الوضع الدّاخلي 'منهمكٌ' بعنوانَيْن.. ووفدٌ روسي رفيع في بيروت

أفادت صحيفة "الراي" الكويتية بأنّ بيروت تتهيّأ لأسبوعٍ سيشهد استئناف جلسات مجلس الوزراء بعد مرور "قطوع" تصدُّع التسوية السياسية بفعل اهتزاز العلاقة بين فريقيْ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري قبل معاودة ترميمها.

وأشارت "الراي" إلى أنّ الوضع الداخلي يبدو منهمكاً بعنوانيْن، إلى جانب استكمال بحث مشروع موازنة 2019 في مجلس النوّاب، وهما:

أولاً ملف النازحين السوريين في ضوء كلامٍ "اشتباكي" أطلقه رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل وبدا مؤشراً إلى عودة هذه القضية إلى دائرة الاستخدام الداخلي إما لشدّ العَصَب وإما لتصفية حسابات سياسية.

وفيما كانت الكواليس السياسية تضجّ بأزمات سياسية نقّالة، سواء على جبهة قضية التعيينات الإدارية التي بدأ إعداد "خريطة تَقاسُمها" وما تنطوي عليه من استشعار أطراف وازنة بمحاولاتٍ لإقصائها، مثل "القوات اللبنانية"، أو على صعيد الشعور المتزايد لدى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بوجود سلوكٍ لتطويقه ومحاصرته، مضى باسيل في المعركة التصاعُدية على جبهة ملف النازحين السوريين، معلناً "أنّنا لن نقبل أن يُشوَّه كلامنا".

وأكّد أنّ "تجربة اللاجئ الفلسطيني لن تتكرّر مع النازح السوري، ولبنان يتعرض لمؤامرة وهناك مخطط لتوطين النازحين السوريين" ، مشدداً على أن "كلّ مَن يتّهمنا بالعنصرية في موضوع عودة النازحين إلى بلدهم هو مستفيدُ أو مُتآمِر".

ولفت إلى أن "المتآمر ظهر في العام 2011 واليوم يغطي منع عودة النازحين إلى لمصلحة الأجانب"، داعياً إلى "اتخاذ قرار على مستوى الحكومة والدولة للعمل على الإعادة إلى المناطق الآمنة، لا سيما أن أكثر من 70% من أراضي سورية أصبحت مستقرّة وآمِنة".

وفيما كانت أوساط سياسية تسأل عن سرّ عدم استجابة الحكومة السورية مع الرغبة اللبنانية، ولا سيما من حلفاء النظام السوري، في عودة النازحين "اليوم وليس غداً" وعبر الآلية التي يشرف على تنفيذها الأمن العام، لفت نشْرُ خلاصات دراسات جامعية رداً على ما يثار سياسياً وإعلامياً حول مجمل ملف النزوح وأخطاره، علماً أنّ هذا الموضوع سيشكّل ابتداء من بعد غدٍ محور لقاءات وفد روسي رفيع في بيروت.

أما العنوان الثاني فهو ترسيم الحدود اللبنانية وبتّ النزاع البري والبحري مع إسرائيل. وفيما كانت بيروت مشدودةً في هذا الإطار إلى مهمة الديبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد الرامية إلى التفاهم على "اتفاق إطار" لمفاوضاتٍ لبنانية - إسرائيلية غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة ومتابعة واشنطن والتي تضرب الأسبوع الطالع موعداً مع عودة ساترفيلد ومعه أجوبة إسرائيلية حول الـ"لاءات اللبناني" حيال المدى الزمني للتفاوض وتَزامُنه براً وبحراً ومسائل أخرى مثل رفْض أي ربط لهذا الملف بصواريخ "حزب الله"، قفز إلى الواجهة موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في ضوء تقارير كشفت عن تلقي لبنان رسالة من الحكومة السورية تحضّ على البدء بترسيم الحدود البحرية، بما يتعلق بحدود البلوكين النفطييْن الشماليين 1 و2 وذلك بناء على رغبة روسية.

وكان لافتاً إعلان وزير الدفاع إلياس بوصعب أن "لا شيء مغلقاً على طلب التعاون مع روسيا أو أي دولة أخرى، ونحن الآن لدينا معطيات بأن سوريا تريد ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وروسيا موجودة في هذه المنطقة، وعند هذه الحدود بالذات".

وقال في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، قبل زيارته لموسكو في الفترة بين 24 و27 الجاري، "قد يكون لدى روسيا مصلحة اقتصادية في ذلك، خصوصاً أن نوفاتيك موجودة في البحر، وبدأت العمل بالفعل على استخراج الغاز من البلوكات في لبنان، وقد يكون لديها دور في البلوكات الموجودة في سوريا، وعليه ستكون هناك مصلحة لترسيم الحدود البحرية، ومن هنا يمكن أن يكون لروسيا دور إيجابي لتسريع هذه المهمة".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى