أخبار عاجلة
Brave تعلن محرك إجابات بالذكاء الاصطناعي -
يوتيوب تختبر ميزة جديدة للذكاء الاصطناعي -

عن 'قاضية الرحمة' والمادة 67 من الموازنة

عن 'قاضية الرحمة' والمادة 67 من الموازنة
عن 'قاضية الرحمة' والمادة 67 من الموازنة
المكان: قصر عدل بعبدا

الزمان:28 حزيران 2018

الموقوفون: 3 أشقاء من التابعية البنغلاديشية يعملون في لبنان

التهمة: إستبدال حقيبة سفر في مطار بيروت عن طريق الخطأ

الناظر في الدعوى: القاضية كرمى حسيكي وهي قاضية منفردة جزائية الجهة المدعية: لا أحد

بعد هذه البيانات المفصلة نبدأ بسرد القصة التي حدثت منذ عام وشهر، فقد وصل الى يد القاضية حسيكي ملف عن ثلاثة أشقاء موقوفين منذ أكثر من أربعة أشهر بتهمة إقدام أحدهم على تبديل حقيبة سفر مع مواطن لبناني في المطار بعد عودة "نور السلام" وهو إسم العامل البنغلاديشي من إجازة في وطنه. لم ينتبه نور السلام لإستبدال الحقائب، انهى الإجراءات المتبعة للقادمين في المطار وقصد منزله حيث يقيم مع شقيقه جمال السلام وشقيقته. لم يتسنَ للعامل المسكين فتح الحقيبة التي كانت تحتوي أغراضاً خاصة من ملابس وأحذية، إذ إن القوى الأمنية داهمت المنزل واقتادت الأخوة الثلاثة الى نظارة بعبدا حيث أبقت على الشقيقين هناك وساقت الفتاة الى سجن القبة في طرابلس. قبع الأخوة في السجن نحو 3 أشهر الى أن وصل ملف توقيفهم الى مكتب القاضية حسيكي التي أجرت مطالعتها لتكتشف أن لا وجود لأي دليل جرمي يدين نور السلام وشقيقيه. طلبت إحضارهم أمامها، فجرى سوق الشقيقين من النظارة والفتاة من طرابلس. أمام القاضية إنهار الأشقاء الثلاثة بالبكاء فبادرتهم بالقول "ما تبكوا وما تزعلوا رح أنظر بالقضية اليوم".

 

قناعة القاضية ببراءة الأشقاء وآلية لجوء القضاة المنفردين الى ربط تخلية السبيل بتسديد كفالة دفعا بها الى ختم التحقيق وتخلية سبيل الثلاثة مقابل كفالة مالية قدرها خمسين ألف ليرة لبنانية عن كل موقوف، ثم أحالت الطلب الى النيابة العامة لأخذ الجواب. وافقت النيابة على الطلب لكن المفاجأة الأولى تمثلت بعدم حيازة الأشقاء مبلغ الكفالة ما يعني عودتهم الى التوقيف الى حين تأمينه،أما المفاجأة الثانية فكانت بتسليم كاتب القلم بعد نحو نصف ساعة قوى الأمن الإخلاءات إذ إتضح أن القاضية حسيكي سددت المبلغ على نفقتها الخاصة. " "قاضية الرحمة" هو اللقب الذي باتت تحمله حسيكي من المحيطين بها بعد هذه الواقعة، فبادرتها انطلقت من حسٍ إنساني وهي حتماً لم تكن حينذاك في وارد استشراف مادة حملت الرقم67 من الموازنة العامة 2019 والتي ورد فيها ما حرفيته: "بصورة إستثنائية ولمرة واحدة فقط، يعفى جميع المحكومين الذين أمضوا مدة عقوبتهم وما زالوا مسجونين لعدم تسديد الغرامات المالية من أي نوع كان التي حُكموا بها ليصار الى إخراجهم من السجن، وتسليم المسجونين من غير اللبنانيين الى الأمن العام اللبناني لترحيلهم وفق الأصول، على أن يستثنى من هذا الإجراء المحكمون بجرائم تسهيل المخدرات".

من الواضح أن إدراج هذه المادة يدخل في إطار التخفيف من ظاهرة الإكتظاظ في سجون لبنان التي تشير الإحصاءات الى استحالة قدرتها على استيعاب نزلاء جدد بعد أن قارب الرقم 7000 سجين بين موقوف ومحكوم و2000 يتوزعون على نظارات قصور العدل والمخافر ووزارة الدفاع والمديرية العامة للأمن العام. إعتاد اللبنانيون على أن تتحول القرارات وبعض القوانين التي تأخذ صفة "الموقت" الى دائم مع ما يشوب هذا العرف من تداعيات سلبية، لكن من المؤكد أن المعنيين بملف السجون تراودهم أمنية أن تتحول المادة 67 من الموازنة الى "دائمة" وأن يحتذي قضاة لبنان والخيرون وهم كثر ببادرة وكرم القاضية كرمى... وللبحث صلة.



اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟