وقد وضعت مصادر سياسية هذا الموقف بمثابة رد على ما كانت اعلنته وزراة الخارجية عقب النبأ الصادر عن "مهر"، وفيه انه "بعد المساعي الطويلة والتي كانت مكثّفة مؤخراً، إتصل سفير ايران في بيروت بمعالي وزير الخارجية والمغتربين وابلغه رسمياً بتجاوب السلطات الإيرانية المعنية مع طلب رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون إلى نظيره الإيراني الشيخ حسن روحاني، ومع رسالة وزير الخارجية والمغتربين إلى نظيره الإيراني بخصوص العفو بمناسبة عيد الفطر عن اللبناني نزار زكا".
واضافت: "كما افاده عن استعداد السلطات في ايران لإستقبال أي وفد لبناني في أي وقت لتسليمه اللبناني المعفو عنه نزار زكا".
وتابعت: "أبلغ وزير الخارجية والمغتربين الرئيس بالأمر، وقد قام الرئيس فوراً بالطلب إلى مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبرهيم بالقيام بالمهمة بالتنسيق مع سفارة لبنان في طهران".
وحتى تتوضح ملابسات الموقف الايراني والجهة التي سيصب اطلاق زكا في رصيدها، لا بد من التوقف عند الاشارات التي وجهتها طهران عبر وضعها العملية في رصيد نصر الله، الى لبنان كما الى الخارج.
لا يمكن عزل الرسالة القاسية التي وجهتها طهران الى الرئاسة اللبنانية عبر التأكيد ولو من خلال مصدر انه لم تجر اي عملية او مفاوضات مع اي جهة لبنانية، او شخص او حكومة، خصوصا بعدما اعلنت الخارجية اللبنانية ان الامر تم بناء لطلب الرئيس اللبناني.
في المقابل، لا يمكن تجاوز البعد الاميركي في عملية الاطلاق والتي تأتي ضمن صفقة اميركية- ايرانية تتعلق بالمعتقلين لدى الجانبين. وتشكل خطوة اطلاق زكا بادرة حسن نية من الجانب الايراني، لن تكتمل ما لم تقدم واشنطن على خطوة مماثلة.
في هذا السياق، لا يمكن اغفال الموقف الصادر عن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو خلال وجوده في سويسرا قبل نحو اسبوع عندما وجه الشكر الى القيادة السويسرية، مقدرا "تقديرا عميقا مساعدة البلاد في التعامل مع حالات الاميركيين المحتجزين في ايران، وتزورونهم، وتؤكدون لهم ولأسرهم ان بلادهم تبذل كل ما في وسعها لاعادتهم الى الوطن".
وهذا الكلام يعزز الانطباع السائد عن وجود صفقة اميركية – ايرانية، وضعت طهران من خلالها "حزب الله" طرفا اساسيا تمهيدا للمطالبة بموقوفين للحزب في اطار صفقة التبادل التي ستتبلور معالمها في الايام المقبلة.