موازنة خيالية وفساد.. الكتائب: كبيرة المزحة هاي!

موازنة خيالية وفساد.. الكتائب: كبيرة المزحة هاي!
موازنة خيالية وفساد.. الكتائب: كبيرة المزحة هاي!
بعنوان "الكتائب: كبيرة المزحة هاي"، كتبت راكيل عتيق في صحيفة "الجمهورية": منذ الإنتخابات النيابية في أيار 2018 تحوّل حزب الكتائب اللبنانية إلى المعارضة "بالجملة" وليس "عالقطعة" فقط. بالنسبة إليه المعارضة ليست للمعارضة أو بسبب إقصاء، بل جرّاء منطقٍ سياسيّ وإداري مُعتمَد، يستهتر بمصلحة البلد ومواطنيه، ولم ينتج منه إلّا الهدر والفساد وإغراق الدولة على المستويات كلّها. الكتائب ليست قادرة بثلاثة نواب على مواجهة سلطة بكاملها تشكّل الغالبية في مجلس النواب وتحتكر الحكومة. وعلى رغم أنّّ الكتائب خُذِلت في إنتخابات 2018، وفي أكثر من تحرُّك في الشارع، يبقى تعويلُها الوحيد على الناس ليقولوا: "stop".

يقف حزب الكتائب وحيداً على جبهة المعارضة فبقية الأحزاب والتيارات الكبيرة دخلت في التسوية والحكومة. وحتى مَن قدّم نفسَه للناس معارضاً في إنتخابات 2018 دخل بالنسبة إلى الكتائب في "الـsystem والمحاصصة".

وعلى رغم حَمل الكتائب راية تأمين حقوق الناس الإقتصادية والإجتماعية والبيئية، كما السياسية، إلّا أنّ هذا الخطابَ لم يستمِل كثيرين في الإنتخابات. يُبرّر الكتائبيون "خذلان" الناس لهم بأنهم ربما لم يكونوا جاهزين حينها لتقبّل خطٍ معارض من هذا النوع وكانوا يتأمّلون تغييراً ما من الأطراف السياسية، إذ وُعدوا بمؤتمر "سيدر" والإصلاح ومحاربة الفساد.

وعلى رغم أنّ المعارضة كلّفت الكتائب خسارة مواقع في السلطة واستثنائها من المحاصصة والتعيينات، في المقابل لم تُكسبها إلى الآن تجاوباً أو تفاعلاً شعبياً كبيراً، إلّا أنّها ليست نادمة على خياراتها ومستمرّة في النهج نفسه، ولقد تأكد بالنسبة إليها، مع مرور كل يوم منذ 7 أيار 2018، صوابية الموقف الذي اتّخذته.

وفضلاً عن الأسباب البنيوية الكثيرة التي يجب أن تدفع الناس الى التحرك أو إسقاط السلطة، تنتظر الكتائب حدثاً ما يدفع اللبنانيين الى هذا الإتجاه، ويسأل كتائبيون: "كم مرة يجب أن يتقبّل الناس الإستهتار بهم لكي يحاسِبوا؟". لذلك إنّ الحزب جاهز وحاضر لتأدية دوره في الاتجاه الصحيح، فقد يُلاقي الناس وقد يناديهم هو في الوقت المناسب، ويقول لهم: "هيّا إلى الشارع".

لا يكتفي حزب الكتائب في هذه المرحلة من عمره السياسي بالتوجه إلى الناس بخطابٍ وجوديّ، بل يكبّ رئيسه النائب سامي الجميل وبقية المسؤولين في الحزب على درس الملفات كلّها وإيجاد الحلول وعرضها وتقديمها. وفي حين لا يعرف مسؤولون كبار في الدولة كم يبلغ سِعر ربطة الخبز أو ما هي نسبة الضريبة المفروضة على قطاعات معينة، يَظهر مقدار ضلوع مسؤولي الكتائب في "الشاردة والواردة" من الهموم الحياتية اليومية.

وبالنسبة إلى الكتائب هناك "فشل تام في التعامل مع كل الملفات، والإفلاس الذي وصلت إليه الدولة حصل لأنّ هناك أطرافاً أقرّت سلسلة الرتب والرواتب من دون تأمين إيراداتها، ووظّفت بطريقة غير شرعية وعشوائية، ولأنّ هناك فساداً وإبرامَ عقود خيالية، كذلك هناك أطراف استفادت على حساب المالية العامة".
ويظهر تركيز "الكتائب" على الموازنة كمفتاحٍ للتغيير ولتحسين وضع اللبنانيين بدلاً من "قهرِهم" أكثر. أمّا مشروع الموازنة الذي أقّرته الحكومة وتكبّ لجنة المال والموازنة على درسه حالياً، فهو بالنسبة إلى الكتائب "مزحة كبيرة وموازنة خيالية غير قريبة من الواقع".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى