أخبار عاجلة

'صفقة القرن' قد تبقي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان!

'صفقة القرن' قد تبقي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان!
'صفقة القرن' قد تبقي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان!
تحت عنوان: "صفقة القرن قد تبقي نصف مليون لاجئ فلسطيني في لبنان"، كتبت دوللي بشعلاني في صحيفة "الديار": يعمل لبنان مع بعض الدول الأوروبية التي بدأت تقتنع بضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم، خصوصاً بعد أن حملت مواقفها وعوداً بتغيير السياسة المتبعة في ملف النازحين من قبل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي ككلّ. فعودة النازحين التي باتت حتمية بالنسبة للبنان كونه لم يعد بإمكانه تحمّل المزيد من تبعات النزوح، وهو لا يربطها بالحلّ السياسي في سوريا ولا بأي أمر آخر، لا بدّ من تأقلم الدول الأوروبية معها، ومساعدته على تحقيقها.

وأكّدت مصادر سياسية عليمة أنّه من مصلحة الدول الأوروبية أوّلاً تغيير موقفها من العودة «الآمنة» للنازحين السوريين التي يدعو اليها لبنان بدلاً من "الطوعية" التي تترك أمامهم الباب مفتوحاً لعدم اتــخاذ قرار العودة الى الأبد، انطلاقاً من وقوفها الى جانب لبنان في مواجهة الإرهاب وعدم تمدّد النزوح اليها مجدّداً. فما عانته الدول الأوروبية خلال السنوات الماضية جرّاء اللاجئين السوريين الشرعيين وغير الشرعيين يجعلها تُعيد النظر في ما يطرحه لبنان حالياً من ضرورة العمل معاً على إعادة النازحين في بلادهم في أقرب وقت ممكن.

أمّا محاولة إبقائهم في لبنان والدول المضيفة لهم، بحجّة إيجاد بلد ثالث لهم يستضيفهم أو يأويهم أو يمنحهم حقّ اللجوء أو الهجرة اليه، فلم تعد تصلح في الوقت الراهن، على ما أوضحت، لأنّ أياً من دول الخارج لم يعد يقبل أي طلبات لجوء جديدة لديه. فعدد المهاجرين واللاجئين الى الدول الأوروبية تفاقم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ما سبّب أزمة كبيرة، قامت بعض دول الاتحاد الأوروبي بحلّها عن طريق قبول بعض طلبات اللجوء، ورفض بعضها الآخر، وترحيل كلّ الذين وجدت أنّهم يُشكّلون خطراً على البلد المضيف.

وكشفت أنّ العمل يجري مع كلّ من قبرص واليونان في المرحلة الراهنة، كما مع إسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا التي باتت مقتنعة أكثر من سواها بوجهة النظر اللبنانية، والتي وعد بعضها بمساعدة لبنان على تسويق موقفه بعدم الربط بين عودة النازحين السوريين التي أصبحت حتمية من لبنان وبين انتظار الحلّ السياسي للأزمة السورية. وأشارت الى أنّ الدول الأوروبية يربطها بلبنان علاقات تاريخية مميّزة، تعزّزت في الفترة الأخيرة من خلال تلزيم «اتحاد الشركات» الذي يضمّ شركة "توتال" الفرنسية، و"إيني" الإيطالية (و"نوفاتيك" الروسية) التنقيب عن الغاز والنفط واستخراجه من البلوكين 4 و9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة. الأمر الذي يجعل هاتين الدولتين تسعيان الى الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، لحماية هذه المشاريع من أي أمر قد يُعكّر صفوهما مثل بقاء النازحين السوريين في لبنان والمشاكل التي يتسبّبون بها على مختلف الأصعدة. كما تسعى كلاً من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا الى ترويج فكرة أنّه بإمكان النازحين السوريين العودة الى بلادهم في الوقت الراهن والدليل تمكّن الأمن العام اللبناني بمفرده من إعادة نحو 173 ألف نازح حتى الآن. كذلك تقوم قبرص واليونان بتأييد ودعم موقف لبنان حول العودة، سيما أنّهما ستعقدان معه في حزيران المقبل إجتماع قمّة ثلاثية للتوقيع على اتفاقيات ثقافية وسياحية (الطريق الفينيقي) وتجارية مشتركة بين الدول الثلاث. وتوافقهما إيطاليا في هذا السياق التي بدأت بمشروع "السياحة الدينية" الى لبنان، ويهمّها أن يكون البلد في وضع جيّد من النواحي كافة، ما يُشجّع السيّاح من إيطاليا وسائر الدول الأوروبية على زيارة الأماكن السياحية والدينية فيه والتمتّع بمناظره الخلّابة وبالهدوء الذي ينعم به.

وذكرت بأنّه من المهم جدّاً البدء بإقناع المجتمع الدولي بموقف لبنان هذا قبل أن تقوم الولايات المتحدة بإعلان "صفقة القرن" بعد شهر رمضان، على ما جرى تحديد موعدها أي بعد الخامس من حزيران المقبل. وتُبدي قلقها من أن تؤثّر المقترحات الأميركية، التي لا تزال أحادية، ولم تلقَ موافقة الدول الأوروبية عليها، في إبقاء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذين يبلغ عددهم نحو نصف مليون نسمة. وتقول انّه لو لم يجرِ "توطينهم" بالمعنى الحقيقي والفعلي لكلمة "توطين"، فإنّ ما تقترحه الصفقة هو توسيع المساحة الجغرافية لإسرائيل بحيث تشمل المستوطنات والضفّة الغربية، ما يجعل المساحة المتبقية لدولة فلسطين ضيّقة جدّاً لا تتسع للفلسطينيين الصامدين فيها، فكيف إذا ما أراد اللاجئون في دول الجوار، مثل لبنان، العودة الى ديارهم؟!

كذلك فإنّ عقارات وأملاك اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان قد فقدوها طوال السنوات الماضية، سيما أنّ إسرائيل مضت في الإستيطان وفي الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم من دون وجه حقّ. وبعض اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لا يزالوا يملكون مفاتيح منازلهم التي لم تعد قائمة أساساً، أو صكوك أراضيهم التي احتلّها القوّات الإسرائيلية قسراً وجعلتها ملكاً لها، على ما فعلت أخيراً في الجولان السوري، ولم تلقَ سوى بعض التنديدات الكلامية، العربية والدولية، تجاه تصرّف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإهداء الجولان الى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وكأنّه ملك له.

من هنا، تخشى المصادر أن تأتي "صفقة القرن" على حساب لبنان لجهة إبقاء اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، بحجّة أنّه لم يعد لهم متسّع على الأراضي الفلسطينيية، فضلاً عن أنّ إسرائيل ترفض إعطاءها أي تعويضات بعد تهجيرهم في العام 1948، فيما يسعى مع الدول الأوروبية والمجتمع الدولي الى إعادة المليون ونصف المليون نازح سوري الذين باتوا يُشكّلون خطراً كبيراً على الإقتصاد اللبناني، كما على النمو والإزدهار.

كما يُطالب لبنان الدول الأوروبية والمجتمع الدولي، على ما لفتت، بانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر، قبل أن تقوم إسرائيل باعتبار المزارع أراضي سورية وتحوّل احتلالها لها الى السيطرة عليها، على غرار ما فعلت في الجولان السوري، وخصوصاً أنّه يملك الخرائط والمستندات اللازمة عن «لبنانية المزارع»، وقد سبق وأن قدّمها رسمياً الى الأمم المتحدة.

وفي الوقت نفسه، وضع لبنان بعض الدول الأوروبية في صورة أنّ المؤتمرات الدولية، مثل مؤتمر «بروكسل 3» الأخير، لا تزال تتعاطى مع قضية النزوح السوري في لبنان من خلال تأمين الأموال اللازمة لتثبيت بقاء النازحين في لبنان ودول النزوح واللجوء، فيما يُرسل لبنان نداء للمجتمع الدولي بأنّه "لم يعد قادراً على تحمّل تبعات النزوح السوري على أراضيه، وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته تجاه هذا البلد الذي يئن منذ سنوات، وما من مجيب". فالمساعدات المالية لم تعد هي الحلّ المناسب لأزمة النازحين، على ما نقل لبنان، ولهذا يجب مساعدة الدول التي تعاني من استضافتها للنازحين، وعلى رأسهم لبنان، من أجل تحقيق العودة الآمنة لجميع النازحين السوريين الى بلادهم في أقرب وقت ممكن.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى