هل ينجح "توريث" فتفت لنجله بعدما استبعده الحريري؟

هل ينجح "توريث" فتفت لنجله بعدما استبعده الحريري؟
هل ينجح "توريث" فتفت لنجله بعدما استبعده الحريري؟

تحت عنوان "هل ينجح "توريث" فتفت لنجله بعدما استبعده الحريري؟" كتب عبدالكافي الصمد في صحيفة "سفير الشمال": "حسم تيار المستقبل أمره بما يتعلق بأحد مقعدي الضنية النيابيين، عندما تبلغ النائب أحمد فتفت، مؤخراً، من الرئيس سعد الحريري قبول الأخير بترشيح سامي، نجل فتفت، على لائحة التيار في الضنية، بعدما كان الحريري قد وضع "فيتو" على إعادة ترشيح فتفت الأب مجدداً على لائحته، طاوياً بذلك صفحة نائب مثّل الضنية منذ 22 عاماً، عندما دخل المجلس النيابي لأول مرة في إنتخابات عام 1996.

قرار الحريري إبعاد فتفت لم يكن وقعه سهلاً على الأخير، خصوصاً بعدما تبلغ قبل أشهر، أن زعيم التيار الأزرق يتجه لعدم تبني ترشيحه على لوائحه مجدداً، وأن قرار الإستغناء عنه وعن نواب آخرين إتخذ ولا رجعة عنه، لأسباب تبلغها فتفت مباشرة حيناً، وبالواسطة أحياناً أخرى، عبر وسطاء أو مستشارين للحريري.

أسباب كثيرة دفعت الحريري لإبعاد فتفت وآخرين عن لوائحه الزرقاء في مختلف الدوائر الإنتخابية في لبنان، وهم ممّن يطلق عليهم "نواب الرئيس فؤاد السنيورة" في تيار المستقبل، منها تورطهم في أزمة الحريري الأخيرة في السعودية، أو على الأقل عدم تضامنهم معه بشكل كاف، وتسبّبهم بتراجع شعبية تيار المستقبل التي ترافقت مع تراجع شعبيتهم في مناطق عدة، وعدم إنسجام الحريري معهم في أكثر من محطة، وتمرّدهم عليه بعض الأحيان، وصولاً إلى التفاهم الذي أرساه الحريري مع التيار الوطني الحر، والذي إشترط فيه الأخير، في مقابل تحالفه معه إنتخابياً في كل الدوائر الإنتخابية، عدم ترشيح أي نائب مستقبلي لم ينتخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وخرج عن طوع الحريري، وفتفت هو أحد هؤلاء.

هذا الواقع الصعب الذي واجهه فتفت دفعه، بسبب عدم وجود خيارات أفضل لديه، إلى أن يساوم الحريري بأن يتبنى تيار المستقبل نجله سامي مقابل إنسحابه، خصوصاً أن الحريري كان يردد دائماً في الآونة الأخيرة بأنه يفضّل عنصر الشباب، إضافة إلى ما تبلغه الحريري والأمين العام للتيار الأزرق أحمد الحريري من وفد عائلة آل فتفت المقربين من نائب سير، أن المقعد النيابي الذي يعود لهم لن يتخلوا عنه أبداً، سواء كان لأحمد أو لنجله سامي، وأنه إذا لم يتجاوب الحريري معهم فإنهم سيتجهون إلى التحالف مع اللواء أشرف ريفي إنتخابياً وسياسياً.

مساء أول من أمس، دعا فتفت وجهاء عائلته إلى لقاء في منزله في عاصمة الضنية الإدارية سير، حضره أشخاص من فرع العائلة في عكار، وأبلغهم بالإتفاق الذي عقده مع الحريري بهذا الخصوص، وأن الحريري طلب من نجله سامي أن يُحضّر أوراقه الرسمية ليقدم ترشيحه، موضحاً أنه كان أمام خيارين: إما الالتحاق بريفي وأن يكون في صفوف معارضة الحريري، أو التوصل إلى تفاهم وسط معه، وهذا ما حصل.

تبلغ وجهاء عائلة فتفت بالأمر جعل بعضهم يبدي تحفظاً عليه، إنطلاقاً من أن خبرة سامي الإنتخابية والسياسية ليست كافية، وأنه ما يزال طري العود، لكن فتفت أوضح لهم أن التراجع عن ذلك غير ممكن، طالباً منهم الوقوف إلى جانب نجله ودعمه.

هذا القرار أثار بلبلة ضمن عائلة فتفت التي عانت في الآونة الأخيرة من إنقسامات واعتراضات على فتفت، ومن ظهور مرشحين آخرين ضمن العائلة في مواجهته، وهو أمر لم يواجهه فتفت من قبل، من أبرزهم سامر فتفت مرشح تيار “قاوم” المصنف في خانة المجتمع المدني، وهو قدم ترشيحه قبل أيام، ما يهدد تماسك عائلة فتفت وتوحّدها خلف فتفت الإبن.

وكما الإعتراضات داخل عائلة فتفت، بدأت أصوات معترضة من داخل تيار المستقبل في الضنية تبدي إحتجاجها على ترشيح سامي، رافضة مبدأ التوريث السياسي، معتبرة أن هناك منسقين ومسؤولين وكوادر في التيار الأزرق في المنطقة، رافقت الحريري منذ تسلمه مقاليد التيار بعد اغتيال والده، وحتى قبل ذلك، وأنهم يملكون من الخبرة والأقدمية والأحقية أكثر مما يمتلكه نجل فتفت، ما شكل عنصراً إضافياً يهدد تماسك التيار الأزرق في المنطقة، وينذر بعواصف سياسية وشعبية ستنعكس في الإنتخابات النيابية، وستترك تداعيات لن يكون تجاوزها أو التخفيف منها بالأمر السهل".

(عبدالكافي الصمد - سفير الشمال)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟