بعد النشيد الوطني، رحب معلوف بباسيل، شاكرا له "هذه الجولة في قضاء المتن، وكذلك راهبات الدير لاستضافتهن هذا اللقاء".
وقال: "المتن الشمالي وعد والمتن الشمالى وفى، وعد قبل الانتخابات، بأن المتن الذي كان وفيا للجنرال عون في السابق، سيبقى وفيا له، وهو في سدة الرئاسة، وهذا ما حصل، فالمتن هو القضاء الوحيد، الذي يمثله ثلاثة نواب ملتزمين بالتيار، على أمل أن يصبحوا اكثر ونحن نفخر بذلك".
وأشار إلى أن "المتن حرم من الإنماء لمدة طويلة، ولقد شعرنا أن شيئا يتغير منذ عشر سنوات حتى اليوم"، معددا "سلسلة مشاريع في البنى التحتية أنجزت، أو هي قيد الإنجاز في المتن، إضافة إلى تزفييت طرقات"، معتبرا أن "المتن ما يزال بحاجة إلى كثير من المشاريع، والتيار يعمل على إعداد مشاريع جديدة، ووضع مشاريع أخرى على السكة كطريق وادي الجماجم، طريق صنين - باكيش".
وكشف أنه "تمت الموافقة على تزفيت طريق بسكنتا لجهة كسروان، مما يفيد المنطقة، إضافة إلى مشروع تزفيت طريق شويا- الخنشارة - ضهور الشوير المروج، إضافة إلى الطريق الدائري لسد بقعاتا".
وأكد أن "كل مشاريع البنى التحتية في المنطقة، أصبحت على السكة" مشددا على "ضرورة تطوير هذه المنطقة، بعد الانتهاء من بناء السد، من خلال السياحة البيئية والدينية والترفيهية، وكذلك تطوير الزراعة وتنويعها".
وقال: "الوضع الاقتصادي صعب، وأن الهجوم على التيار ورئيسه كبير، وعلى فخامة الرئيس أيضا"، مذكرا "أننا أولاد قضية بدأت منذ ثلاثين سنة، وحققت الكثير، وما حققناه ليس أصعب مما ينتظرنا، نحن أولاد الرجاء وأولاد القيامة ونؤمن بمستقبل هذا البلد، وبقيادة الوزير باسيل وإدارته للتيار وبقيادة فخامة الرئيس للوطن، ونؤمن أننا سنحقق الأهداف التي وضعناها مع الشعب اللبناني".
بدوره، شكر باسيل "الراهبات الباسيليات الحلبيات، لاستضافة لقاء عائلة التيار والأصدقاء، في هذا المكان الذي يعبر عن وجودنا وعن تاريخنا ومستقبلنا، وعلى ما نحن مؤتمنون للمحافظة عليه".
وقال: "ما نقوم به في المتن مهم جدا، فإنشاء السدود وتزفيت الطرقات وغيرها من المشاريع هي حيوية وضرورية، وسد بقعاتا مهم في إنماء المنطقة وتطويرها"، مؤكدا أن "مفهوم الإنماء ليس شخصيا ومحدودا، بالإفادة المباشرة، بل بما يضيف من مشاريع سياحية ورياضية وبيئية، إضافة إلى وصل منطقتي كسروان والمتن عن طريق صنين - كفر بيان وطريق القليعات - بكفيا، ما يربط المنطقة بخطين أساسيين، ويؤمن الإنماء في البلد".
أضاف: "مشكلة اللبناني أنه يفكر بالإطار الضيق والمباشر للمشاريع، ويثمن الخدمات الفردية أكثر من العامة، لذلك أعتبر أن ما نقوم به تحديدا في سد بقعاتا وفي كل المشاريع المرتبطة به، سيحقق إنماء كبيرا للمنطقة، وستشكل منطقة جذب سياحي مهم وسنلحظ قيمتها السياحية والبيئة في المرحلة المقبلة".
وتابع: "هذه المشاريع أهم من الزفت، لذلك يجب المحافظة عليها، وتيارنا مؤتمن على الحفاظ على هذا التاريخ، لأنه الأساس، ونحن متجذرون فيه وشعبنا صامد، لذلك نحن ما زلنا نحافظ على هذا التاريخ، بالرغم من الحروب والأحداث والهجومات، وهذا الأهم، وهذا ما يجعلنا نصمد، ويظهر كم أن فكرنا منفتح وحدودنا أوسع من لبنان، ونتكلم عن مشرقيتنا، لأن لنا فكرا واحدا في الأردن وسوريا والعراق وفلسطين، من دون أن يلغي ذلك هويتنا، ولا يمس بوطننا وحدودنا واستقلالنا، بل يجعل انتماءنا وفكرنا أوسع".
وأردف: "نحن لم نصل إلى حالة التكامل الإنساني والاقتصادي والسياسي أكثر من أوروبا، فمن الطبيعي أن نحافظ على هويتنا، وفي الوقت ذاته على انفتاحنا وقدرتنا لنكون في فكر مشرقي واحد، وفكر إنساني أوسع، عندما يذهب اللبناني إلى كل دول العالم، وينجح ويندمج في كل العالم، وكيف يتحمل على أرضه ويستمر. فهذا جزء من صمودنا. ففي مرحلة سابقة، كنا نقاوم احتلالا أو وصاية أو أي تدخل أجنبي، إنما نحن اليوم في مرحلة يجب أن نقاوم فيها اقتصاديا، لنبقى في أرضنا، ونحن نقاوم عندما ننجز بالمياه وبالزراعة والصناعة، وعندما نحافظ على ما يميز لبنان، وتكون فيه السياحة الدينية مميزة عن غيرها، فهذه هي الثروة الحقيقية، وليس النفط وغيره، بل التاريخ في كل قرية من قرانا، الذي ورثناه، لا ثمن له، ويجب المحافظة عليه".
وأكمل: "وجودنا في هذا المكان، يؤكد أكثر فأكثر، كم أن أمانتنا كبيرة ومسؤوليتنا كبيرة، وصلاتكم ودعاءكم يجعلنا نؤمن بوطننا، ويكون لنا الإصرار والثبات والواجب، لنتحمل ونواجه كل ما نتعرض له من ظلم وتعد وتشف ونكد، فنحن نعمل وهمنا إنجاز المزيد من المشاريع لتنمية اقتصادنا، وفي المقابل نتحارب لأننا نعمل".
واستطرد: "مشكلتنا أننا نواجه عندما ينكفئ الجميع، وهكذا كان كل تاريخنا، فعندما يسلم الكل بالأمر الواقع، نحن لا نقبل به، وهذا جزء من سياستنا، حتى أن التفاهمات الداخلية، التي نصر عليها، هي جزء من مقاومتنا، لنبقى ويبقى البلد ولنحافظ على تعدديته وصيغته الفريدة، حتى أننا نجبر على أن نتفاهم ونتوحد حول كثير من الأمور التي نختلف عليها، فنتهم أننا جزء من منظومة الفساد، ولكن نقوم بكل ذلك، لنتمكن من إنجاز المشاريع من سدود وكهرباء ونفط وغاز وتقديم ما هو الأفضل للبلد، وندفع للأسف ضريبة هذا العمل، الذي هو أقل من واجباتنا".
وقال: "وجودنا اليوم، في هذه المنطقة العزيزة من المتن ومن لبنان، جزء من مقاومتنا الاقتصادية، لأن هذه السدود هي ثروة كبيرة للبنان، نحافظ عليها ونوفر على الشعب اللبناني شراء الماء، وفي الوقت عينه نحفظ للبنان ثروة هي أغلى من النفط ومن الغاز، وسيأتي الوقت الذي نعرف فيه قيمة هذه الثروة، التي ستسمح لنا بتعزيز سيادتنا واقتصادنا وماليتنا وكل وضعنا".
وختم "سينتهي العمل بالسد، الذي سيعزز هذه المنطقة، وسنواكب العمل مع النائب أدي معلوف، الذي يعمل على تعزيز الأمن المائي والاقتصادي لهذه المنطقة، ومهم جدا أن نحافظ على الجرد، ونبقى فيه، ونربط الطرقات ببعضها، لنبقى في جرد المتن، نزرع ونقاوم، لأن جردنا هو لبناننا، ومنه نحافظ على رسالة الصمود، نحن علينا أن نمدكم بوسائل الصمود وأنتم عليكم أن تبقوا وتصمدوا".