ولذا، اعتبرت الاوساط النيابية "القواتية"، أنه إذا كان مطلوباً في هذه المرحلة شدّ الأحزمة مالياً واقتصادياً من أجل تحقيق الإصلاح المنشود وتجنّب الإنهيار المالي، فمن المطلوب أيضاً شدّ الأحزمة السياسية، وأن يتوقّف البعض عن النكايات والحرتقة والمزايدات والشعبويات، إذ في حال غرق لبنان سيغرق الجميع ولن ينجو أحد. وبالتالي، أسفت للبطولات الوهمية التي يحاول أن يسجلها البعض، وهي بطولات زائفة ووهمية ولا علاقة لها بالواقع، بدل الانكباب على دراسة الملفات ووضع الخطط اللازمة لتمكين الشعب اللبناني من تجاوز أزمته الحالية، والتي قد تتفاقم إذا ذهبت الأمور باتجاه المزيد من التصعيد على المستويين المالي والاقتصادي، مع العلم أن الوضع الراهن صعب من الأساس لجهة انعدام فرص العمل والركود.
وشدّدت الأوساط ذاتها، على ضرورة توافر الجدية في هذه المرحلة، إذ من غير المقبول أن يواصل البعض المزاح السياسي الثقيل الذي يمارسه بين الحين والآخر، ومن الضروري أن تتحلّى كل الكتل السياسية بالمسؤولية الوطنية العليا على اعتبار ان المرحلة مصيرية، وتستدعي الابتعاد عن كل المحاور الخارجية والتركيز فقط على الملفات الداخلية ومعالجة الأزمة الاقتصادية من أجل الخروج بالنتائج المرجوة، وعلى هذا المستوى، فإن "القوات" كانت أول من حذّر من هذه الأزمة منذ سنة ونصف، ودعت إلى وقف التوظيف العشوائي، وإلى عقد اجتماعات إستثنائية لحكومة تصريف الأعمال من أجل مواجهة الأزمة، وبالتالي، فهي استشرفت هذا الواقع ولا تتحمل المسؤولية، بل يتحمل المسؤولية من هم في موقع القرار ويملكون كل الأرقام والمعطيات والتفاصيل، وبالتالي فهي على الرغم من هذا الأمر، حذّرت ولا تزال تحذّر من الوصول إلى اللحظة الراهنة. وخلصت الأوساط نفسها، إلى التأكيد أنه على الجميع التكاتف والتحلّي بالمسؤولية الوطنية، لأن البلد لم يعد يحتمل الترف السياسي الذي يمكن أن يدفع لبنان، لا سمح الله، إلى الانهيار".