وشارك في المسيرة وزير السياحة اواديس كيدانيان، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار كيومجيان، سفير ارمينيا في لبنان فاهاكن اتابيكيان،النواب : امين عام حزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان، هاكوب ترزيان، الكسندر ماطوسيان، ادغار معلوف، نديم الجميل، مطران الأرمن الأرثوذكس في لبنان ناريك ألييمزيان، ممثل عن السفير السوري، ممثلون عن الاحزاب اللبنانية، نواب ووزراء سابقون، رئيسا بلديتي برج حمود وعنجر، ممثلو الجمعيات الارمنية الخيرية والاجتماعية والكشفية.
هنديان
بعد وضع الأزهار على النصب التذكاري للابادة والنشيدين الوطني اللبناني والأرمني، ألقى كلمة الاحزاب الارمنية الثلاثة هاكوب هنديان شدد فيها على ان "واقعة الإبادة لا يمكن انكارها والاعتراف بها ضرورة وهي اول ابادة في القرن العشرين والشعب الارمني سيظل يطالب بالاعتراف والتعويض حتى الوصول الى حقوقه المشروعة".
جريصاتي
بدوره قال الوزير جريصاتي: "في ذكرى المجزرة التي لا يمر عليها الزمان أو النسيان، يشرفني أن أقف خطيبا بينكم اليوم، برغبة ودعوة من قيادة الحزب الحليف بشخص أمينه العام، ناقلا إليكم أولا بأول تحيات سيد قصر الشعب، فخامة الرئيس العماد ميشال عون، المتبحر في تاريخ أطياف شعبنا ووطننا والمستشرف أبدا المخاطر التي قد تتهددنا، ما يجعلنا نرد التحية بألف تحية، معاهدين الرئيس بأننا سنظل العضد لعهده ودوره وموقعه ورمزيته، وقسمه بهدف إنهاض مشروع الدولة من كبوته".
وسأل جريصاتي: "كيف لنا أن ننسى ما حل بالأرمن على يد السلطنة العثمانية، وهم المسيحيون الأول باعتناق مملكتهم الدين المسيحي رسميا في أوائل القرن الرابع، ما جعل من دولتهم تلك الدولة المسيحية الأولى في العالم؟ وكيف لنا أن ننسى ماذا حل بالسريان والأشوريين والكلدان في مجزرة سيفو على الأرض ذاتها، أرض الظلم والنار والجفاف القاتل في البصائر والضمائر؟ وكيف لنا أن ننسى المجاعة المفتعلة بالحصار في جبل لبنان، والتي قضت على نصف سكانه في الحقبة التاريخية ذاتها وعلى يد الإجرام ذاته، باكورة الإرهاب الشامل والإبادة الجماعية، أي ما يسمى في العصر الحديث بالجرائم ضد الإنسانية، التي تستهدف بالقتل الجماعي والتهجير القسري والإغتصاب الممنهج الجنس البشري لأسباب عرقية أو إثنية أو دينية أو بمعرض الحروب التي لا توفر مدنيا أو مسالما أو أسير حرب أو نسوة أو طفولة؟"
وسأل: "كيف لنا أن ننسى، لا لنراكم الحقد الأعمى بل لتعتبر ونعقد العزم على طلب الإعتراف الرسمي بالمجازر تلك والإبادة والتهجير ، حتى نستكين جميعا وتهدأ أرواح شهدائنا الأبرار، فتتحقق في ذلك العدالة الانتقالية Justice traditionnelle إن وجدنا إليها سبيلا؟"
وقال: "إن الإصرار على نفي négation الإبادة الجماعية من شأنه أن يجعل الجرح نازفا أبدا وغير مندمل، فتتوالى أجيالنا على ذكرى يرتفع معها شاهقا، جدار فاصل من العداء، مجبول بألم الأجيال وعطشها إلى العدالة، وعصي بالتالي على الهدم والاختراق".
أضاف:" الجدار بمفهومنا نحن أهل القانون الدولي هو عنصري بطبيعته وعدائي، على ما هو حال جدران العدو الإسرائيلي، وهو يأسر من يشيده بحق وعناد ونكران مقيت للحقائق التاريخية، وهو أسر عابر للزمن ومنتقل من جيل إلى آخر، ويحول دون الإعتراف بالذنب، من دون هوادة التفاعل التنقوي للذاكرة وأثقالها وآمال السلام العادل".
وقال: "أما اليوم، فأقول لكم أنكم أن أتيتم لبنان، كما أتينا، لنستظل سماء هادئة وسكينة، ونفترش أرضا معطاء وواعدة، حتى إن اكفهر الجو في ما بيننا في بعض الأزمنة الصعبة والمؤلمة من حياتنا العامة، عرفتم أنتم، قبل سواكم، وبسبب تجاربكم القاسية، أن تحافظوا على الوصل والوصال مستحقين بذلك لبنانكم، وقد أصبحتم، بعد الطائف، الطائفة السابعة المؤسسة له، وبالتالي في صلب القرار الوطني الذي تشاركون في صناعته، بجدارة ومسؤولية عاليتين".
وختم: "قيل يوماً أنّ الألم ملهم المعجزات، فهنيئا لنا ولكم معجزة عيشنا الواحد في ظل عهد واعد، عل الله يلهم سوانا بأن يطرد من قلبه وذاكرته شياطين الماضي الخبيث والتاريخ الثقيل.
فلنبعد جميعا ومعا عن أسوارنا أنور باشا وأسياده وأمثالهم من رحم الاستنساخ، فنسلم ويرغد عيشنا إلى الأبد، في وطن أزلي ارتضيناه جميعا وطنا نهائيا لنا وللأجيال القادمة" .
آرام الأول
بعد ذلك رفع كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول الذي كان ترأس قداس الذكرى عند الثامنة والنصف من صباح اليوم، صلاة في المناسبة، ثم وجه كلمة الى الأرمن في جميع أنحاء العالم أمام النصب التذكاري لشهداء الإبادة، تحت عنوان"24 نيسان: يوم للتذكير والإمتنان والمطالبة" قال: "أيوجد أرمني في هذا الكون لا يعرف المدلول الحقيقي والرسالة الخاصة لهذا اليوم؟ 24 نيسان هو يوم التذكير والإمتنان والمطالبة".
أضاف: " بهذا الإدراك والإلتزام يجدد الشعب الأرمني اليوم وفي كل أنحاء العالم إيمانه ورجاءه ويعزز عزمه ونضاله من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة". وتابع: "اليوم هو بداية للتذكير لكل فرد يجري في عروقه دم أرمني أصيل بأنه ينتمي الى شعب وقع ضحية للابادة، فعليه البقاء وفيا لنداء دماء شهدائه في كل ظروف حياته ويطالب بحقوقهم المشروعة".
وأردف: "يوم للتذكير لفاعليات القضية الأرمنية والأحزاب السياسية أن يرفعوا القضية الأرمنية آخذا بالإعتبار المتغيرات الراهنة بسياسة توازن المصالح الجيوسياسية العالمية لتحقيق الإعتراف الدولي للابادة الأرمنية مع إعطاء أهمية خاصة لتعويض حقوق الشعب الأرمني". وقال: "يوم للتذكير لجمهورية أرمينيا كونها صاحبة القضية الأرمنية الشرعية، أن تعطي الأولوية في سياستها الخارجية لمتابعة حقوق الشعب الأرمني كما جاء في البيان الرسمي لإعلان مئوية الإبادة الإرمنية وفعاليات الإنتشار الأرمني".
أضاف آرام الأول: "يوم لتذكير منفذ الإبادة الأرمنية، أي تركيا، بأن تعازيه لأحداث 1915 للمتوفين الأرمن في ظروف الحرب حسب تعبيره، ليست مقبولة لشعبنا أبدا. إن الجريمة المخططة والمنفذة من قبل الدولة العثمانية التركية في عام 1915 هي إبادة جماعية، وهذه الحقيقة ليست قابلة للبحث أو المناقشة أو التفاوض بالنسبة للشعب الأرمني". واعتبر أن "اليوم هو أيضا يوم الإمتنان، للبنان ولكل الدول العربية والإسلامية الذين لم يشاركوا قوتهم وخبزهم مع الناجين من الإبادة الأرمنية فحسب، بل. دافعوا أيضا عن حقوق الشعب الأرمني. إمتنان لكل برلمانات الدول التي اعترفت رسميا بالإبادة الأرمنية".
وأضاف: "وامتنان لكل المسؤولين رسميين وسياسيين الذين خصصوا يوما لذكرى الإبادة الأرمنية أو من خلال تصاريحهم وبياناتهم أكدوا تضامنهم ودعمهم للقضية الأرمنية المحقة والعدالة. إمتنان لكل المفكرين بمن فيهم مفكرون أتراك الذين من خلال التعبير أو الكتابة أكدوا الحقيقة التاريخية غير القابلة للجدل للابادة الأرمنية". وتابع: "وأخيرا، اليوم هو أيضا وبالأخص يوم تجديد نضالنا للمطالبة بحقوقنا المشروعة مطالب كل أرمني، مطالب كل طفل أرمني سيولد. إننا مطالبون لأن الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين المرتكبة بحق شعبنا تبقى لغاية اليوم من دون عقاب وحقوقنا تبقى مغتصبة".
وقال: "إن القانون الدولي، المعترف به حتى من قبل منفذ الإبادة، يؤكد بوضوح بأن مجزرة بحق شعب بأكمله هي إبادة. بأن الإبادة جريمة، لذا فإن مخططي ومنفذي هكذا جرائم يعاقبون بأقصى العقوبات. بأن التنديد بالإبادة والاعتراف بها يجيز حتما التعويض لها". وأضاف: "لذا، إننا وفي ضوء مقررات القانون الدولي نطالب بحقوق شعبنا المتجاهلة لا يمحوها مرور الزمن إن بولس الرسول المضطهد من أجل الحقيقة والعدالة ناشد قائلا: اخدموا والعدالة" .
وتابع: "وفي هذه اللحظة وأمام رفات شهدائنا القديسين بدورنا نضم نداء شهدائنا وشعبنا لنداء الرسول بولس ونناشد كافة المسؤولين في العالم: اخدموا والعدالة. لا تدعوا العدالة ، التي هي جوهر حقوق الإنسان والقيم الإنسانية، أن تتحول إلى ضحية المصالح الجيو سياسية الدولية المؤقتة". وقال: "لا تدعوا مرتكب الإبادة أي تركيا أن تضلل الرأي العام الدولي بوجوه مقنعة وأن يحاول إفشال الخطوات الجريئة والإيجابية لصالح القضية الأرمنية بتهديداتها المعهودة". وختم: "لن يسكت صوت شعبنا المطالب ولن تقف مسيرة نضالنا حتى إحقاق العدالة. هذه هي رسالة شهدائنا المليون ونصف المليون. هذا هو العهد المقدس لأبناء شهدائنا".