كلام جعجع، جاء خلال لقاء نظمته مصلحة النقابات في حزب "القوات" في المقر العام للحزب، بمناسبة عيد العمال، تحت عنوان "كرامة العامل اللبناني"، في حضور وزير العمل كميل أبو سليمان، النائب جورج عقيص، رئيس الاتحاد العمال العام الدكتور بشارة الأسمر، عدد من رؤساء اتحادات ونقباء وأعضاء مجالس في نقابات، الأمين المساعد لشؤون المصالح الدكتور غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، رئيس مصلحة النقابات إيلي جعجع، عدد من أعضاء المجلس المركزي في "القوات" وحشد من الرفاق من مختلف دوائر وخلايا مصلحة النقابات.
واستهل جعجع كلمته، بالقول: "لقد شاءت الظروف أن يغادرنا اليوم، أحد عمال القوات اللبنانية الأساسيين، وهو كان عاملا على طريقته، أي بالنضال والمقاومة والقتال على مدى سنوات، وهو رفيقنا أمين نجم. فأمين استمر بحياته عن طريق الخطأ، لأنه منذ 30 أو 40 سنة لم يكن ينوجد، إلا أين وجد الموت، لذا أتمنى أن ينتبه على القوات من عليائه، كما كان ينتبه عليها وهو هنا".
وأضاف: "كررت في مرات عدة، خلال تشكيل الحكومة، أن لا حقائب حكومية حقيرة، وقد أتى اليوم الوزير أبو سليمان، ليثبت هذا القول بالفعل، فبعد أن كانت وزارة العمل، تعتبر هاشمية أتى الوزير أبو سليمان، ليغير هذه النظرة".
وتابع: "الوضع الاقتصادي الذي وصلنا إليه اليوم في البلاد، هو بطبيعة الحال، بسبب أحد ما، كما أنه من المؤكد أيضا، أن لا علاقة للقوات بهذا الأمر، وكان بإمكاننا بكل سهولة أن ننادي مع المنادين، وننتقد مع المنتقدين، لنقول إنه يجب أن يسجن السارقون، ويجب أن يسترد المال العام، وهذا الكلام بأجزاء منه صحيح، إلا أننا في هذه الحال، نكون نتناسى أمرا واحدا مهما جدا، وهو أن النار تضرم في المنزل"، مؤكدا أن "هذا ليس نهج حزب القوات، ولن نقبل بالانتظار حتى سقوط القسطنطينية، ونحن ننتظر للوصول إلى خواتيم البحث، عمن هو مسؤول، ومن ليس مسؤولا".
وأردف: "لذا أريد أن أوجه كلمة، لكل من يقومون بالتحركات في الشارع اليوم، لأقول إننا مع مطالبهم، إلا أن ما يقومون به، من الممكن أن يودي بنا إلى خسارة كل شيء، باعتبار أن الأهم اليوم هو إطفاء النار، التي من الممكن أن تحرق المنزل بأكمله".
وقال: "يا عمال العالم، اتحدوا. ولكن ليس لإثارة الانقسامات والصراعات الطبقية، وإنما لما فيه خير المجتمع واقتصاده ونموه وازدهاره، وخير العمال وأرباب العمل والمواطنين جميعا. ليس بالعمل وحده يحيا الإنسان، بل بالحرية والمبادرة الفردية والأخلاقيات العالية والمجتمع المزدهر المتقدم المتطور، فمن دونها يفقد العمل الكثير من القيمة والقدسية، ويصبح مجرد وسيلة لغاية بحت مادية، ومن دونها يفقد الإنسان الكثير من مكانته".
أضاف: "صحيح أن العمل يبدأ كنشاط فردي، يقوم به الإنسان من أجل تحقيق هدف معين، يعود عليه بالمنفعة المادية والمعنوية الخاصة، لكنه يقود في نهاية المطاف إلى نتائج جماعية تعود بالمنفعة العامة على المجتمع ككل، لناحية تعزيز نموه، وزيادة دخله القومي، ومن ثم تطويره انطلاقا من النجاحات التي يحققها أفراده في العمل، ولكن أيضا في رأس المال وفي التجارة والصناعة والزراعة والعلم وإدارة المجتمع ككل"، مؤكدا أن "العمل الذي يقوم به كل عامل على حدة، يبدأ منه ومعه وله، مهما كان هذا العمل صغيرا أو متواضعا، ولكنه ينتهي بأن يصب في المصلحة العليا لاقتصاد الدولة، تماما مثلما تلتقي الروافد والسواقي في مجرى النهر الأساسي، وبقدر ما يكون العامل الفرد ملتزما ونزيها ونظيفا وجادا وصاحب ضمير في عمله، بقدر ما يكون مردود ذلك إيجابيا على تقدم المجتمع وازدهاره ونموه الاقتصادي. الاقتصاد السليم بالعامل السليم".
ورأى أن "البعض نصب نفسه بنفسه ناطقا باسم العمال والحركات العمالية منذ زمن بعيد، وحاول احتكار العمل والعمال وكأنهم حق حصري له، ولكن من دون أن يقدم للعمال سوى الإخفاقات تلو الإخفاقات تلو الإخفاقات. فالأنظمة التي قامت على الاقتصاد الموجه تحت شعارات العدالة الاجتماعية والثورة على الطبقية والقضاء على البورجوازية، ما لبثت أن وضعت قضايا العمل والعمال جانبا، وانقلبت أنظمة بوليسية قمعية، فكانت النتيجة نكبة للحرية وللاقتصاد وللعمل والعمال وللمجتمع سواء بسواء، تلاه لاحقا انهيار اقتصادي كبير كان السبب الأول في سقوط هذه الأنظمة. إن التاريخ يسير الى الأمام، ومن جرب مجربا سار بعكس التاريخ، وفي حالة لبنان بعكس الجغرافيا والطبيعة أيضا".
ولفت إلى أن "أهم الاقتصادات الناجحة في العالم، لا تقوم على أي أيديولوجية اقتصادية جامدة، يتم إسقاطها على المجتمع وتوجيهه بها من فوق، وإنما على جدلية المجتمع والاقتصاد، بحيث يكون الاقتصاد انعكاسا ومرآة لحاجات ومتطلبات وتطلعات وطبيعة المجتمع بكل أطيافه وشرائحه وطبقاته. إن الأنظمة التي اعتمدت الاقتصاد الموجه وأقامت سلطتها وبنيانها ووجودها على الشعارات المطلبية للعمال بالأساس، كانت أكثر من ظلم الطبقة العمالية وهضم حقوقها، فكانت أجور العمال فيها هي الأدنى، وحقوقهم هي الأقل، وحضورهم هو الأكثر صورية، وحريتهم هي الأنقص، نسبة لما كانت عليه حال الطبقة العمالية في أنظمة الاقتصاد الحر. فكم من الشعارات أطلقت وتطلق كل يوم باسمكم أيها العمال وأنتم منها براء".
وأكد أن "القوات اللبنانية هي من أكثر الأحزاب عمالية في لبنان، ولأنها كذلك فهي تطالب بالخطوات الإصلاحية الفعالة، وتقدم الدراسات الواحدة تلو الأخرى، من أجل تقويم الوضع في الدولة وتفعيل الدورة الاقتصادية وتحسين واقع العمال والموظفين وذوي الدخل المتوسط والمحدود. والقوات هي أكثر حزب يتماهى مع قضايا العمال والشعب، ولو من دون ضجيج أو غوغاء، لأنها ابنة هذا الشعب ومرآة له، ولأنها في فترة انهيار مؤسسات الدولة حملت هم العمال والكادحين، كما المواطنين جميعا في قلبها وضميرها، وبادرت إلى إنشاء مؤسسات اجتماعية عديدة، تعنى بمساعدة العمال والمجتمع وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم، من دون أن تعلنها ثورة على أرباب العمل والطبقة الرأسمالية، وحربا على طواحين الهواء. لقد أعلنتها ثورة ومقاومة ضد الاحتلال، لأن القضية منذ العام 1975 لم تكن صراعا طبقيا مر عليه الزمن، منذ ثورة طانيوس شاهين في العام 1858، وإنما نضال وجودي ضد الاحتلال والتوطين ومصادرة القرار الحر وتهديد كيانية الوطن، وهذا ما يحتم توفير مقومات البقاء والصمود للعمال وللمجتمع في معرض مسيرة التحرير، وهو ما قامت به القوات بكل اندفاع وقناعة، وما زالت".
واعتبر أن "من يستغل ألم العامل الشريف ومعاناته وعرق جبينه، من أجل تحقيق أهداف شخصية ضيقة وغير شريفة، أو أهداف ومرام أيديولوجية أو سياسية لا علاقة لها لا بمجتمعنا ولا بعمالنا، إنما يحاول مصادرة قرار العمال، ولا يبالي بمصالحهم الفعلية والموضوعية والحقيقية، ولا يهمه سوى إشعال سيجارته، حتى ولو تسبب ذلك في حريق الاقتصاد، وانهيار الوطن، وإعاقة الدورة الاقتصادية، وتشريد العمال من أعمالهم"، مؤكدا أن "الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها لبنان، ليست أزمة عمال فحسب، بل أزمة الجميع، عمالا وأرباب عمل وجامعيين ومزارعين وأصحاب مهن حرة ومجتمعا بأكمله، لا بل أزمة دولة بكاملها، فكم من مؤسسة وشركة يملكها أرباب عمل أقفلت أو أفلست في الآونة الأخيرة، وكم من جامعي هاجر من لبنان بحثا عن مستقبل أفضل، وكم من صاحب مهنة حرة يعاني الركود والشلل في مهنته، وكم وكم وكم..".
ورأى أن "العمال هم حلقة من الدورة الاقتصادية، متصلة بحلقات أخرى، وإذا لم تكن كل حلقة من هذه الحلقات، على ما يرام، كانت الحلقات كلها على غير ما يرام. فماذا ينفع العمال مثلا لو ضاعفوا رواتبهم ومردودهم المادي، وخسروا قدرتهم الشرائية؟ وماذا ينفعهم لو حصلوا على كل ما يطالبون به من أرباب العمل، وأفلس هؤلاء الأرباب. إن الاعتدال في طلب المكاسب أو الامتيازات من أجل المحافظة على الحقوق الأساسية واستمراريتها، هو ربح وليس خسارة، لأن البديل المطروح، قد يكون خسارة الامتيازات والحقوق على حد سواء، وذهاب العامل إلى بيته والوطن إلى المجهول".
وقال: "من هنا، وفي عيد العمال بالذات، المطلوب أن يكون العمال بخير وبحبوحة، ولكن مستحيل أن يحصل ذلك من دون أن يكون الجميع معهم بخير وبحبوحة أيضا. المطلوب أن لا يفكر العمال بمصالحهم الآنية فحسب، بمعزل عن الوضع الاقتصادي الأوسع وتداعيات ذلك عليهم لاحقا، بل أن يفكر الجميع بمصالح الجميع، حتى يسير الاقتصاد اللبناني ككل، ويتقدم بشكل ثابت ومتوازن تحقيقا لمصالح الجميع وفي طليعتهم العمال".
وتطرق إلى العلاقة مع أرباب العمل، فقال: "إن علاقة العمال بأرباب العمل ليست علاقة تصادمية، كما يريدها البعض ويحلو له تصويرها، بل هي علاقة تكاملية تفاعلية تناسقية. إن قوانين العمل في الدول المتقدمة، هي التي تكفل حقوق العمال وتحدد واجبات أرباب العمل وتضع قواعد العلاقة بينهما، من دون الحاجة إلى أن يكون العمال في مواجهة أرباب عملهم، فيصبح العامل خصما لرب عمله والعكس صحيح أيضا، عوض أن يكون طرفا الإنتاج على وئام وتكامل وتضامن لما فيه خير المجتمع ككل".
أضاف: "إن الظروف التي كانت سائدة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، لجهة استغلال أرباب العمل للعمال، والظروف غير الإنسانية التي أحاطت بالعمال، وأدت إلى ما أدت إليه لاحقا، من ظهور حركات ثورية، تحولت لاحقا إلى ثورجية واستبدادية وديكتاتورية، إن هذه الظروف غير الإنسانية قد انتفت اليوم، في ظل قوانين العمل، والضوابط القانونية، والتطور الإنساني، والتحول الذي طرأ على وسائل وأدوات وطبيعة الإنتاج، ولم يعد أرباب العمل هم الشر، الذي لا بد منه للعمال، وإنما أحد أطراف الإنتاج والشريك الطبيعي في الدورة الاقتصادية السليمة".
وتابع: "لا عمال بدون أرباب عمل، ولا أرباب عمل بدون عمال، فالواحد منهما مرتبط بالآخر ارتباطا عضويا تماما، كالأوعية المتصلة، وكلاهما مرتبط بدوره بالمجتمع ومتأثر فيه، فإذا انخفض مستوى واحد من هذه الأطراف انخفضت مستويات الأطراف الثانية، وإذا ارتفع مستوى واحد منها، ارتفعت مستويات الباقين. إن ما يضمن مستقبل العمال هو دورة اقتصادية متكاملة، وإدارة في الدولة خالية من الهدر والفساد، ونظام اقتصادي ناجح ومتطور ومرن، يوائم بين حرية المبادرة الفردية وحاجات اقتصاد السوق، وبين العدالة الاجتماعية والنظام الضريبي المتطور من جهة ثانية. إن المزايدات ورفع السقوف والمجادلة في جنس الملائكة لا يفيد لا العمال ولا أرباب العمل ولا الاقتصاد ولا الملائكة".
واعتبر أن "المطلوب اليوم، هو التشخيص الدقيق لمكامن المشكلة الاقتصادية وللعجز الهائل في الخزينة، من أجل إيجاد العلاج المناسب لها، ومكامن العجز برأينا وبرأي الغالبية الساحقة من اللبنانيين، تتمحور بشكل أساس حول قصور إدارة الدولة وعدم كفاءتها من جهة، والفساد المعشش في زواياها من جهة ثانية. إن المطلوب اليوم مجموعة خطوات إنقاذية سريعة، ظهرت أولى بوادرها مع خطة الكهرباء، التي نتمنى ونطالب بتنفيذها كما يجب، لأن عجز الكهرباء وحده يشكل حوالي ثلث عجز الموازنة السنوي، والتي سيليها الشروع في محاولة الوصول إلى موازنة تقشفية إصلاحية متوازنة، يموت فيها ديب الفساد والهدر ولا يفنى الشعب الكادح، موازنة ثورية، إنما ثورتها بيضاء، لا حمراء، ولا سوداء، تعطي ما للدولة للدولة وما للشعب للشعب، موازنة ثورية رؤيوية، أرقامها تحاكي الواقع والموضوعية والمتوقع، لا الغيبي والافتراضي والمتخيل".
وتوجه جعجع إلى الشعب اللبناني، بالقول: "أعرف أن الشعب غير مسؤول عن وصول الأوضاع الاقتصادية إلى ما وصلت إليه، ولا يتحمل تبعات موازنة تقشفية فرضها عليه سلوك أقلية فاسدة، مستهترة، غير جديرة بتحمل مسؤولية شعب ووطن، لكن هذه الأقلية، أو الأكثرية زائلة، والشدة ستزول، وشعب لبنان باق باق باق. أما كيف تزول هذه الأقلية الفاسدة، فالطريق سهل جدا، وعنوانه صناديق الاقتراع، ومن ثم صناديق الاقتراع، ومن ثم صناديق الاقتراع، وهذا ما لفتنا نظر اللبنانيين إليه قبل الانتخابات الأخيرة، ولكن بعض الناس للأسف كانوا في أيام الحصايد، يغنون قصائد، واليوم لا يجدون سوى أصابعهم وأصابعنا يأكلونها ندما. عل وعسى أن يكون هؤلاء الأشخاص وسواهم أكثر تشددا ووعيا ومحاسبة في الانتخابات القادمة، للحؤول مستقبلا من دون الوقوع في خطأ خيارات الانتخابات السابقة".
ودعا الشعب اللبناني إلى "الوقوف وقفة عز وعنفوان، كما عودنا على ذلك في ساحات البطولة والشرف، فالوضع الراهن لا يقل عن الظروف السابقة خطورة وحساسية، واللبناني عبر تاريخه النضالي المديد لم يتلكأ في الاندفاع، بكل شجاعة لحل أي أزمة تعترض طريق لبنان، حتى لو لم يكن مسؤولا عن نشوئها بالأساس. تخيلوا مثلا لو أن الشباب اللبناني، لم يندفع لمقاومة الاحتلال والتوطين في العام 1975، رافضا الانخراط في عملية إنقاذ لبنان، مكتفيا بانتقاد الطبقة، التي أوصلت لبنان إلى تلك الحال حينها، وتحميلها المسؤولية، فماذا كان ليحل بلبنان وبالأجيال الحاضرة والآتية؟ إن الأمر ذاته ينطبق على الوضع الاقتصادي الراهن اليوم. فإذا طمرنا رؤوسنا في التراب وتلكأنا عن إقرار موازنة إصلاحية تقشفية ثورية، فسيأتي البنك الدولي إلينا في القريب العاجل، لإقرار وتنفيذ موازنته الخاصة، وإنما على الطريقة غير اللبنانية والفظة. فلنحافظ على روح المسؤولية والسيادة والكرامة الوطنية، ولنقم بهذه الخطوة على مشقتها، بإرادتنا الذاتية، أفضل من أن تفرض علينا فرضا، ولكن بعد خراب البصرة".
وختم " في عيد العمال، تحية إلى العمال وإلى أرباب العمل أيضا. تحية إلى كل أم عاملة وأب عامل يكدحان ويجالدان ويجاهدان، حتى يؤمنا حياة كريمة لعائلتهما، تحية إلى كل عامل ثيابه متسخة، لكن كفه نظيفة، وإلى كل عامل يحتم عليه عمله أن ينحني أو يستلقي على الأرض ولكن كرامته تبقى مرتفعة دائما إلى العلى، تحية إلى كل عامل يقارب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد بتجرد ومسؤولية، فلا ينجر خلف الشعارات الشعبوية، ولا يعطي أذنه لغير صوت الحق والضمير والموضوعية، ويعمل لنهوض وطنه كأنه يعيش أبدا، ويصبر على معاناته كأن الأزمة الاقتصادية ستنتهي غدا. كونوا أكيدين بأنه كلما كانت ظروف العمل والمجتمع صعبة وشاقة، كلما امتحنت صلابة العامل وجديته، كما يمتحن الذهب بالنار، إن الله لا يلقي بالأعمال الصعبة إلا لأقوى عماله وجنوده".