'الذئاب المُنفردة' أخطر من 'الخلايا النائمة'.. رشّاش مع ذخيرة كافيان لتنفيذ مجزرة

'الذئاب المُنفردة' أخطر من 'الخلايا النائمة'.. رشّاش مع ذخيرة كافيان لتنفيذ مجزرة
'الذئاب المُنفردة' أخطر من 'الخلايا النائمة'.. رشّاش مع ذخيرة كافيان لتنفيذ مجزرة
تحت عنوان "الذئاب المُنفردة" أخطر من "الخلايا الإرهابية النائمة"، كتب ناجي س. البستاني في "الديار": بعد إنحسار موجة التفجيرات والإعتداءات الإرهابيّة الغادرة التي ضربت لبنان خلال السنوات القليلة الماضية، والتي طالت أهدافًا مدنيّة وعسكريّة على السواء، طبّقت الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة المَعنيّة، سلسلة من الإجراءات الإستباقيّة الفعّالة، بهدف حماية الأمن والإستقرار الداخليّين، وهي نجحت إلى حدّ بعيد في تحقيق هذا الهدف. لكنّ العمليّة الإرهابيّة التي إستهدفت القوى الأمنيّة في طرابلس أخيرًا، أعادت القلق إلى النُفوس، وبدأ المُواطنون يتساءلون ما إذا كان هناك من عمليّات إرهابيّة مُقبلة، قد تُهدّد حياتهم وحياة أولادهم وأهلهم ومعارفهم؟

بحسب مصدر أمني مُطلع إنّ هاجس العمليّات الإرهابيّة - على إختلاف أنواعها، يُشكّل أصعب مهمّات القوى الأمنيّة والإستخباريّة في مُختلف دُول العالم في تاريخنا الحديث، مُشيرًا إلى أنّ لبنان مَعني أكثر من غيره بهذه الظواهر المُقلقة، لأكثر من إعتبار. وأوضح أنّ العمليّات الإرهابيّة تُقسم إلى فئتين: الأولى مُنظّمة أي تلك التي تُنفّذ بشكل دقيق ومدروس من قبل خليّة إرهابيّة مُتكاملة أو ربما من قبل خلايا إرهابيّة عدّة، كما حصل مثلاً في سريلانكا خلال عيد الفصح الأخير أو في أحد مُنتجعات منطقة سوسة السياحيّة في تونس صيف 2015، والثانية عشوائيّة وغير مدروسة ويُنفّذها في الغالب شخص واحد من دون مُساعدة خارجيّة، كما حصل ويحصل في أكثر من بلد أوروبي، تارة بإستخدام سلاح أبيض وتارة أخرى بإستخدام سلاح رشّاش، إلخ. وأضاف المصدر نفسه، أنّ العمليّة الإرهابيّة يُمكن أن تكون مُنظّمة ومدروسة ويُنفّذها شخص واحد فقط أيضًا، كما حصل في نيوزيلاندا في آذار الماضي، أو كما حصل قبل ذلك في أحد ملاهي العاصمة التركية إسطنبول ليلة رأس السنة 2016 ـ 2017، علمًا أنّ التحقيقات بيّنت أنّ المُهاجم تحرّك بناء على خطة واضحة ومُعدّة باتقان بمُساعدة من خليّة إرهابيّة كاملة.

وبالنسبة إلى ما حصل في لبنان، قال المصدر الأمني نفسه إنّ الوقت لا يزال باكرًا للجزم بأنّ الإرهابي المقتول عبد الرحمن مبسوط تصرّف من تلقاء نفسه، ومن دون دعم من قبل خليّة إرهابيّة، لكنّه لفت إلى أنّ المُعطيات الأوّلية، لجهة خط تحرّك الإرهابي على الأرض، وطريقة تنقله بين مسارح الجرائم التي إرتكبت، وطبيعة الأهداف التي إختارها، تدلّ مُجتمعة على أنّه تصرّف بشكل فردي على الأرجح.

وشدّد المصدر على أنّ "الذئاب المُنفردة" أخطر من "الخلايا الإرهابية النائمة"، لأنّ كشفها أصعب بكثير ويتطلّب جُهدًا إستخباريًا هائلاً، وذلك بسبب غياب التنقّلات البرّية والإتصالات الهاتفيّة المشبوهة التي تحصل عادة بين أفراد أي "خليّة إرهابيّة"، ما يزيد من صُعوبة رصدها أو إكتشاف تحرّكاتها المُريبة والمشبوهة. وتابع أنّ "الذئاب المُنفردة" خطيرة جدًا، لأنّ رشّاشاً حربياً واحدًا مع بضع مماشط من الذخيرة، أكثر من كاف لتنفيذ مجزرة رهيبة تُوقع عشرات الضحايا في أي موقع سياحي أو ديني مثلاً، وقادر على التأثير سلبًا على موسم سياحي كامل، مع ما يعنيه هذا الأمر من خسائر إقتصاديّة تُقدّر بملايين الدولارات!

وأكّد المصدر الأمني المُطلع أنّ الهجمات الإرهابيّة المُستجدّة، لجهة تحرّك إرهابي واحد أو خليّة صغيرة، ستُقابل بتعديل المعركة الإستباقيّة التي تقوم بها القوى الأمنيّة، كاشفًا أنّ إجتماع بعبدا الأمني الأخير تداول في سلسلة من الإجراءات والتدابير الجديدة التي رفعتها وإقترحتها قيادات القوى الأمنيّة، وأصدر قرارات تطبيقيّة وتنفيذيّة فوريّة بشأنها. وإذ رفض الدُخول في تفاصيل الإجراءات الأمنيّة الإستباقيّة المُرتقبة، حفاظًا على فعاليّتها، إكتفى المصدر بالقول إنّها ستتجاوز بالطبع الحواجز الثابتة والطيّارة التي يُلاحظها المُواطنون جميعًا، والمُداهمات الأمنيّة المُفاجئة التي تصل إلى وسائل الإعلام!

وختم المصدر الأمني كلامه بالتأكيد أنّ الأمن ممسوك إلى حد بعيد، والوضع العام في لبنان شبه مُستقرّ، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ هذا الواقع لا يعني "النوم على حرير"، حيث ستتواصل الإجراءات الوقائية، وستتكثّف التدابير الإستباقيّة، لتقليل خطر تكرار ما حصل في طرابلس إلى أدنى نسبة مُمكنة.

وفي المعلومات المُتقاطعة من أكثر من مصدر، إنّ الإجراءات التي بدأت القوى الأمنيّة تطبيقها، تشمل التالي:
- أوّلاً: تكثيف التنسيق وعمليّات تبادل المعلومات بين مُختلف الأجهزة المعنيّة بعمليّات الرصد الإستباقي، والمُتابعة الإستخباريّة للمشبوهين، من جانب كلّ من "أمن الدولة" و"فرع المعلومات" و"الأمن العام" و"مُخابرات الجيش".
- ثانيًا: ضمّ لوائح إسميّة جديدة مُطعّمة بأسماء مشبوهين وأشخاص تحت المُتابعة الأمنيّة، إلى اللوائح الإسميّة للمطلوبين الفارين من وجه العدالة، وهي اللوائح التي يتمّ التدقيق بها على الكثير من الحواجز الثابتة والطيّارة، بمُجرّد الإشتباه بأي شخص بعد الطلب منه التنحّي إلى اليمين والتدقيق بأوراقه.
- ثالثًا: تكثيف عمليّات الرصد الهاتفي للعديد من الأرقام الهاتفيّة العائدة إلى أشخاص مشبوهين أو إلى مسجونين سابقين، وكذلك عمليّات الرصد الميداني لهؤلاء حيث أمكن.
- رابعًا: تكثيف المُداهمات التي تطال أماكن مشبوهة، بناء على إعتراف أي موقوف، أو على معلومة إستخبارية، أو حتى على شكوى أو شُبهة من أحد السُكان المُقيمين في المنطقة نفسها.
- خامسًا: الطلب من عناصر الإستخبارات الذين يعملون بشكل سرّي ضُمن بعض البيئات والمجموعات المَشبوهة، رفع وتيرة التقارير الدَورية التي يرفعونها إلى مرؤوسيهم، وعدم تجاهل أي معلومة إستخباريّة مهما كانت صغيرة.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى