وقال جعجع: "عندما أطلقنا في الانتخابات النيابية شعار صار بدا، لم نطلقه كعنوان ظرفي يرمي إلى تعبئة الناس من أجل استحقاق انتخابي على أهميته، إنما من إدراكنا أن الوضع لم يعد يحتمل ويطاق في مختلف المجالات وعلى سائر المستويات. فلا السيادة بخير، ولا الدولة ومؤسساتُها بخير، ولا الوضعُ الاقتصادي بخير، ولا المواطن بخير، والبلاد تسير على طريقة سارحة والرب راعيها".
وشدد جعجع في مؤتمره الصحافي، على أن "استمرار هذا الوضع أدى ويؤدي إلى تيئيس الناس واحباطها وتخييرها بين الرحيل والهجرة، وبين العيش في شبه دولة، اي دولة بالاسم وليس بالفعل، وهذا ما لن نسمح باستمراره وبتفاقمه"، موضحًا "أننا لم نقدِّم قوافل الشهداء والتضحيات والنضالات على مذبح الوطن من أجل أن يبقى المواطن اللبناني معلقًا بين الدولة واللادولة، بين الموت وخطر الموت، بين الخوف من الغد والهروب من الواقع".
ولفت جعجع إلى "أننا استبشرنا خيرًا حتى الآن في الأداء الجيّد لوزير البيئة فادي جريصاتي، ونحيي جهوده ومثابرته. "صار بدا" فعلًا وضعُ سياسة تنظيمية واضحة المعالم للمقالع والكسارات سواء سُمّيت مخططًا توجيهيًا أو خطة بعيدة المدى، أو خريطة طريق تفصل بين حق الاستثمار السليم في إطار القانون وبين منطق المتفلت والممارسات المافيوية. ومن غير الجائز استمرارُ الفوضى الكارثية القائمة، بل يجب المضيُّ قدما في اتجاه تحديد الإطار التنظيمي المطلوب ووضعه على نار حامية"، مبينًا أن "ما ينقصنا في لبنان هو الجرأةُ في اتخاذ القرارات وترجمتُها على أرض الواقع، بدءًا من وضع إطار قانوني وتنظيمي واضح ونهائي وجذري، وصولًا إلى اتخاذ قرارات جريئة بمحاسبة المسؤولين عن التشوهات الحاصلة، وما بينهما حصر وتحديد الجهات التي تعود إليها صلاحية منح التراخيص والموافقات. يجب ألا يغيب عن بال أحد ان تنظيم هذا الواقع الذي يشكل مصلحة وطنية وبيئية وإنسانية وحضارية جوهرية يمكن أن تستفيد منه الدولة لتغذية خزينتها بما هو حق لها وواجب على المستثمر، فتكون بذلك حمت الطبيعة وأمنت موارد تصرف حيث ينبغي".
وكشف جعجع "أود في هذه المناسبة أيضا أن أوجه التحية إلى الوزير السابق طوني كرم الذي على رغم الظروف السياسية غير المساعدة وغير الملائمة التي كانت سائدة لدى تسلمه وزارة البيئة، ولفترة وجيزة جداً، نجح في وضع الأسس التي نطمح إلى تحقيقها اليوم والتي اعترف بصدقيتها وعلميتها وموضوعيتها الأبعدون والأقربون. "صار بدا" قانونا واضحا ومتكاملا، والتذاكي والالتفاف عليه مرفوض. الاستثمار يجب أن يكون شرطه الأساسي احترام الطبيعة بجمالها وكنوزها ومعالمها البيئية وخصائصها البيولوجية. "صار بدا " قراراً يضع حدا للقضم المتواصل والتشويه العشوائي لطبيعتنا، وإلزام المستثمر بإزالة التشويه وإعادة التشجير وفق معايير علمية وبيئية، بعد الانتهاء من الاستثمار".
وجدّد جعجع تأكيده أن "الأرض أرضنا، والجبال جبالنا، والبيئة بيئتنا، وجبالنا التي بقيت عصية على مختلف انواع الاحتلالات لن نسمح للمقالع والكسارات بتدميرها. نجح أجدادنا وآباؤنا في تحويل المعالم الجرداء والصخرية إلى جلول للزراعة وحقول خصيبة ساعدتهم في الصمود والمقاومة في وجه الطامعين ولن نسمح اليوم لأصحاب الأطماع أن يشوهوا ما صنعه الله وحفظه البشر من حجر وشجر".