الشريف يجمع مكونات طرابلس السياسية في إفطاره.. وأربع ملاحظات يمكن تسجيلها

تحت عنوان "خلدون الشريف يجمع مكونات طرابلس السياسية في إفطاره.. والرئيس ميقاتي يعطي جرعة تفاؤل"، كتب غسان ريفي في صحيفة "سفير الشمال" الإلكترونية: "شكل الافطار الرمضاني الذي أقامه الدكتور خلدون الشريف غروب أمس في مطعم الشاطئ الفضي في ميناء طرابلس، تجسيدا فعليا لأجواء المصالحة والتلاقي التي تسود المدينة والتي كانت بدأت بتفاهم الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، من دون أن تعارضه باقي التيارات، فنجح الشريف في جمع كل المكونات السياسية الطرابلسية على إختلاف توجهاتها في لقاء سياسي نخبوي خرج بتوصية أكدها الرئيس ميقاتي في الكلمة التي ألقاها بأن "طرابلس في عيوننا وقلوبنا".

أعطى الدكتور خلدون الشريف السياسي الوسطي، من خلال هذا الجمع صورة مشرقة عن "الوسطية الجامعة" التي ينتهجها وتستطيع تدوير الزوايا والتعاطي مع كل مكونات المجتمع على ثوابت معينة، وقد جسد ذلك في كلمته المختصرة التي تضمنت قضايا لا يمكن أن يختلف عليها أحد، ليقدم نفسه ولمرة أخيرة كأحد السياسيين الفاعلين في طرابلس، بغض النظر عن منصب هنا أو آخر هناك.


وإلى جانب الرئيس ميقاتي، حضر كل من الوزراء ريا الحسن وعادل أفيوني، والنواب سمير الجسر، فيصل كرامي، نقولا نحاس، علي درويش اضافة إلى اللواء اشرف ريفي و عدد من النواب السابقين والسفراء ورؤساء البلديات، اضافة إلى نقباء المهن الحرة وحشد من الفعاليات الإقتصادية. 

 

عدة ملاحظات يمكن تسجيلها في إفطار الشريف لجهة:

أولا: تلبية الرئيس نجيب ميقاتي رغبته بإلقاء كلمة شكلت خارطة طريق على أكثر من مسار وطني ومحلي، وأعطت تفاؤلا بات كل اللبنانيين بأمس الحاجة إليه في ظل النفق المظلم الذي دخلوه قبل فترة لا سيما على الصعيد الاقتصادي.

ثانيا: حرص وزيرة الداخلية ريا الحسن على الحضور ما يشير الى عمق العلاقة معها، وقد وضع الشريف في عهدتها وعهدة وزير كتلة "الوسط المستقل" عادل أفيوني أكثر من قضية بدءا بمنح المرأة حق إعطاء الجنسية لأولادها، مرورا بقضية الموقوفين الاسلاميين وصولا الى زحمة السير والشأن البلدي في طرابلس.

ثالثا: حضور عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية، وقد أكد الشريف لهم خلال كلمته بأن طرابلس لؤلؤة على ساحة المتوسط وأتمنّى أن ترَوها في الليل لأنّها ساحرة وهي مدينة العيش المشترك والتضامن بين مختلف أطيافها، وأتمنّى في رمضان المقبل أن يحضر هذا اللقاء عددٌ أكبر من السفراء.

رابعا: أكد الافطار على إنفتاح الشريف من موقعه السياسي على كل التيارات والقيادات والشخصيات الطرابلسية بدون إستثناء، وهم بدورهم حرصوا شخصيات وزارية ونيابية وديبلوماسية وروحية وإقتصادية ونقابية وإجتماعية على الحضور تلبيةً لدعوته.

وكان الرئيس ميقاتي ألقى كلمة قال فيها: "ان مشروع قانون الموازنة العامة يحمل مؤشرات جيدة يمكن أن يبنى عليها، انما العبرة تبقى دائما في التنفيذ، وفي صدور قطع الحساب ومدى قدرة الدولة على تحصيل الرسوم المقترحة وترجمة الخطط الموضوعة".

وابدى ميقاتي خشيته "من حصول انكماش اقتصادي، يمكن، اذا ما ترافق مع تشاؤم لدى الناس ان يؤدي إلى وضع أخطر بكثير مما نتصور، من هنا، فإن الأهم هو استنهاض الذات واستمرار التفاؤل".

وأضاف: "مدينتنا طرابلس في عيوننا وقلوبنا، ونحن بالتعاون مع الحكومة والرئيس الحريري تحديداً، فإنه يجري الحديث حول مشاريع عدة، نأمل أن تبصر النور قريباً، ونستطيع أن نؤمن لها التمويل والمستلزمات الضرورية لإطلاقها، خاصة وأن هناك وعوداً ورغبة إيجابية، كما ان الظرف الحالي هو من المرات القليلة التي يتوافق فيه نواب المدينة مع الحكومة. لندع السياسة جانباً، ولنعمل جميعاً من أجل المدينة والوطن ككل، المؤشرات الراهنة جيدة سواء على مستوى إقرار الموازنة، أو ترسيم الحدود البرية والبحرية لاحقاً، وتدل على أن لبنان اليوم محط أنظار العالم، والعالم كله مهتم بتحقيق الاستقرار فيه. ولكن علينا أن نكون متفائلين"..

من جهته، تحدث الدكتور خلدون الشريف عن عددٍ من الملفات والقضايا التي تهمّ الناس فقال: "يوم كان الرئيس ميقاتي رئيساً للحكومة عام 2011 قدّمنا مشروعاً حول حقّ المرأة اللبنانية المتزوّجة من أجنبي بمنح الجنسية لأولادها، ومؤخّراً تمّ إعداد مشروع قانون بهذا الصّدد، وأنا شخصياً أضع هذا الأمر بعهدة معالي الوزيرة ريا الحسن والوزير عادل أفيوني".

وتطرّق الشريف إلى قضية الموقوفين الإسلاميين، حيث شدّد على أنّ "هناك فئة يُعتد بها من اللبنانيين تشعر أنّها تتعرّض للغبن، وهناك حاجة لرفع الغبن عن هذه الفئة"، مضيفاً: "نحن نُدرك تماماً ماذا تفعل الوزيرة الحسن في هذا الصدد وكيف تتعامل مع القضية، وأنا على يقين أنّها ستعطي هذا الملف الإهتمام اللازم من أجل إنهائه".

وتطرّق الشريف إلى عددٍ من المواضيع والملفات التي تلامس يوميات الطرابلسيين، فتحدّث عن ملفّ النفايات مشددا على ضرورة إيجاد الحلول، داعياً إلى "تحضير دفتر شروطٍ جديد للشركة التي ستتعهّد تنظيف المدينة لأنّ المدينة ليست بالنظافة المطلوبة، وعلى اتحاد البلديات أن يرفع مناقصة جديدة".

كما تناول أزمة السير في المدينة، فلفت إلى أنّه "من يتجوّل في شوارع طرابلس يرى أنّ هناك استهلاكاً غير محدود للوقود وللسيارات وللأعصاب بشكلٍ يؤثّر على الدّخل القومي"، مشيراً إلى أنّ "تنظيم مسألة السير تحتاج إلى بعض الإجراءات كمنع ركن السيارات في صفٍّ ثانٍ، وزيادة عديد عناصر مفرزة السير في طرابلس، وتحصيل المداخيل من محاضر الضبط".

وأشار إلى "أنّنا منذ أسبوعَين افتتحنا مع الرئيس ميقاتي السوق العريض في مدينة طرابلس التي هي بالفعل لؤلؤة إذا أزلنا عنها الغُبار، ومن يرى الآن السوق العريض ليلاً ونهاراً يُدرك حجم الجهد التي وُضع لترميمه ويدرك أهمية أن نرمّم هذه المدينة بالتعاون مع المجتمع الأهلي والمجتمع الدّولي".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان