مهرجانات الفرح أقوى من 'مدافعهم الصوتية'!

مهرجانات الفرح أقوى من 'مدافعهم الصوتية'!
مهرجانات الفرح أقوى من 'مدافعهم الصوتية'!
بالتوازي مع إنطلاق موسم المهرجانات الصيفية التي تزّنر لبنان بالفرح والأمل من شماله إلى جنوبه، ومن سهله مرورًا بجبله إلى الساحل، لا تزال أجواء التوتر السياسي هي المسيطرة في المقلب الآخر من وجه لبنان الجميل، الذي لا يزال أبناؤه يصرّون وبكل تصميم وعزم وقوة على رفض كل محاولات إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، من خلال نبش ما في الماضي من صور بشعة ومحاولات التذكير بمآسي الحرب وما تركته من حزن في كل بيت تقريبًا.

وعلى رغم كل هذه المحاولات التي تدفع الناس دفعًا إلى مهاوي اليأس والقنوط والكفر بكل شيء، وعلى رغم اللهجة الخشبية التي يستخدمها البعض في خطاباتهم السياسية، فإن المناعة لدى الشعب اللبناني الرافض سياسة "الموت الرحيم" تؤّمن له حصانة كافية تجعله يقاوم ويستمر، مع أنه لا يلمس أي إيجابيات على المستوى الحياتي، وذلك نتيجة سياسة "العين بالعين والسّن بالسنّ"، التي ينتهجها أكثر من فريق سياسي، والتي تُدخل لبنان في نفق مظلم لا يدخل إليه النور من الطواقي المحكمة الإقفال.

في الساحة السياسية، عاش لبنان أسوأ أسبوع يمكن وصفه بـ"الأسبوع الأسود"، وذلك لما تخلله من مواقف تصعيدية في اللهجة والتوجه، مع ما رافقه من إطلالات لشبح الحرب، والذي تمثّل بالحادث الأمني المؤسف في قبرشمون، والذي لا تزال إنعكاسات تداعياته حاضرة وبقوة، في كل اللقاءات السياسية، مع محاولات الرئيس نبيه بري  للتهدئة والمعالجة، مع إعطاء دور كبير للقضاء للفصل في ما هو حقّ وما هو باطل.

وقد يكون مشهد "تطيير" الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، والذي لم يتحدّد بعد الموعد الجديد لإنعقاده، من الأمور الفاقعة، والذي ترجم مدى التأزم السياسي على خلفية جواز إحالة حادث قبرشمون على المجلس أو عدم جوازه، وهذا ما أعاد التوتر إلى العلاقة المتوترة أساسًا، بين الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي وبين الوزير جبران باسيل وفريقه الساسي، مع تسجيل صمت مطبق لـ"حزب الله"، الذي يجد نفسه طبيعيًا في خط باسيل مع حرصه على ألاّ يُترجم أي موقف مؤيد له على أنه ضد رئيس الحكومة، وهو الذي يرفض "كسره".

أما على الساحة المقابلة، أي ساحة مهرجانات الفرح والأمل، فنرى فرقًا شاسعًا ومشهدًا مختلفًا، الأمر الذي يعكس إرادة الناس في كسر كل الحواجز المصطنعة، والإصرار على وضع حدٍّ لما يمكن أن يمنع عنهم هواء الترويح عن النفس، ورفض الواقع السياسي المأزوم والمفتعل. وهذا الأمر إن دلّ إلى شيء فإلى أن الناس في وادٍ وبعض السياسيين في وادٍ آخر، على رغم نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة، والتي قاطعها نحو نصف الشعب اللبناني، الذين أعتبروا أن أي قانون هو قانون  مفصّل على قياس الأشخاص أنفسهم، الذين يُستنسخون في كل دورة إنتخابية، على رغم أن هذه الإنتخابات قد أدخلت بعض الوجوه الشابة، التي وجدت نفسها محاصرة بـ"كارتلات" سياسية تحكم قبضتها على الحياة السياسية.

فهذه المهرجانات تبقي شعلة الأمل متقدة، وهي بمثابة "الصرخة الإيجابية" في وجه "المدافع" الصوتية والمواقف المتشنجة التي تصدرمن هنا وهناك، في كل مرّة تلوح في الأفق بعض البوادر الإيجابية.  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى