أخبار عاجلة
لينكدإن تُعلن رسميًا إيقاف ميزة تشبه “كلوب هاوس” -

لبنان إلى صور في حدث هو الأول من نوعه: هنا أكثر من بحر ورمال ذهبية!

ماذا تفعل إن كنت في حبّ مدينة، غارقاً؟ ماذا تفعل، إن كنت تحملها كما تحمل قلبك؟ وماذا تفعل إن كانت هي، توقظك كلّ صبح على حنين وأنين؟! حسناً...قد تحاول أن تقطف من السماء قمراً فتُعلّقه على حائط منسيّ في شارع بديع. وقد تنتشل قرص الشمس من بحر سرمديّ وتوّزعه أجزاء وأنوار على الحاضرين. ربما تجعل الأمواج نوتات موسيقية، أو تُخرج من الحجر كلمة. الأهم، أنك قد تأتي بالوطن ليسكن في مدينة. في مدينتك التي تعشق.


فكيف إذا كان اسم هذه المدينة...صور؟!

قد يكون التوصيف مجازياً، شعرياً، لكنه يحاكي مبادرة تقوم بها مجموعة شبان وشابات ناشطون (ات) من مهد التاريخ، صور. مجموعةٌ انطلقت بأربعة أو خمسة أشخاص وسرعان ما كبرت لتضمّ حوالي 30 شخصاً تنضوي اليوم تحت مسمّى "صور بتجمعنا"، وتُحضّر لاستقبال اللبنانيين والأجانب على مدار أسبوع حيث سيقام مهرجانٌ سياحيّ هو الأول من نوعه في المدينة. من 21 إلى 28 نيسان الجاري، ستكون صور على موعد مع حدث استثنائي وفريد من نوعه، لكنه يضرب موعداً مع رزنامة المستقبل والأمل. 

في حديث لـ "لبنان24"، يشرح أحد المؤسسين والمنظمين في مجموعة "صور بتجمعنا" الدكتور الجامعي والناشط البيئي والإجتماعي حاتم حلاوي أن الهدف من المشروع هو تنشيط المدينة سياحياً وتغيير المقاربة السائدة تجاهها المتمثلة باعتبارها وجهة صيفية ومقصداً لرواّد الشاطئ وحسب. ويلفت حلاوي إلى الدافع الأساس وراء هذه المبادرة فيقول "إن المدينة لا تلقى الإقبال والإهتمام المفترضين علماً أنها مصنّفة مدينة سياحية وتملك المعايير والمقوّمات ومعالم الجذب السياحية، وأنها ما انفكّت تشكّل مقصد اللبنانيين بخاصة في فصل الصيف حتى باتت مقرونة بالشاطئ الجميل وارتياد البحر وحسب". بيد أنها، وبحسب "صور بتجمعنا"، مدينة تنضج جمالاً وثروات. صحيحٌ أنها ابنة المتوسط والرمال الذهبية المتناثرة على شواطئ فسيحة لم يقض على كلّها الباطون والتعديات، وأنّ هواءها عليلٌ ليس فيه نسباً مرتفعة من الملوّثات، وأن مياه بحرها من الأنظف، بل الأنظف محلياً، لكنها أيضاً مدينة تحمل التاريخ في حضنها وتغفو على ثقافات وحضارات وإرث مميّز. وصور، بحسب أبنائها، "هي السوق والفوال والصياد والحداد، وهي المطاعم والمقاهي وقصر المملوك والحارات القديمة والمحمية الطبيعية…".

هكذا، ولدت الفكرة، وجاء نيسان بأعياده وعُطلاته ليُشكلّ فرصة مناسبة لإطلاق مهرجان "لبنان إلى صور" الممتدّ على فترة أسبوع يزخر بالأنشطة والفاعليات والجولات المتنوّعة. 

لا يتردد حلاوي بوضع الإصبع على الجرح:"من المؤسف أنّ ثمة تقصيراً رسمياً،أو تغييباً، قد لا يكونان مقصودين، تجاه صور ومدن سياحية أخرى في لبنان. بحسب الإحصاءات، يتبيّن أن زوّار المدينة هم من الأجانب في الأغلب، أو طلاب مدارس يحضرون ضمن رحلات تعليمية. لكن ماذا عن اللبنانيين؟ هل هي من ضمن طموحاتهم؟ لماذا لا يتمّ تسليط الضوء على صور التي لا تقلّ شانأً عن مدن سياحية لبنانية أخرى، بل ربما تفوقها شأنا، ذلك أنها مصنفة على أنها من أقدم مدن العالم وهي مدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي وتزخر بالكثير من المعالم التاريخية والأثرية والثقافية والطبيعية؟!".

على هذا النحو، تضع مجموعة "صور بتجمعنا" جملة أهداف تسعى إلى تحقيقها من خلال هذا المهرجان وعلى رأسها تنشيط السياحة محلياً لتصبح صور وجهة مقصودة في كل الفصول، بالإضافة إلى تعريف اللبنانيين والسيّاح على تاريخها ومعالمها المختلفة وأهلها وعاداتهم. ويرى حلاوي أنّ تنشيط السياحة في المدينة ينسحب حكماً على بقية القطاعات إذ من شأن المهرجان إنعاش الحركة الإقتصادية محلياً، كما حضّ المعنيين على البدء بورشة تحسين وتطوير وإنماء. الأهمّ، أنّ القائمين على هذه المبادرة الجماعية يريدون أن يكون المهرجان مشروعاً تأسيسياً مستداماً، إذ يتطلعون، بصرف النظر عن مقدار النجاح الذي قد يحققه هذا الأسبوع، إلى المضي في إقامة أنشطة مختلفة على مدار العام. 

ويأمل حلاوي الذي يتقدّم بالشكر والامتنان من بلدية صور التي دعمت المهرجان لوجيستياً وقدمّت التسهيلات اللازمة لإنجاحه، أن تبني الأخيرة على هذا الحدث وتستكمله لما فيه من مصلحة المدينة المتألقة. 

وعن الدور الرسمي في هذا الحدث، كشف حلاوي أن المجموعة التي لم تطالب بأي دعم ماديّ بل يتطوّع أعضاؤها في المشروع ويتكفلون بالماديّات من جيوبهم الخاصة، تواصلت مع وزارة السياحة لكن من دون أن تلقى أي مبادرة. أما وزارة الثقافة فمشكورة قدّمت الدعم المعنوي والرعاية لحدثين يتخللهما البرنامج. 
 ويأمل حلاوي أن تركّز الدولة اللبنانية على الترويج لمدنها السياحية لأن من شأن ذلك تحسين الإقتصاد أيضاً.

أسبوعٌ يعبق بالحياة والفرح والثقافة!
وعن برنامج المهرجان، تكشف الصحافية فاديا جمعة من مجموعة "صور بتجمعنا" في حديث لـ "لبنان24" "أنه سيكون متنوّعاً وغنياً على الأصعدة كافة". 
المشاركون في فعاليات اسبوع صور السياحي التراثي "لبنان الى صور" سيكونون على موعد مع جولات مجانية برفقة مرشدين متطوعين من المجموعة سوف يروون قصصاً عن المدينة ويدعونهم للتكلّم بلغتها.

وتضيف جمعة:"يتخللّ المهرجان أنشطة متعددة على مدى الأسبوع، منها ما هو ثابت بحيث يتكرر بشكل يوميّ مثل الجولة السياحية التراثية والثقافية التي تشمل استكشاف موقع البصّ الأثري وآثار المدينة وجولة في الأسواق وزيارة للخانات والمساجد والبيوت الأثرية القديمة، بالإضافة إلى الاطلاع على الأعمدة المتبقية من أقدم كنيسة بيزنطية في العالم، وزيارة المكتبة العامة ومنارة صور وشارع الألوان وكنيسة سيدة البحار وميناء الصيادين، وتُختتم هذه الجولة التي تستغرق نهاراً بأكمله في ساحة القسم العامة حيث سيكون معرضٌ ثابت ودائم للمونة والحرفيات التي شغلتها حوالي 50 سيدة من صور والجوار".
ثمة جولة أخرى يتخللها المهرجان بشكل يوميّ تستهدف المحمية الطبيعية ومركز باسل الأسد حيث متحف أعماق البحار الذي يحوي أسرار البحر، وتُختتم بزيارة مؤسسات الصدر حيث تُصنع الحرفيات.

وتلفت جمعة إلى أنّ افتتاح المهرجان سيكون في 21 نيسان برعاية بلدية صور وحضور وزير الثقافة والتعاون مع قوات اليونيفيل، يتخلله بعد إلقاء الكلمات عروض لكشافة التربية ورقص وعقد حلقات الدبكة اللبنانية والفلسطينية، كما سيقدّم ذوو الاحتياجات الخاصة عروضاً مختلفة. ولقوات اليونيفيل حصة في هذا اليوم إذ ستقدّم 5 كتائب عروضاً تحاكي البلدان المنتمية إليها. كذلك سيتمّ افتتاح معرض الحرفيات والمونة والأشغال اليدوية والمأكولات اللبنانية، يتخلله عروض حيّة لتحضير أطباق من مطابخ عالمية.

وعن النشاطات الأخرى المتنوعة وغير الثابتة، فتلفت جمعة إلى بعضها مثل النحت على الرمال، معرض الطيور على جميع أنواعها، سمبوزيوم  للرسم يشارك فيه  30 رساماً ورسامة من لبنان، ومعرض صور فوتوغرافية عن صور.

وفي يومي السبت والأحد، سيتخلل المهرجان جولة غوص على موائل السلاحف والمدينة الغارقة وأعماق البحار مع المركز اللبناني للغوص، بالإضافة إلى فقرات فنية متنوعة منها مسرح للدمى وأنشطة للأطفال وفنون قتالية وموسيقى على العود وتراتيل الى السماء.

وفي المهرجان أيضاً كرنفال لكشافة التربية، وفي 27 نيسان مهرجان صور للموسيقي "تحية لملحم بركات" يقدمه مسرح اسطنبولي.

الختام سيكون شبيهاً بالافتتاح إنما يتخلله عرض أزياء تراثي وتاريخي يجسد ملكات حكمن صور والمنطقة عبر الحقبات التاريخية مثل اليسار وأوروبا، بالإضافة إلى زيّ النساء الجنوبيات في القرن التاسع عشر.

وإذ تشير جمعة إلى أن ّ الهدف من مختلف هذه الأنشطة هو تفعيل السياحة في صور وإبراز وجهها التراثي والثقافي، فإنها تؤكد أنه تمّ توزيع هذه الفعاليات بما يتناسب مع كلّ الأعمار والأذواق.

ولعلّ أبرز ما في هذا الحدث أنه سيكون شبه مجانيّ بحيث لا يتكبّد الزائر إلا تكاليف طعامه وإقامته في حال رغب بالمبيت في المدينة، علماً أن المطاعم وبعض الفنادق والمتاجر يقدّم حسومات وعروضات مختلفة تشجيعاً لهذا المشروع. 

وتختم جمعة بتقديم الشكر إلى كلّ من يساهم من موقعه في دعم هذا المهرجان، من بلدية ومؤسسات إعلامية وأفراد وجمعيات وقوات يونيفيل، آملة النجاح في الترويج  لصور على مستوى السياحة الداخلية وزيادة أعداد الوافدين إليها ليس في فصل الصيف فحسب، وإنما على مدار السنة، سيّما وأنها مدينة العيش المشترك والحب والجمال والتاريخ.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى