من الدفاع الى الهجوم.. تيمور جنبلاط بدأ بتسجيل الأهداف بمرمى خصوم المختارة

من الدفاع الى الهجوم.. تيمور جنبلاط بدأ بتسجيل الأهداف بمرمى خصوم المختارة
من الدفاع الى الهجوم.. تيمور جنبلاط بدأ بتسجيل الأهداف بمرمى خصوم المختارة
تحت عنوان تيمور جنبلاط.. من الدفاع الى الهجوم، كتب فادي عيد في "الديار":  مما لا شك فيه أن الجبل دخل مرحلة سياسية جديدة منذ الإستحقاق الإنتخابي النيابي الأخير في أيار من العام 2018، لا سيما بعدما سلّم النائب السابق وليد جنبلاط نجله تيمور مقاليد الزعامة الجنبلاطية، ليستمر هو في ترؤس الحزب التقدمي الإشتراكي، ويراقب عن بعد، دخول تيمور المعترك السياسي، لا سيما كيفية تعامله مع المحطات الأساسية والمفصلية التي تعصف بالبلد، وتقديم المشورة ساعة يقتضي الأمر ذلك.

وبعد عام على تسلمه القيادة أطلق النائب تيمور جنبلاط حراكاً جدياً إن على صعيد "اللقاء الديمقراطي" أو على صعيد المنظّمات الشبابية داخل الحزب الإشتراكي، بحيث عمد إلى ضخ روح جديدة في النخب الحزبية الشبابية، تظهّرت في الآونة الأخيرة في المشاركة الفاعلة في تشييع البطريرك الماروني السابق مار نصرالله بطرس صفير، على رأس وفد كبير من الجبل ضم مجموعة من رجال الدين الدروز، إضافة إلى نواب ووزراء «اللقاء الديمقراطي، وقد جاءت هذه المشاركة بمثابة خطوة متقدمة وجريئة حملت في طياتها إشارة واضحة الى دخول تيمور جنبلاط المشهد السياسي من بابه العريض، إنطلاقاً من الركائز التي أرساها والده مع البطريرك الراحل نصرالله صفير من خلال مصالحة الجبل التي طوت صفحة الحرب الأهلية الأليمة بين المسيحيين والدروز.

وفي موازاة ذلك، توقف المراقبون عند اللقاء ـ الرسالة الذي جمع النائب تيمور جنبلاط والأمير عادل فيصل أرسلان نجل شقيق النائب طلال أرسلان، على هامش حفل الإفطار الذي أقامته دار الطائفة الدرزية في فردان، حيث برز اللقاء، وكأنه المؤشّر على دخول تيمور في اللعبة السياسية الدرزية ـ الدرزية، موجّهاً إشارة حاسمة باتجاه النائب طلال أرسلان، ومفادها بأن الحزب التقدمي بإمكانه اللعب على وتر الثنائية في البيت الأرسلاني عبر نجل الأمير الراحل فيصل أرسلان، لا سيما وأن العلاقة مقطوعة بين عادل إرسلان مع عمه النائب طلال أرسلان.

من هنا، يقول المراقبون، أن الساحة الدرزية دخلت مرحلة جدية وجديدة من التحالفات عنوانها المواجهة ما بين الفريقين الأساسيين على هذه الساحة، ويتجلّى ذلك بشكل شبه يومي وفي المناسبات المتعدّدة التي تشهدها قرى وبلدات الجبل التي يشارك فيها كل من الحزب "التقدمي الإشتراكي" و"الديمقراطي اللبناني"، علماً أن التقارب بين النائب إرسلان والوزير الأسبق وئام وهاب ساهم في تسريع موعد هذه المواجهة.

لذا، يبدو واضحاً أن النائب تيمور جنبلاط بدأ بتسجيل الأهداف في مرمى خصوم المختارة، وانطلق في مشواره السياسي بخطوات واثقة وثابتة نحو الهدف الذي رسمه، وهو لذلك انتقل الى مرحلة المواجهة المباشرة داخل الساحة الدرزية، الأمر الذي سيؤدي إلى تثبيت زعامته في الجبل، رغم كل الحملات التي تطاول والده الزعيم الجنبلاطي والحزب التقدمي.

وبالتالي، فإن عملية خلط أوراق حاصلة داخل الساحة الدرزية، لا سيما وأن اللقاء بين النائب تيمور جنبلاط وعادل إرسلان لن يكون يتيماً، بل ستتبعه لقاءات أخرى، وقد يؤدي إلى تحالف إنتخابي وتعاون سياسي مستقبلي في الإستحقاق النيابي المقبل، بحيث يمكن القول أن المشهد السياسي على مستوى الجبل عموماً والدرزي خصوصاً، سيشهد الكثير من المحطات والمفاجآت عنوانها سيكون هجوم تيمور جنبلاط المعاكس على خصومه السياسيين...

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى