الحريري وابراهيم يعيدان تشغيل محركات الحل... مبادرات بالجملة تمهيداً لجلسة الثلاثاء

الحريري وابراهيم يعيدان تشغيل محركات الحل... مبادرات بالجملة تمهيداً لجلسة الثلاثاء
الحريري وابراهيم يعيدان تشغيل محركات الحل... مبادرات بالجملة تمهيداً لجلسة الثلاثاء
انتهى الشهر الأول بعد جريمة "البساتين"، من دون أن يتمكّن احد من الوسطاء من إحداث أي اختراق جدي في جدار المشكلة التي تحول دون انعقاد مجلس الوزراء. وبحسب مصادر مطلعة على موقف رئيس الحكومة سعد الحريري لـ"الأخبار"، فإن الأخير لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء من دون اتفاق مسبق على كيفية معالجة قضية "البساتين".

في هذا الوقت، عاود المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، العائد من الدوحة، مبادرته لحلحلة الازمة الحكومية، بلقاء النائب طلال أرسلان، ورئيس الوزراء. كما استقبل الأخير رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لاستكمال المشاورات الجارية لإيجاد حل لقضية حادثة البساتين.

الحريري يعيد تشغيل محركاته
اذاً، قرّر الرئيس سعد الحريري العمل، على نحو مباشر مع النائب السابق وليد جنبلاط، والفريق الاشتراكي على تدوير زوايا الموقف، بما يسمح بالدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، من دون إحداث خضة في الجلسة، على خلفية وضع أو عدم وضع احداث قبرشمون على جدول الأعمال، من دون الاتفاق المسبق، على ما يُمكن ان تؤول إليه الأمور، وفق مبادرة طرحها عليه الرئيس نبيه بري في الاجتماع الذي عقد بينهما اول من أمس واتفق ان يسوّقها الرئيس الحريري مع جنبلاط.
 
وبالفعل، استقبل الحريري جنبلاط، مساء أمس في بيت الوسط، ثم تناول المجتمعون العشاء لبحث المخارج الممكنة، وذكرت المعلومات ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أبدى ليونة في التعامل مع مبادرة برّي.

وكشفت مصادر المعلومات ان المبادرة المطروحة تقضي بعرض قضية قبرشمون على مجلس الوزراء، ضمن معادلة تصويت 15مقابل 15 صوتاً، الأمر الذي يعني ان لا قرار يتخذ وإذا ما اعيد التصويت يصبح ضم قضيتي الشويفات وقبرشمون إلى المجلس العدلي معاً.
 
لقاء بين عون وبري والحريري للحلحلة
في هذا الوقت، توقعت مصادر وزارية لـ"اللواء" ان يُشكّل لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيسين برّي والحريري على هامش احتفال تخريج دفعة من تلامذة ضباط الجيش مناسبة للتداول في موضوع الرسالة، وفي ملف الحكومة ما قد يدفع الرئيس الحريري إلى التريث في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد قبل إنضاج حل توافقي يحول دون تفجير الحكومة من الداخل.
 
ابراهيم عاد على الخط
في الموازاة، عاد فيه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط الوساطة بعد عودته أمس من الدوحة، بزيارة إلى خلدة بعيداً عن الإعلام، حيث التقى رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال أرسلان، لاطلاق جولة جديدة من المساعي لمعالجة تداعيات حادثة قبرشمون، ويتوقع ان يزور إبراهيم الرئيس عون في الساعات المقبلة.
وفي هذا الاطار، كشفت مصادر تيار "المستقبل"، عن الطرح الجديد الذي يسوق له اللواء ابراهيم لدى الفرقاء المعنيين، والذي يُفترض بحسب مسار الأمور أن ينجح هذا الأسبوع بفرض الحل مما يتيح لرئيس الحكومة الدعوة لعقد جلسة حكومية الاثنين او الثلاثاء المقبلين، مشددة على ان الحل ســهل بحال توفرت الإرادات الصادقة وصعب ومستحيل بحال استمر التعاطي مع الحلول بنفس العقلية، أو استمر أحدهم باعتبار ما يجري مؤامرات خارجية، خصوصا أن القاصي والداني بات يعلم بأن ما يجري هو شد حبال داخلي ومعارك توازنات داخلية.
 
الحزب الاشتراكي منفتح
ولفتت مصادر الحزب الاشتراكي لـ"اللواء" إلى أن الحزب تجاوب مع كل المبادرات التي طرحت لمصالحة تداعيات احداث الجبل، ووافق على احالة حادثة البساتين وحادثة الشويفات معاً إلى المجلس العدلي، أو التنازل عنهما معاً، إلا انه يرفض ان توضع الإحالة ضمن بند على طاولة مجلس الوزراء.
 
وكان الوزير أكرم شهيب، قد اشار في مقابلة مع "اللواء" إلى ان الأجواء المحمومة التي تعيشها البلاد تتطلب الحكمة وعدم الانحياز، وعلى موقع الرئاسة الأولى يجب ان يكون حكماً بين الجميع، لافتاً إلى اننا كنا بغنى عن حادثة الجبل لولا الخطاب المتشنج والمتنقل بسبب جنوح الوزير باسيل واستعجاله السلطة بعد ان يطوق جنبلاط في الجبل ويحد من صلاحيات الرئيس برّي في مجلس النواب وحصر سمير جعجع في معراب ورئيس "المردة" سليمان فرنجية في زغرتا، موضحاً بأن المشكلة ليست مع الوزير صالح الغريب بل مع من دفع الغريب إلى هذا العمل، ودعا إلى ترك موضوع حادثة قبرشمون للأمن والقضاء لأنه لا مصلحة لأحد باستهداف المصالحة في الجبل.
 
وكشف شهيب ان الوزير سليم جريصاتي هو من طرح موضوع تحويل الملف إلى المحكمة العسكرية، معتبراً ان الخوف من الحقيقة في ما حصل هو من اوقف المبادرات، وان الكمين الذي يتحدثون عنه هو في عقولهم فقط، لافتاً إلى ان القبول بالتصويت في الحكومة على المجلس العدلي يعني تأييد نظرية محاولة اغتيال الغريب، في حين ان ما حصل في الجبل كان محاولة فتح الطريق بالنار فتم الرد عليها.

القوات: لفصل الحكومة عن المسار القضائي
وفي هذا السياق، دعت مصادر في حزب القوات اللبنانية لـ"الديار" الى الفصل التام بين مسار جلسات الحكومة وبين مسار الامن القضائي في حادثة البساتين مشددة الى عدم العودة الى نغمة التعطيل وعند كل عنوان سياسي يصار الى استخدام المؤسسات الدستورية من اجل تحقيق اهداف محددة اي العودة الى مرحلة ما قبل التسوية الرئاسية حيث كانت تتعطل المؤسسات عند طرح اي ملف. واشارت المصادر الى ان حزب القوات اللبنانية يعتبر ان هذه السياسة مدمرة للبنان وما يحصل هو "خطيئة" خاصة ان الوضع لا يحتمل التعطيل وذلك يضرب فصل السلطات والاستقرار والاقتصاد في ظل مرحلة اقتصادية حرجة. ولفتت المصادر القواتية الى ان الحلف القائم بين القوات والرئيس الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي او ما يسمى بالحلف الثلاثي حسب المصادر القواتية يشكل حلفاً سيادياً وتوازنياً في لبنان ويحمل شعار لبنان اولا وكشفت هذه المصادر الى ان الحادثة المفتعلة لها اهداف تعطيلية محاولة لاسقاط الحلف الثلاثي اي القوات - الحريري - الاشتراكي انما سيواجه الحريري كل محاولات التعطيل وستسقط كل المحاولات الهادفة الى طرد هذا الثلاثي من الحكم وتحقيق اهداف بعيدة عن لبنان.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى