانون فما كان بجريصاتي إلاّ أنْ ردّ لاحقاً بتغريدةٍ قائلاً: “البيئة بتجمعنا”. بالفعل معاليك، البيئة بتجمعنا، “وهيي جمعِتْنا اليوم سوا بزغرتا، وعلى أمل تجمعنا سوا بالمستقبل” ونتعاون لنعمل “تنمية بيئية شاملة” لكلّ المناطق اللبنانية.
وختمت قائلة: في الختام أعذروني في هذه المناسبة الزغرتاويّة التنمويّة لو تحدّثًت ولو قليلاً في السياسية لأقول: تحيّة كبيرة لأبناءِ المصالحة الذين وضعوا وزرَ الماضي ومآسيه خلفهم، وتطلّعوا الى المستقبل ليساهِموا في إرساءِ مفاهميمِ المحبّةِ والأخوّة ويتعالوا على البغضِ والضغينة. أنا متأكّدة جدّاً بأنَّ أصحابَ الأيادي البيضاء في زغرتا وخارجِها هم كثر وإرادتَهم أقوى من أن تهزَّها مصالحُ سياسيّة ضيّقة. شكراً جزيلاً على دعوتكم وألف سلام الى زغرتا السلام.
وبعد قص قالب الحلوى وشرب نخب المناسبة تسلمت الوزيرة الشدياق هدية تذكارية من منتوجات القرية البيئية.
وزارت الشدياق قبيل الحفل مركز منسقية القوات اللبنانية في زغرتا الزاوية والتقت المنسق العام للقوات المهندس ماريو غالية واعضاء مجلس المنسقية وعدد من مسؤولي المراكز في القضاء واعربت عن سرورها للقاء الشباب لأول مرة في زغرتا وعرضت لهم أهمية وزارة التنمية الإدارية واعدة بالوقوف على حاجاتهم وتأمين الدعم الدائم لهم وأنها ستحمل صوتهم إلى مجلس الوزراء.
