كتب حبيب معلوف في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان "دلو وقاية خير من طائرة إطفاء!": "كما في كل عام، يفترض أن يبدأ الآن "موسم" حرائق الغابات في لبنان. المعادلة بسيطة وواضحة: مع بداية جفاف الأعشاب والأغصان وزيادة درجات الحرارة، في مثل هذه الايام، يصبح كل ما هو يباس عرضة للاحتراق. واذا أضفنا الى الاسباب الطبيعية للحرائق، ضعف الإطار التشريعي والتنظيمي، وإهمال تنظيف جوانب الطرق، والحرائق المفتعلة التي تهدف الى تغيير اتجاهات استخدام الأراضي، من حرجية الى زراعية او بهدف البناء او إنشاء مشاريع تخريبية تصنف "سياحية"... تصبح المعادلة أوضح.
رغم ذلك، فإن شيئاً لم يحصل. ولا نزال - سنة بعد أخرى - نتكبد الخسائر ونحصد مزيداً من التراجع في مساحات الغابات.
بيّنت الاستراتيجية أن هناك حاجة لتحديث قانون الغابات الصادر عام 1949 وقانون العام 1991. إذ لا نزال نعاني من تعدّد المسؤوليات وتضارب الصلاحيات بين جهات وإدارات ووزارات عدة مثل البيئة والزراعة والداخلية (والدفاع المدني) والبلديات ومجلس الانماء والاعمار… ولم تستطع اي استراتيجية وخطط وقوانين أن تنظّم هذه العلاقة وتحدّد المسؤوليات، خصوصا في الجوانب الاسهل والاكثر اهمية، لناحية تطبيق "مبدأ الوقاية" وتجنب الحرائق قبل حصولها، والتي لا يعود ينفع معها تشكيل وحدة "ادارة الكوارث" بعد وقوعها!".
وقد أظهرت التجارب أن مبدأ الوقاية لم يحترم أثناء تناول هذا الموضوع الخطير على المستوى الرسمي… خصوصاً عندما أبرمت صفقات لشراء طائرات لإطفاء حرائق الغابات، بدل تطبيق اهم مبدأ للوقاية، وهو أن "الحريق اذا ما عرف في بدايته سهلت السيطرة عليه". هذا المبدأ كان يتطلب توظيف مراقبي احراج او "نواطير" او عمال بلديات، لمراقبة الاحراج في فصل الجفاف والحرائق وفي الأماكن المصنفة حساسة. وملايين الدولارات التي أُنفقت على شراء الطائرات (غير النافعة بعد ساعة من بداية أي حريق)، كانت كافية لتأمين وظائف لآلاف الطلاب الجامعيين الذين يقومون بمهمة المراقبة… كون الحريق في بدايته قد يحتاج الى ضربة غصن شجرة او دلو ماء. أما بعد ساعة، فقد لا تنفع معه سيارات الدفاع المدني ولا اسطول من الطائرات... اذا كانت صالحة للعمل!".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.