جاء ذلك خلال لقاءين عقدهما رئيس مجلس النواب نبيه بري مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد ومع وفد من أمناء تحالف القوى الفلسطينية، وتخللهما لقاء قصير بين الوفدين في عين التينة.
فقد استقبل بري عند الأولى بعد الظهر عزام الأحمد والسفير الفلسطيني أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات، في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك وعضو المكتب محمد جباوي.
الأحمد
وبعد اللقاء الذي تلاه لقاء قصير مع وفد قوى التحالف الفلسطيني قال الأحمد: "سعدنا بلقاء الرئيس بري حيث اعتدنا أن نبقى على تواصل دائم معه. الرئيس بري أحد الأعمدة اللبنانية والعربية في نضالها من أجل قضيتها الأولى المركزية القضية الفلسطينية، والدفاع عن القضايا العربية عموما. ونحن في مرحلة خطيرة بل هي أخطر ما واجهته الأمة العربية منذ عشرات السنين وهي ما يسمى بصفقة القرن، والتي تحت هذا الإسم العجيب الغريب السخيف تحتمي الإدارة الأميركية برئاسة ترامب متحالفة مع اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو، من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة اسرائيل الكبرى والتي بدأت خطوات تنفيذها منذ أكثر من سنة ونصف، ونحن في القيادة الفلسطينية في معركة لن تتوقف منذ ديسمبر 2017، في مجابهتنا للإدارة الأميركية في كل الساحات الدولية، ومع اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو".
أضاف: "أكد الرئيس بري على الموقف الثابت للقيادة اللبنانية والشعب اللبناني، والذي لمسته في زيارتي التي اختتمها اليوم باللقاء مع دولته. وقد شعرت بهذا الموقف لدى تسليمي رسالة الرئيس (الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن للرئيس (رئيس الجمهورية العماد) ميشال عون، ولقائي مع دولة رئيس الوزراء وكل اللقاءات التي جرت مع الرسميين والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية، وسألتقي قريبا الفاعليات السياسية اللبنانية كافة والرؤساء الروحيين للطوائف كافة.
الموقف اللبناني واحد، ولعل الموقف الذي أعلن خلال وجودي وقبل وصولي مرارا أن لبنان لن يشارك في ورشة البحرين التي هي ليست قضية اقتصادية بل تتناول أخطر جانب في صفقة القرن، ويريدون أن يبتزوا العرب مليارات الدولارات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية قضية اللاجئين، يعتقدون أنه باستطاعتهم رشوة فلسطين ولبنان والأردن من أجل توطين الفلسطينيين واغلاق قضية اللاجئين، وهذا لن يكون".
ولفت: "كانت البداية بعدم المساهمة في ميزانية الأونروا، لكن تكاتفنا جميعا وتمكنا من سد الثغرة المالية في الأونروا للعام 2019، وسنكون إن شاء الله قادرين على استمرارها أولا لتقوم بمسؤولياتها السياسية وتعريف من هو اللاجئ. اللاجئ هو من طرد من فلسطين وأحفاده وأحفاد أحفاده إلى أن يعودوا جميعا إلى وطنهم فلسطين وفق قرار الأمم المتحدة 194".
وقال: "اليوم مصادفة هو يوم مشؤوم، وأمس كان آخر يوم في القتال البشع الذي جرى في غزة عام 2007. سماه البعض الحسم وسماه البعض الإنقلاب وسماه البعض التمرد. ليس هذا هو الموضوع، اليوم ذكرى مرور 13 عاما على الإنقسام (الفلسطيني) والرئيس بري في كل لقاءاتنا بل هو على تواصل دائم، ومؤخرا قام بحركة نشطة منذ أكثر من شهر، وكانت إحدى النقاط التي ناقشناها أثناء لقائنا هو أنه يجب إنهاء الإنقسام ومن يريد أن يتصدى لحلم إسرائيل الكبرى فعلا علينا أن ننهي الإنقسام أولا في الساحة الفلسطينية ونضع حدا لمحاولة تقسيم أمتنا العربية. وعلينا ان نفشل صفقة القرن من جذورها ليس فقط نخوض معارك ونرهق أنفسنا ويلهونا عن مجابهتنا للإحتلال الإسرائيلي.
لذلك ركز الرئيس بري على هذه المسألة، وأثناء وجودي عند دولته، هناك عدد من الأخوة الفلسطينيين منهم من قيادة حماس ومن قيادة الجهاد ومن الصاعقة، والقيادة العامة، والذين أعرفهم أسميهم. ولقد التقينا لدقائق ولنا موقف موحد نعبر عنه وعبرنا عنه ويعبر عنه الجميع، وعبر عنه أيضا الرئيس بري ولبنان بأجمعه. كلنا ضد صفقة القرن، وهذا يلقى علينا مسؤولية كيف نفشل ورشة المنامة المتفرعة من صفقة القرن ونمنع انعقادها قبل أن تعقد، وإذا لم نتمكن من منع انعقادها نفرغها من انعقادها قبل أن تعقد.
وأنا أقول لكم حتى تحركنا كقيادة فلسطينية والموقف الفلسطيني الرافض للمشاركة بها وفكرتها أنهاها عمليا، وعندما انضم لبنان وقال لا أنهاها بامتياز، لذلك نأمل أيضا لقاء دولة الرئيس بري مع أخوتنا الفلسطينيين الذين تركتهم مجتمعين معه، أن تنجح جهود دولته في جعل الكل الفلسطيني كما وقف موقفا موحدا في رفض محاولة تصفية القضية الفلسطينية ورفض صفقة القرن، أن ننهي الإنقسام البغيض في هذا اليوم الذي يصادف في ذكرى مرور 13 عاما على الإنقسام".
التحالف
ثم التقى بري وفد أمناء والقيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية الذي ضم: نائب رئيس حركة "حماس" صالح العاروري، وحسام بدران وأحمد عبد الهادي عن الحركة، وعضو المكتب السياسي ل"الجهاد الإسلامي" أبو سعيد ومسؤول لبنان إحسان عطايا، وعن قيادة "الجبهة الشعبية- القيادة العامة" خالد جبريل وأبو كفاح غازي، وأمين حركة "فتح الإنتفاضة" أبو حازم ومسؤول لبنان أبو هاني، وعن "الصاعقة" أبو حسن، وعن "جبهة التحرير الفلسطينية" نائب الأمين العام أبو نضال ومحمد ياسين، وعن "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" الأمين العام خالد عبد المجيد وشهدي عطية، في حضور حايك وجباوي.
وبعد اللقاء صرح صالح العاروري باسم الوفد فقال: "تشرفنا بلقاء الرئيس بري وكانت هناك نقطتان أساسيتان على جدول أعمالنا: النقطة الأولى البحث في موضوع صفقة القرن وهو المشروع الأميركي الذي تصممه الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية على مقاس المصالح الصهيونية والإضرار بالمنطقة كلها على حسب الرؤية الأميركية. هناك موقف فلسطيني موحد لكل هذه الفصائل على رفض صفقة القرن والمشروع الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية لحساب الكيان الصهيوني، وموقف دولة الرئيس أيضا موقف واضح وثابت وقاطع برفض هذه الصفقة وكل أدواتها ونتائجها. وندعو جميع القوى الفلسطينية والأخوة المشاركة هنا على أن يكون هناك ثبات وتمترس خلف هذا الموقف، ولدينا قناعة تامة بأن الإلتفاف الفلسطيني الموحد حول رفض صفقة القرن سيفشل هذه الصفقة مهما كان هناك من محاولات وضغوطات وإغراءات لتمريرها.
الموضوع الثاني هو موضوع الوجود الفلسطيني في لبنان أيضا نحن متفقون ودولة الرئيس وجميع القوى الفلسطينية على رفض التوطين الفلسطيني في لبنان، باعتباره عنوانا لتنازلنا عن حقنا التاريخي والوطني في أرضنا وبلدنا فلسطين، ولذلك نحن نرفض التوطين ليس في لبنان فحسب بل في كل مكان. الفلسطيني وطنه بيته في فلسطين، هذا وطننا ولن نرضى له بديلا رغم أن لبنان وكل دولنا العربية والإسلامية هي بيوتنا ولكن وطننا الذي يجب أن نعود إليه هو فلسطين".
أضاف: "وتكلمنا في أوضاع الفلسطينيين في لبنان، وحقهم في أن يكون لديهم حياة كريمة مثل إخوانهم اللبنانيين، وهذا لا يتعارض بحال من الأحوال مع الحق الوطني في العودة الى فلسطين. هناك ان شاء الله توافق بين هذه القوى مع دولة الرئيس في كل ما يتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان وبحقوق الفلسطينيين وبسلاح الفلسطينيين داخل المخيمات أيضا، والإلتزام الفلسطيني بأن يكون هذا السلاح رمزا لاستمرار نضالهم وقضيتهم الوطنية وليس لأي صراعات داخلية أو لأي استخدامات داخل الساحة اللبنانية، وجميعنا كفصائل ملتزمون بأن هذا السلاح هو رمز لاستمرار النضال والعودة إلى فلسطين، وليس لأجل صراعات داخلية بيننا بأي حال من الأحوال، شاكرين دولة الرئيس بري وآملين ان شاء الله أن يكون هذا الموقف الصلب الفلسطيني واللبناني صخرة تتحطم عليها كل المؤامرات على قضية فلسطين ولبنان والمنطقة العربية جميعا".