أخبار عاجلة

دولة 'القبضايات'.. وحرس ثوري نفطي في لبنان؟!

دولة 'القبضايات'.. وحرس ثوري نفطي في لبنان؟!
دولة 'القبضايات'.. وحرس ثوري نفطي في لبنان؟!

تكمن أهمية الدول التي تتمتع مجتمعاتها برخاء اقتصادي واجتماعي واستقرار سياسي وأمني بقدره مواطنيها على اختيار ممثليهم بحرية دون أية تأثيرات، والقدرة أيضا على المعارضة واعلاء الصوت عالياً في وجههم دون ورع او تردد. هذا الواقع ربما يعكس حقيقة مفادها ان المجتمعات التي تعاني من الأزمات على كل المستويات تفقد قدرتها على المعارضة والمواجهة والمطالبة بابسط الحقوق وما يحصل في لبنان اليوم خير مثال على ذلك فالشعب في حالة من الخدر الامر الذي يشرع الباب واسعاً امام بعض القوى السياسية الى استغلال السلطة حد التجاوز، طارحة بذلك مفاهيم سياسية جديدة، عابرة "بالطوائف" نحو منطق السعي للحصول على لقب " الاقوى" محاولة في آن تغيير الرؤية السياسية في بناء دولة وطنية جامعة عادلة الى رؤية سياسية لبناء دولة "القبضايات" ضاربين بذلك كل الثوابت والمبادىء التي قام عليها لبنان من تحت ركام الحرب من خلال وثيقة الوفاق الوطني-اتفاق الطائف .

 

بالطبع هذا المسار ليس مفاجئا فالمواقف والممارسات والتصريحات السابقة المستفزة والنافرة لبعض القوى في بعض المحطات كان لا بد من التوقف عندها مليا والعمل على كبح فراملها وهذا ما قام به رؤساء الحكومة السابقين ميقاتي والسنيورة وسلام بعد سلسلة تحذيرات سابقة من المساس بالطائف ومؤخرا من خلال زيارتهم للمملكة العربية السعودية باعتبارها راعي الوفاق الوطني اللبناني  والحريصة على وحدة وسيادة واستقلال لبنان والحفاظ على صيغة العيش المشترك . كل ذلك ليس من باب المواجهة ضد اي فريق داخلي وانما من باب دعوة من خرج او ينوي الخروج عن الميثاق او ادخال اي تعديل فيه للعودة والعمل على تطبيقه فعليا عوضاً عن السعي لتغييره عبر خلق اعراف تطيح بالعهد والعقد الاجتماعي الذي ارساه اتفاق الطائف.

 

لاشك ان احداث كثيرة شهدها لبنان في السنوات الاخيرة افرز عنها توقيع اوراق تفاهم ثنائية بين عدة قوى سياسية لبنانية منها استمر ومنها ما أصيب بانتكاسة، لكن العلامة الفارقة فيها انه لطالما انطوت على بنود سرية تحفظ  تمرير مصالح لطرفيها، وهذا ما كشفته البنود السرية لورقة "اعلان النوايا" بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية من محاصصة في المقاعد الوزارية، وهذا ربما ما يطرح في المقابل علامة استفهام عن مدى امكانية وجود بنود سرية ايضا قد تخفيها ورقة التفاهم المعلنة بين حزب الله والتيار الوطني الحر والتي أريد لها في حينها ان تعتمد كوثيقة وطنية تعمم على كل الاطراف. بالطبع لا يمكن فصل المسار السياسي لبعض القوى الماسكة بزمام السلطة عن ما يمكن ان تخفيه ورقة التفاهم من بنود، والتي لاشك انه لا يقف ربما عند حدود تعطيل الطائف وانما ايضا قد يطال ملفات اخرى لا تقل أهمية عنه كملف النفط الذي بدا واضحاً اهتمام حزب الله فيه من خلال مواقفه وخطاباته الاخيرة التي بدت تحمل عنوان وحيد وهو "خطاب النفط" هذا عدا عن انغماس الحزب بأدق تفاصيل التفاوض على ترسيم الحدود البحرية ودلالات ذلك جاءت في بيان صادر عن الحزب اكد من خلاله على موقفه الثابت والصريح في التصدي الحازم لاي اعتداء على حقوقهم النفطية والغازية والدفاع عن منشآت لبنان وحماية ثرواته .الامر الذي يفتح فصل جديدا في ملف الاستراتيجية الدفاعية التي من المتوقع ان تكون مادة النقاش التالية بعد الموازنة، هذا الفصل ليس مستبعدا ان يحمل في مضمونه طلب لحزب الله بلعب الدور عينه الذي يلعبه الحرس الثوري في طهران وذلك في حماية منشآت النفط اللبنانية بما بقطع الطريق على اي محاولة خارجية او داخلية للتصويب على سلاحه.

 

(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان