على طريقة "مين قبل الدجاجة أو البيضة؟" إنشغل أمس معظم من تابع الامتحانات الرسمية في توزيع مسؤوليات الأثمان التي تكبدّها التلاميذ الذين حُرموا من الدورة العادية لامتحانات الشهادة المتوسطة، بين "الوزير بلا قلب"، "الحق على الاهل"، "إدارة المدرسة نصّابة"، "وين التفتيش؟"... تضاربت الآراء وانقسمت الأسرة التربوية، و"ضاع الشنكاش".
في الأروقة المظلمة...
إلاّ انّ القضية أبعد من "ورقة بالزايد أو بالناقص"، ليكتمل ملف المدرسة الفلانية أو غيرها. وفي التفاصيل، يروي المصدر التربوي المسؤول لـ"الجمهورية"، "عن مخطط أشبه بمسلسل عمره سنوات، تعمل على أساسه بعض إدارات المدارس الخاصة "الفاتحة ع حسابها"، معتمدة أسلوباً مافيوياً، يسيّر فيها أصحاب المدارس أمورهم بسياسة فرض الامر الواقع. إذ في كل سنة يُراجعون مرجعياتهم السياسية قبل ساعات قليلة من الامتحانات الرسمية لكي تضغط تلك المرجعيات على وزير التربية، مرة تحت عنوان "حرام نضيّع مستقبل التلاميذ"، ومراراً بعنوان "مرقلّي لمرقلك".
ويستشهد المصدر نفسه بحادثة غريبة حصلت مع أحد وزراء التربية في السنوات الاخيرة، والتي تُظهر كم الفساد المستشري في عمل بعض المدارس القائمة على التنفيعات، فيقول: "سأل الوزير خلال جولته احد المرشحين ما إذا كان يعرف زميله في القاعة نفسها والذي حضر معه من المدرسة نفسها، فأكّد الطالب انّه لا يعرف زميله، وتبيّن انّ معظم المجموعة لا تعرف بعضها، علماً انّهم أتوا من المدرسة نفسها. وأغرب من ذلك، وبعد البحث والتدقيق تبين انّ أحد المرشحين يسكن في منطقة حدودية نائية وقد عجز عن تحديد المكان الجغرافي لمدرسته التي تقع في عمق بيروت لعدم تردّده إليها. هذا غيض من فيض لإدارات تهتم فقط بتسجيل طلابها صورياً مقابل تقاضي الاموال".
لماذا علت الصرخة هذه السنة تحديداً وتعرقلت أمور بعض المرشحين، يُوضح المصدر: "كان الابتزاز سيّد الموقف لسنوات وتحت عنوان الاستثناءات تسيّر تلك الإدارات أعمالها، وفي هذه الدورة ظنّ أصحاب تلك المدارس انهم سيكسبون رهانهم وتنجح إتصالاتهم في تمرير الأسماء في الساعات الاخيرة عبر استحصالهم على تواقيع إستثنائية. إلا انّ شهيب حاول وضع حدٍ لهذا المسلسل، فعلت الصرخة، مع الإشارة إلى انّ وزارة التربية وجّهت إنذارات كثيرة للمدارس تذكّرها بالمواعيد وبآلية التقدّم من الامتحانات، ولكن "دق المي مي"، والاسوأ، انّه تبين غياب أي أثر لبعض المدارس، فهي من الاساس لا تملك ملفاً".
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا