وتشدّد المصادر "القواتية"، على أنه "كان هناك تقاطع في النظرة والرؤية للممارسة السياسية اليومية، بين الرئيس الحريري والحكيم"، لافتة إلى أنه، "كذلك الأمر، كان التوافق موجوداً على المستوى الاستراتيجي، بما يتعلق بحماية لبنان وموقعه، في الوقت الذي أبدى رئيس الحكومة لضيفه حرصه على أن معيار الكفاءة يكون أساسياً، وهو ما شدد عليه الدكتور جعجع الذي أكد أن المدخل لبناء المؤسسات، هو التمسك بآلية التعيينات التي تشكل مخرجاً لكل القوى السياسية، وقد تم التوافق على هذا الموضوع"، كاشفة أن الرئيس الحريري، وبعد هذه التراكمات السياسية التي حصلت، سيذهب باتجاه نهج مختلف، وبمزيد من الإصرار على مواجهة كل من يريد ضرب الاستقرار والانتظام، وسيكون في طليعة المتصدين لهذا الجو.
وإذ تذهب المصادر إلى حد القول أن اجتماع بيت الوسط، كان أكثر من ممتاز، فإنها تعرب عن أملها في أن يصار إلى اعتماد آلية التعيينات لضمان نجاح هذه الخطوة، كونها باتت تشكل مطلب القوى السياسية في معظمها، باعتبار أن أي آلية بالنسبة إلى القوات، تشكل المدخل الأساس لإيصال الشخص الكفؤ إلى المكان الذي يجب أن يكون فيه، وبالتالي فإنه في حال حصول هذا الأمر، سيشكل خطوة إضافية نحو بناء دولة المؤسسات، مؤكدة أن "تمسك الرئيس الحريري بآلية التعيينات، سيكون كفيلاً بإعطاء كل طرف سياسي حقه، لإن القوات والرئيس الحريري لا يريدان منطق المحاصصة، بل منطق التعيين الذي يدخل ضمن آلية ويعطي للمؤسسات جوهرها ويحصنها عن التدخلات السياسية".
ودعت "القوات" المكونات السياسية الأخرى إلى دعم الرئيس الحريري، في السير وفق آلية تعيينات توصل الشخص المناسب إلى المكان المناسب، وأن يصار إلى الالتزام بها من أجل إنجاز التعيينات التي أضحت ضرورة ملحّة، في ظل الشغور في عدد كبير من المراكز في مؤسسات الدولة التي تحتاج إلى تفعيل، مشيرة إلى أن "هذا الملف أصبح متقدماً جداً ولا بد من إنجازه لحسن سير هذه المؤسسات".
أما أوساط "المستقبل، فلا تختلف في نظرتها من التعيينات، عن موقف "القوات"، لكنها تشير إلى أن "الأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت، من أجل تعبيد الطريق أمام ولوج الطريق الصحيح لهذه التعيينات، وهذا الأمر لن يكون إلا بالتوافق على الآلية دون غيرها".