افتتح مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان القرية الرمضانية لمؤسسة مخزومي التي تنظمها جمعية "بيروتيات" وذلك على أرض دار الفتوى في فردان. حيث حضر الحفل كل من رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، وعدد من الوزراء والنواب وسفراء دول عربية وأجنبية وقادة روحيين وممثلين عن الأجهزة الأمنية والعسكرية، ورئيسة مؤسسة مخزومي عضو الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة مي مخزومي، وعضو مجلس بلدية بيروت رئيسة جمعية بيروتيات السيدة هدى الأسطة قصقص، وحرم سماحة المفتي السيدة يسرى دريان، ومدير عام مؤسسة مخزومي السيد سامر الصفح، وأعضاء من المجلس البلدي ومخاتير بيروت، وممثلين عن الجمعيات والروابط المحلية والدولية والهيئات الاقتصادية والإعلامية.
استهل الاحتفال بتلاوة من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني اللبناني. وتم عرض شريط فيديو حول القرية الرمضانية وفعالياتها.
وفي كلمته، رحب النائب مخزومي بالحضور، شاكراً المفتي دريان على دعمه المعنوي ومؤازرته الكريمة، مؤكداً أن العمل الإنساني المستقل لا يقوم مقام الواجب العام الذي كُلّف بإتمامه على أكمل وجه. وتابع: لا تغني مبادراتنا كأفراد وهيئات ناشطة في المجتمع عن مطالبة الدولة بتحمل كامل مسؤولياتها نحو مواطنيها، ويستحيل علينا أن نُعوّض عن غياب الدولة.
واضاف" سأستمر في عملي في مجلس النواب وضمن اللجان النيابية، من خلال التشريع والمواكبة والمحاسبة ومصارحة أهل وطني بكل ما يعنيهم من تطوّرات أو جمود" مشيراً إلى أهمية قانون حماية حرش بيروت الذي عمل على إقراره مؤخراً حفاظاً على الرئة الوحيدة لأهالي بيروت، مؤكداً أنه سيعمل لفرض حقوق أهل بيروت وفي طليعتها حل أزمة السكن والبيئة النظيفة وجودة الحياة والحفاظ على ما يليق ببيروت وأهلها من كرامة وتمدّن ورفاهية. وشدد على أن" مؤسسة مخزومي وجمعية بيروتيات ستستمران بخدمة أهلنا، وجهودنا ستبقى مكرّسة للوطن ولبيروت".
من جانبه اعتبر المفتي دريان ان لقاء اليوم" جامع بامتياز على صورة بيروت الحبيبة وعلى صورة كل لبنان، لقد عودنا النائب مخزومي على دعوتنا في كل عام قبيل شهر رمضان المبارك لنجتمع في هذه الاجواء الطيبة المباركة والمبرورة، على المحبة والاخوة والتسامح"، واضاف" نعيش في هذه الايام في ظروف اقتصادية ومالية صعبة جدا، كما يحدثنا بذلك اهل السياسة وانا اتعجب ان المسؤولين يخوفونا من وضع اقتصادي شديد الخطورة قادم وكأن هذا الامر لا يعنيهم، فقط من اجل تخويف الناس وبث اليأس في نفوسهم وقلوبهم، لقد انجزنا انتخابات نيابية وتم تشكيل الحكومة ومعظم القوى السياسية ممثلة في المجلس النيابي وفي الحكومة، هم يتساءلون عن الحل او عن مجموعة حلول، وانا اقول الحلول لا تأتي من عند الناس بل ممن يتصدر سدة المسؤولية".
ودعا اهل الخير والاغنياء لدعم" مؤسساتنا وجمعياتنا وبالاخص المؤسسات والجمعيات الخيرية، فهناك تخوف في هذه المؤسسات من ان تقل التبرعات في شهر رمضان وانا متفائل رغم وجود هذه الازمة المالية والاقتصادية، لان الخيرية موجودة في هذه الامة وعند كل شخص منكم".
وكرر المفتي دريان الصرخة التي اطلقها منذ عامين حيث طالب بضرورة اقرار العفو العام قائلا" انا كمرجعية دينية متمسك بهذا الطلب رغم الوعود الكثيرة لاقراره لكن دون جدوى، كلنا مع قانون العفو العام حتى نعيد الى مجتمعنا الاستقرار" واضاف" كما سبق ان طالبت ومازلت عند طلبي ولن اتخلى عنه بضرورة اقرار تعطيل يوم الجمعة، نحن لن ننسى هذا المطلب لكن تريثنا حتى تتم الانتخابات النيابية ويتم تشكيل الحكومة ونحن نكرر ونعيد هذه الطرحين" مشيرا الى انه" نحن متمسكون الى اقسى الحدود بالعيش المشترك والتفاهم والحوار بين مكونات نسيج المجتمع اللبناني، هذا الامر وطني بامتياز، نحن منفتحون على الجميع في سبيل عيش مشترك، آمن ومستقر".
وختم" الدين الاسلامي والتزام المسلمين بمبادئ هذا الدين لا تعني بانهم متطرفون او مغالون او ارهابيون، من يتمسك بدينه وبسماحة دينه واعتداله ووسطيته هو المسلم الحق. يكفينا ما نسمع عن ارهاب باسم الدين بشكل عام وعن ارهاب باسم الدين الاسلامي، نحن لسنا ارهابيين، نحن اصحاب الفكر الوسطي ونحن من يحارب الارهاب والارهابيين".
وفي حديث خاص قالت رئيسة جمعية بيروتيات هدى الاسطة" هذه السنة لدينا لمسة جديدة في القرية الرمضانية، حيث كرّمنا المتطوعين الذين وقفوا الى جانبنا ونحن نعتبرهم عصب القرية، كما قدّم احمد قعبور اغنية جديدة خاصة للقرية، اضافة الى مشاركة كورال دار الايتام وجمعية المقاصد في الافتتاح، وتكريم 13 جمعية" واضافت" هذه القرية نعتبرها صرحا يجذب الناس من جميع المناطق ويدفع الجمعيات الى التشارك في العمل الاجتماعي حيث نتكامل مع بعضنا البعض وهذا هو الهدف والرسالة" وعن عدد الوجبات التي سيتم تقديمها هذه السنة اجابت الاسطة" كما في السنوات الماضية سنقدم كل يوم الفي وجبة اي ما يعادل 60 الف خلال الشهر الكريم، هذا عدا عن الحصص الغذائية التي نقوم بتوزيعها وثياب العيد"، اما مدير مؤسسة مخزومي سامر الصفح فقال" هذه السنة نشاطنا مستمر بزخم وحضور كبير" شاكراً مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على رعايته وافتتاحه القرية الرمضانية، لافتاً إلى أن" ما يسعدنا ان عدد المتطوعين يرتفع كل سنة، ونتمنى من الجميع مشاركتنا في هذا الشهر الفضيل".
وقدّم مخزومي للمفتي دريان درع القرية الرمضان، كما كرّم الوزير السابق خالد قباني، وقدّم دروعاً تكريمية للجمعيات والمراكز التطوعية المساهمة في القرية الرمضانية، وهي جمعية المقاصد الخيرية - وحدة المتطوعين، وجمعية كشافة المقاصد، وجمعية الكشاف اللبناني مفوضية بيروت، وجمعية شعلة الإصلاح الرياضية الإجتماعية، وجمعية spotlight، وجمعية Save the grace، وجمعية Game Lebanon، والجمعية الوطنية للتنمية المحلية، وجمعية أهل الخير، ومركز الإلتزام المدني وخدمة المجتمع في الجامعة الأميركية في بيروت AUB، مكتب التواصل والمشاركة في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU-OCE، وInternational College IC، وCity International School CIS، وDonner Sang Compter(DSC).
كما تم تكريم فريق العمل المنظم للقرية الرمضانية، والمتطوعين الذين شاركوا في القرية خلال شهر رمضان 2018. وتخلل الحفل تواشيح دينية من وحي المناسبة، وقدّم المسرحي زياد عيتاني عدّة فواصل تحدث فيها عن ذكرياته وذكريات أهله وأجداده عن بيروت وأهلها. كذلك قدّمت فرقة "مزيج" مع الفنان أحمد قعبور عدة فواصل موسيقية وأغنية للقرية الرمضانية، كما استمتع الحضور بأناشيد قدمها أطفال دار الأيتام الإسلامية، وكورال جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية – كلية خالد ابن الوليد.