أخبار عاجلة
تقرير يكشف وجهة محمد صلاح المحتملة -
العراق: لم نصادق على تصنيف “الحزب” إرهابيًا -
قبلان: الهدوء والتروّي ضرورة لتجنّب انفجار لبنان -
روسيا والهند تعززان التعاون في قطاع الطاقة -
أورتاغوس: شخصية السفير كرم “مبهرة” -

# كلنا_نوال... ونقطة على السطر!

# كلنا_نوال... ونقطة على السطر!
# كلنا_نوال... ونقطة على السطر!
من سخرية القدر أن يتزامن اليوم العالمي لحرية الصحافة مع إستدعاء محكمة المطبوعات الإعلامية نوال ليشع عبود على خلفية الدعوى التي تقدّم بها رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، وذلك لإنزعاجه من سؤال طرحته على ضيفها الدكتور عصام خليفة.

أمر لم نعتد عليه في بلد ندّعي بأن الحرية  فيه من المقدسات، حتى في أيام المشانق، التي أزهرت شهداء لم نكن حيث نحن لو لم يتجرأوا على تحدّي الإحتلال وبطشه وجبروته، وكان خيارهم أن يعلقوا ولم يتراجعوا عمّا كانوا مؤمنين به، لأن الحرية التي كانوا يحلمون بها لا تُعطى بالمجان، بل تؤخذ غلابًا وعنوة، فتبقى شاهدة على التاريخ، ويرحل المحتل والمغتصب وتبقى الحرية حيّة ويبقى لبنان، الذي لن تستطيع أي ممارسة شاذة تغيير وجهه الحقيقي، أيًّا كانت محاولات البعض لتشويه صورته الجميلة.


ما حصل مع الزميلة نوال ليس حدثًا عابرًا، بل يخفي في طياته الكثير من محاولات تقليم أظافر الحرية، التي ستبقى مصانة ما دام في الأرض نبضٌ، وما دام المؤمنون بهذه الحرية أكثر بكثير من أصوات النشاز، التي تسعى بين الحين والآخر إلى تجريد الإعلام مما تبقّى له من كرامة وعنفوان.

فالسؤال الإستفساري أو الإستيضاحي أصبح ممنوعًا، إذ بات على كل إعلامي، وقبل أن يطرح أي سؤال، أن يعدّ للعشرة ويعمل ألف حساب قبل أن يطرح أي سؤال أو اي إستفسار، وبالتالي فإن من سيطرح أي سؤال كالذي طرحته نوال على ضيفها سيجرجر إلى المحاكم وسيخضع للإستجواب والمساءلة.

بالله عليكم أخبرونا في أي عصر نعيش، ومتى كان الإعلامي يُحاسب على سؤال يطرحه على ضيفه، أو كما حصل مع الزميل مارسيل غانم، الذي أُتهم بأنه لم يتدّخل عندما تهجّم أحد ضيوفه على رئيس الجمهورية.

بئس هذا الزمن، الذي أصبح فيه الإعلامي مقيدًّا بقيود لا تمت بأي صلة بمناخ الحرية، الذي نجزم بأنه آخر ما تبقّى لنا من كرامة في بلد يريدون أن يأخذوه إلى غير الأماكن التي لم نعتد الذهاب إليها.

مرّة أخيرة نقولها بالفم الملآن وبكل حرية ضمير، ومن له أذنان سامعتان فليسمع، الإعلام ليس مكسر عصا، خصوصًا أن كل إعلامي يحمل هذا اللقب عن جدارة وكفأة لن يكون فشة خلق لأحد، وبالتالي فإن الجسم الإعلامي، الذي يتضامن اليوم مع نوال، وتضامن بالأمس مع مارسيل، لن يسمح لأي كان بأن يجعل منه ممسحة أو شماعة تُعّلق عليه أخطاء الآخرين. 

فلحم الجسم الإعلامي ليس طرّيًا ليؤكل بسهولة، لأن للإعلامي في لبنان رسالة سامية، وهو لا يقّل حرصًا من الآخرين على الإستقرار العام، وعلى أن تكون الدولة فيه دولة بكل ما لهذه الكلمة من معانٍ، وهو سيبقى إلى جانب الحق وساعيًا وراء الحقيقة النسبية.

نوال لست وحدك في معركة الحريات. فكلنا نوال. وكلنا كلمة واحدة متراصة حتى لا يعود أحد فيتجرأ على القفز من فوق حائط الحرية.

... ونقطة عَ السطر!

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى رسالة إلى الحَبر الأعظم بلغة الحِبر الأعظم!