وفي هذا الإطار، حذر الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله من أن المصالح الأميركية والسعودية ستكون مهددة في حالة اندلاع حرب على إيران، وقال
في مناسبة "يوم القدس"، إن "الحرب على إيران لن تتوقف عند حدود إيران بل إن كل المنطقة ستشتعل".
وعليه فإن إحتمالات إندلاع شرارة الحرب قد تكون واحدة من بين إحتمالات أخرى، تعتبرها أميركا بمثابة "الدعسة الناقصة" من جهة طهران، وهي تدخل في خانة التساؤلات، ومن بينها:
-هل هو الإنسحاب من الإتفاق النووي وبدء عملية التخصيب، وهو التحدّي الأكبر للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في العالم والمنطقة؟
- هل هو إغلاق مضيقِ هرمز، مع ما يعنيه إستراتيجيًا وما تشكله هذه الخطوة – السابقة من تحدٍّ للمجتمع الدولي؟
-هل هو إقدام طهران على توجيه ضربة خاطفة للقوّاتِ الأميركية أو لمصالحِها في منطقة الشرق الأوسط والعالم؟
-هل هو نشر الصواريخ الإيرانية قرب الأسطول الأميركي؟
-هل هو عرقلة لنقل النفط؟
-هل هو تحرش عسكريّ مباشِر بأحد حلفاء أميركا الخليجيّين؟
-هل هو تحرك عسكري يقوم به "حزب الله" في جنوب لبنان؟
إلاّ أن كل هذه السيناريوهات تبقى غير ذي جدوى طالما أن إيران تبدو حتى هذه اللحظة المستفيدة الأكبر، ولو مرحليًا، من حال التوتر القائم، من دون إضطرارها للمبادرة بإعلان حالة الحرب، وهي التي حاولت أكثر من مرّة جس نبض إدارة ترامب، بعدما اختبَرت ردود فعل أميركا ودول الخليجِ من خلالِ الاعتداءاتِ على السفن الإماراتيّة ومنشآت النفط السعوديّة والصاروخِ الموجَّه نحو حيِّ السفارةِ الأميركيّةِ في بغداد، وهي أظهرت تماسكًا داخليًا على رغم ما تعانيه، داخليًا وخارجيًا، نتيجة العقوبات المفروضة عليها.
ووفق بعض المحللين، فإن مثلث السلم والحرب المتمثل بواشنطن وتل أبيب من جهة، وطهران ومن يساندها من جهة أخرى، يقوم على المعادلة التالية، والتي على اساسها تقف المنطقة على فوهة بركان:
-فأميركا تريد سلمًا من دون حرب، وإن كان ثمة تيار داخل الإدارة الأميركية يرفض نظرية "لا معلق ولا مطلق"، وهو يدفع في إتجاه فرض "صفقة العصر"، بعد حرب شاملة.
-أما إسرائيل فيبدو أنها من محبذي فكرة التوصل إلى سلام بعد حرب ضروس تكون لمصلحتها، بحيث تتمكن في نتيجتها من فرض شروطها لسلام يخدم مصالحها في المنطقة.
- أما طهران، ووفق معادلة "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"، فإنها لا تريد لا حربًا ولا سلمًا، وهذا ما يجعلها في أي تسوية "الرقم الصعب".
فإذا انتهت مهلة الستين يوماً التي حددتها إيران للخروج من الاتفاق النووي، ولم يتمّ التوصل إلى خارطة طريق نحو التهدئة، فإن طهران مستمرّة في الإستعداد للمواجهة، فيما يقف الأميركيون على أرضية مهتزّة، وهذا ما يدفع واشنطن إلى الإكتفاء بممارسة الضغوطات الإقتصادية، وهذا ما يرجّحه التيار المناهض لتيار جون بولتون واليمين المتطرف داخل الإدارة الأميرك، إلى حين نضوج الظروف المرجحة للحرب أو السلم.