لبنان بين ضوضاء 'الموازنة المؤلمة' وقرْقعة السلاح في المنطقة

لبنان بين ضوضاء 'الموازنة المؤلمة' وقرْقعة السلاح في المنطقة
لبنان بين ضوضاء 'الموازنة المؤلمة' وقرْقعة السلاح في المنطقة
رغم قرْقعة السلاح في المنطقة وضجيج ديبلوماسية البوارج، فإن لبنان الغارق في معركة الموازنة وموجبات تفادي الانهيار المالي - الاقتصادي يديرُ ظهْرَه لما قد يصيبه من ارتداداتِ بلوغ المواجهة الأميركية - الإيرانية مستويات غير مسبوقة واحتمالات تَطَوُّرها في اتجاهاتٍ أكثر دراماتيكية أو الذهاب بها إلى طاولة المفاوضات.
الدوائر المراقبة في بيروت لا تقلّل من شأن "الأوعية المتصلة" بين مَظاهر المواجهة المتعاظمة في المنطقة وما قد يصيب لبنان من جرائها، وخصوصاً أن "حزب الله" يشكّل واحدةً من خطوط التماس نظراً لكونه رأس الحربة الأهمّ في مشروع إيران ونفوذها في المنطقة وموطئ قدمها المتقدّم على المتوسط.
وفي تقدير هذه الدوائر أن لبنان لن ينجو من حِمم هذه المواجهة الآخذة في التدحْرج، سواء إذا قرّرتْ الولايات المتحدة المضي قدماً في حربها الناعمة عبر مزيدٍ من العقوبات على إيران و"حزب الله" في إطار السعي لخنْقهما، أو إذا انزلقتْ تلك المواجهة مع أي رصاصةٍ طائشة أو خطوة غير مسبوقة إلى حربٍ ما زال يتجنّبها الطرفان ومعهما اسرائيل و"حزب الله".
وتأخذ هذه الدوائر على لبنان الرسمي اختياره الجلوس في المَقاعد الخلفية وكأنه غير معنيّ بما يجري من حوله رغم الضغوط المتزايدة التي يتعرّض لها للحدّ من وهج خيارات "حزب الله" التي تلفح المسار العام في البلاد وتُقَلِّص المسافة بين الدولة والحزب، وهي تحذيراتٌ أميركية انضمّت إليها دول أخرى كبريطانيا وفرنسا.
ومَن يراقب يوميات بيروت يكتشف أن لا صوت يعلو الآن فوق الضوضاء التي تشكّلها المناقشات في ساعاتها الأخيرة لموازنة 2019 وسط حَرَجِ حكومي من إقرار إجراءات أكثر إيلاماً لتفادي الانهيار، وغضْبةٍ متصاعدة في الشاعر احتجاجاً على تلك الإجراءات.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى