الطوائف المسيحية أحيت الجمعة الحزينة (صور)

أحيت الطوائف المسيحية، التي تتبع التقويم الغربي، الجمعة الحزينة، بإقامة رتبة دفن المسيح وزياحات. ففي كنيسة سيدة الانتقال في مدينة النبطية، ترأس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، رتبة دفن المسيح، عاونه فيها خوري الرعية الجديد الأب كامل إيليا والخوري السابق الأب نقولا درويش، في حضور ممثل النائب ياسين جابر ناجي جابر، ممثل النائب السابق عبد اللطيف الزين سعد الزين، ممثل النائب السابق عماد جابر محمد جابر، رئيس دائرة الرصد والاستطلاع في المديرية العامة في الأمن العام العقيد فوزي شمعون، رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية الأم كاميليا القزي وراهبات النبطية، وفد من حركة "أمل"، وفد من الحزب "السوري القومي الاجتماعي"، مختار حارة المسيحيين راشد متى، وجمع من الكؤمنين والفاعليات.


وألقى المطران الحداد عظة، فقال: "أسبوع الآلام هو مسيرة كسر كبريائنا، واكتشاف حب الله الكريم والمجاني لنا، ولا فرق بين القيامة والحب الأبدي، نسجد لآلامك أيها المسيح، نسجد لحبك، ونسجد لموتك، فأرنا قيامتك". ووجه الشكر "للجيش والدرك وللرعية وكاهني وفاعليات النبطية، الذين بحضورهم يعبرون عن محبتهم لرعية السيدة".

وقال: "نحن هنا، صف واحد، لا فرق بين مسلم ومسيحي، ووجودكم على تنوع انتماءاتكم المذهبية والطائفية، يدل على ذلك. فرحي وافتخاري أن أكون معكم اليوم، في النبطية، لنفتتح جنائز السيد المسيح في الأبرشية، فلنصل من أجل بعضنا بعضا، ولنصل من أجل لبنان، الذي يحتاج أن يقوم من سباته، أن يقوم من موته".

أضاف: "لا لموت لبنان، ولا لفساد لبنان. إن لبنان ينوء بالفساد، نصلي اليوم لننقذ لبنان من الفساد، الذي يمكن أن يقع به من الإفلاس، من كل إحباط نشعر به في هذه الأيام. نقدم هذه الصلاة لتقوم قيامة لبنان".

ونوه بـ"النبطية مدينة العيش المشترك الواحد، حيث يشارك المسلم المسيحي في أعياده ومناسباته، والمسيحي يشارك أخاه المسلم، ويفرح له بأعياده، وتلك هي قمة الوحدة الوطنية، التي تجسدها النبطية بمختلف أبنائها".

وشكر الأب درويش "القوى الأمنية التي تجعلنا نشعر بالأمان والاستقرار في الأعياد والمناسبات، مع أن النبطية واحة سلام وأمان لكل أبنائها، وفيها لم نشعر يوما سوى أننا جزء من وحدتها الوطنية، ومن وحدة نسيجها المجتمعي. نحن واحد على تنوعنا الثقافي، الذي يغني ويثري هذه المدينة".وأعقب ذلك، زياح وتطواف حول الكنيسة، وسط طقس عاصف وماطر ومثلج.

وفي كنيسة سيدة النجاة في بلدة الكفور، ترأس خوري الرعية الأب يوسف سمعان، رتبة دفن المسيح، حضرها نائب رئيس البلدية طوني سمعان وأهالي البلدة، أعقبها زياح وتثبيت صليب كبير عند المدافن، ثم رتبة سجدة الصليب.

وتمنى سمعان من "الله ينبوع المحبة، أن تكون آلام السيد المسيح، عربون خلاص لكل اللبنانيين، ولكل المشرقيين، وعلامة سلام بين الشعوب، وأن تكون قيامة يسوع المسيح، قيامة للبنان الغالي المفدى"، شاكرا القوى الأمنية على "حضورها لتوفير الاستقرار للمصلين، وهي عودتنا على ذلك، وعلى الدفاع عن الوطن".

وفي دير مار أنطونيوس في بلدة النبطية الفوقا، ترأس رئيس الدير الأب جان سليم رتبة الدفن، وكذلك خوري بلدة كفروة الأب نعمة الله ميلان. 


كذلك رأس رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر رتبة دفن السيد المسيح، في كنيسة النبي ايليا في شكا، عاونه خادم الرعية الخوري باسيليوس غفري، والأبوان فادي منصور ويوحنا الحاج بطرس، بمشاركة رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري، المختار عازار شليطا، وحشد من المؤمنين. خدمت الرتبة جوقتا شكا والبترون.

وبعد القراءات والزياح داخل الكنيسة وفي الشوارع المحيطة بها، ألقى ضاهر عظة قال فيها: "قبل مجيء السيد المسيح، كان الموت يعتبر علامة لغضب الله على الانسان، بل عقابا أنزله الله بالإنسان عندما عصا أمره في بدء الخليقة. موتا تموت، قال الرب لآدم، يوم تأكل من شجرة معرفة الخير والشر. وكان أن أكل الانسان منها، فجر على نفسه وعلى ذريته غضب الله وعقاب الموت. وظل الانسان طيلة العهد القديم عائشا تحت حكم الموت وتحت حكم الهلاك: باب السماء موصد أمامه، وباب الخلاص مغلق في وجهه. إلى أن ظهر حب الله للعالم من جديد، فأرسل ابنه الوحيد الى العالم ليخلص به العالم. وجاء المسيح ليفدي الانسان من حكم الهلاك والموت، فأباد الموت بموته لكي يحيا الانسان من جديد".

أضاف: "حياة الانسان هذه، ما هي إلا المصالحة مع الله والسير في طريق البر والخير والنعمة، واستعادة الكرامة من جديد، واسترداد الفردوس المفقود. فان كان موت المسيح أفاض الحياة للإنسان على هذه الصورة، فإني أتساءل معكم هذا المساء ونحن نحيي ذكرى موت المسيح، أنحن أمام نعش الموت أم نحن أمام عرش الحياة؟ لا مجال للشك أننا أمام عرش الفداء والحياة، عرش المحبة والنعمة، عرش البنوة والرجاء، فالمسيح كما حدد هو نفسه، هو حبة الحنطة التي ماتت فأتت بسنابل كثيرة، مات المسيح فأنبت لنا بموته سنابل الحياة، مات المسيح فغير معنى الموت وبدل أبعاده، فالموت لم يعد علامة غضب وحكم عقاب، بل أصبح جسرا نعبر به الى الحياة، وطريقا مضاء بأنوار الرجاء ومشرقا بضياء القيامة".

وتابع: "إن كنا نريد الحياة، وأن نجني سنابل النعمة من موت المسيح، فإني أدعو نفسي وأدعو كل واحد منكم إلى الموت مع المسيح، لكي نحيا معه، المسيح رأسنا مات عن خطايانا، أنرى المسيح يموت بسبب خطيئتنا ونبقى في الخطيئة؟ علينا نحن الأعضاء أن نموت عن خطايانا. ومن منا يستطيع أن يقول إنه بلا خطيئة، علينا أن نموت عن أنانيتنا، عن محبة ذاتنا، عن جفاف رجائنا، عن عبادتنا للمال، عن كبريائنا، عن انحرافنا نحو المحرمات وعن كل نوع من المعاصي والخطايا المتأصلة فينا، لأننا إن لم نشترك بموته لن نشترك بثمار الحياة في قيامته. وأي جدوى أن نحتفل بذكرى موت المسيح إن لم تحرك ذكراه ارتداد قلبنا إليه، وإن كنا سنبقى على خطايانا التي كانت سبب موت المسيح. مات المسيح عن خطايا العالم فكان موته ثورة غيرت حياة العالم. فلنمت نحن معه عن خطايانا اليوم، وليكن موتنا ثورة تجدد حياتنا إلى الأفضل بحق موت المسيح اليوم، وحق قيامته بعد ثلاثة أيام". وختم شاكرا "كل الذين تعبوا في هذا الأسبوع بتحضير الإحتفالات الليترجية، ونباركهم ببركة الرب القائم من بين الأموات". 


ورأس رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي رتبة سجدة الصليب في كاتدرائية الملاك رافائيل في بعبدا- برازيليا، عاونه فيها النائب الأسقفي العام المونسنيور رفائيل طرابلسي والأبوان يوسف خالد وكرم شماشا، وخدمت الصلاة جوقة الكاتدرائية بقيادة الشماس عماد شمعون، في حضور أبناء الطائفة الكلدانية في لبنان وعراقيين لاجئين وأبناء الرعية ومؤمنين. وألقى الأب ابراهيم سعد عظة تحدث خلالها عن "أهمية هذه الرتبة العظيمة" وما تمثله من "تضحيات في سبيل الله القدوس". ثم أقيم زياح الصليب، حيث سار المؤمنون وراء نعش المسيح ورنموا تراتيل الآلام. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟