كتبت صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "معارك الجيش اللبناني عبر التاريـخ... لبيك لبنان!": "ترددت عبارات كثيرة في الزمن الماضي عند كل منعطف تتعرض فيه مؤسسة الجيش اللبناني للخطر، او لانتقادات سياسية، حتى اعتبر البعض انّ الجيش صار "مكسرَ عصا وفشّة خلق".. فالجيشُ شكّل منذ تأسيسه صمّامَ الأمان لوحدة لبنان وسيادته، وهذا ما أثبته في كل محطة وكل حرب استهدفت ربوع البلاد، وكان دائماً بالمرصاد غيرَ آبهٍ بالتضحيات مقدِّماً الشهداءَ على مذبح الوطن. هكذا يبقى الجيشُ خطاً احمر، وهو رمزُ السيادة ووحدة اللبنانيين...
معركة المالكية
في الحرب العربية – الإسرائيلية الأولى (1948)، كانت المالكية (البلدة الواقعة على مسافة نصف كلم من الحدود اللبنانية – الفلسطينية) موقعاً لمعارك دموية كثيرة بسبب طمع إسرائيل فيها. وتروي الزميلة ريما ضومط وقائع هذه المعركة التي أعدّت حولها بحثها الجامعي كيف انه في ليل الخامس عشر من أيار/ 1948، شنّت القوات الإسرائيليـة هجوماً خاطفاً للإستيلاء على البلدة والتلال المحيطة بها، فسارعت قوات الجيش اللبناني إلى اجتياز الحدود حيث تصدّى الملازم أول في الجيش اللبناني محمد زغيب ورجاله للقوات الإسرائيلية وتمكّنوا من استرداد السيطرة على المالكية.
وبحسب ما ذكرته وكالة «اسوشيتد برس Associated Press» عن تلك المعركة، أنه بعد أسبوعين تقريباً، ابتكرت اسرائيل خدعة متطوّرة لاحتلال القرية من جديد. فبدأت بشنّ هجوم على حامية القرية.. ثم تسلّل رتل إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية مستخدماً طريقاً مجاورة، وقارب القرية من الوراء زاعماً أنه رتل التعزيزات اللبنانية. سارت القافلة في طريقها بأمان ومرّت بعدّة قرى لبنانية واستقبلها السكّان بسرور معتقدين أنها قافلة لبنانية… هاجمت القافلة المالكيّة واستعادت السيطرة عليها في الساعات الأولى من صباح 29 أيار. وبعد حوالى أسبوعين، نجح الجيش اللبناني في استرداد القرية والتمسّك بها مدّة الصيف كله. ولكن تحت غطاء جوّي من الطائرات الحربية الإسرائيلية وضغط الهجوم البرّي الذي شنّته أربعة ألوية إسرائيلية في إطار عملية «حيرام»، تمكّن لواء شيفع (السابع) من اجتياح القرية في أواخر تشرين الأول 1948، وكان احتلال المالكيّة ضمن احتلال ما أصبح يعرف بـ"القرى السبع اللبنانية". استشهد في معركة المالكية عدد من جنود الجيش اللبناني على رأسهم قائد الحامية النقيب محمد زغيب (وقد سمّيت ثكنة الجيش في صيدا تيمّناً باسمه وتخليداً لذكراه) حيث منحه الزعيم العام قائد الجيش فؤاد شهاب وسام الأرز من رتبة فارس.
سجلّ مشرّف
لم يتأخّر الجيش في تلبية واجبه الدفاعي، مقدّماً التضحيات الجسام على مذبح الوطن، حيث أدّت الوحدات العسكرية اللبنانية قسطها في حرب حزيران/ يونيو عام 1967، إلى أن كانت المواجهات المباشرة عام 1970، في منطقة سوق الخان – حاصبيا، وعلى محوري بيت ياحون – تبنين وكفرا – ياطر عام 1972، حيث سجّل الجيش انتصارات مذهلة بوجه العدو الاسرائيلي. وقد تمكن احد الجنود من آل الزغبي من أن يدمّر بدبابته سبع دبابات اسرائيلية، قبل أن تقصف الطائرات الإسرائيلية دبابته وتصيبه بجروح وحروق، وقد أمر الرئيس سليمان فرنجية يومئذٍ بنقله الى الخارج للمعالجة، فيما وُضعت دباباته المدمرة في ثكنة صيدا كنصب وتذكار يرمز الى البطولة، وكُتب فوقها «الدبابة البطلة».
ومن الانتصارات التي حققها الجيش في صور عام 1975 مروراً باجتياحي 1978 و1982 وعمليتي تصفية الحساب عام 1993 وعناقيد الغضب عام 1996 ومواجهات عربصاليم وأنصارية عام 1997، وصولاً إلى عدوان تموز/ عام 2006 حيث قدّم الجيش حوالى 50 شهيداً في مواجهة العدوّ الإسرائيلي، وفي موقعة العديسة عام 2010، وصولاً الى دوره اليوم في مواجهة الإرهابيين في عرسال وفي كل منطقة في لبنان والعمل على تفكيك خلاياهم السرّية.
حرب نهر البارد بين أيار وأيلول 2007
قام إرهابيّو تنظيم "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بهجوم مفاجئ وغادروا الى بعض مراكز الجيش في محيط المخيم المذكور، وضواحي مدينة طرابلس. لكنّ الجيش استعاد زمام المبادرة فوراً، حيث قامت وحداته بردّة فعل سريعة، تمكًنت خلالها من استرجاع مراكزها والقضاء على الإرهابيين، مقدّماً 171 شهيداً ومئات الجرحى في هذه المعركة القاسية.
إشتباكات العديسة 2010
وقعت هذه الإشتباكات في شهر آب عام 2010 بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في بلدة العديسة الحدودية، إثر اختراق وحدات عسكرية إسرائيلية ما يُعرف بـ"الخط التقني" على الحدود.
وأسفرت هذه الإشتباكات عن استشهاد 3 عسكريين من الجيش اللبناني ومدني.
وتُعتبر هذه الإشتباكات من أعنف المواجهات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية منذ أحداث "حرب تموز".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.
معركة المالكية
في الحرب العربية – الإسرائيلية الأولى (1948)، كانت المالكية (البلدة الواقعة على مسافة نصف كلم من الحدود اللبنانية – الفلسطينية) موقعاً لمعارك دموية كثيرة بسبب طمع إسرائيل فيها. وتروي الزميلة ريما ضومط وقائع هذه المعركة التي أعدّت حولها بحثها الجامعي كيف انه في ليل الخامس عشر من أيار/ 1948، شنّت القوات الإسرائيليـة هجوماً خاطفاً للإستيلاء على البلدة والتلال المحيطة بها، فسارعت قوات الجيش اللبناني إلى اجتياز الحدود حيث تصدّى الملازم أول في الجيش اللبناني محمد زغيب ورجاله للقوات الإسرائيلية وتمكّنوا من استرداد السيطرة على المالكية.
وبحسب ما ذكرته وكالة «اسوشيتد برس Associated Press» عن تلك المعركة، أنه بعد أسبوعين تقريباً، ابتكرت اسرائيل خدعة متطوّرة لاحتلال القرية من جديد. فبدأت بشنّ هجوم على حامية القرية.. ثم تسلّل رتل إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية مستخدماً طريقاً مجاورة، وقارب القرية من الوراء زاعماً أنه رتل التعزيزات اللبنانية. سارت القافلة في طريقها بأمان ومرّت بعدّة قرى لبنانية واستقبلها السكّان بسرور معتقدين أنها قافلة لبنانية… هاجمت القافلة المالكيّة واستعادت السيطرة عليها في الساعات الأولى من صباح 29 أيار. وبعد حوالى أسبوعين، نجح الجيش اللبناني في استرداد القرية والتمسّك بها مدّة الصيف كله. ولكن تحت غطاء جوّي من الطائرات الحربية الإسرائيلية وضغط الهجوم البرّي الذي شنّته أربعة ألوية إسرائيلية في إطار عملية «حيرام»، تمكّن لواء شيفع (السابع) من اجتياح القرية في أواخر تشرين الأول 1948، وكان احتلال المالكيّة ضمن احتلال ما أصبح يعرف بـ"القرى السبع اللبنانية". استشهد في معركة المالكية عدد من جنود الجيش اللبناني على رأسهم قائد الحامية النقيب محمد زغيب (وقد سمّيت ثكنة الجيش في صيدا تيمّناً باسمه وتخليداً لذكراه) حيث منحه الزعيم العام قائد الجيش فؤاد شهاب وسام الأرز من رتبة فارس.
سجلّ مشرّف
لم يتأخّر الجيش في تلبية واجبه الدفاعي، مقدّماً التضحيات الجسام على مذبح الوطن، حيث أدّت الوحدات العسكرية اللبنانية قسطها في حرب حزيران/ يونيو عام 1967، إلى أن كانت المواجهات المباشرة عام 1970، في منطقة سوق الخان – حاصبيا، وعلى محوري بيت ياحون – تبنين وكفرا – ياطر عام 1972، حيث سجّل الجيش انتصارات مذهلة بوجه العدو الاسرائيلي. وقد تمكن احد الجنود من آل الزغبي من أن يدمّر بدبابته سبع دبابات اسرائيلية، قبل أن تقصف الطائرات الإسرائيلية دبابته وتصيبه بجروح وحروق، وقد أمر الرئيس سليمان فرنجية يومئذٍ بنقله الى الخارج للمعالجة، فيما وُضعت دباباته المدمرة في ثكنة صيدا كنصب وتذكار يرمز الى البطولة، وكُتب فوقها «الدبابة البطلة».
ومن الانتصارات التي حققها الجيش في صور عام 1975 مروراً باجتياحي 1978 و1982 وعمليتي تصفية الحساب عام 1993 وعناقيد الغضب عام 1996 ومواجهات عربصاليم وأنصارية عام 1997، وصولاً إلى عدوان تموز/ عام 2006 حيث قدّم الجيش حوالى 50 شهيداً في مواجهة العدوّ الإسرائيلي، وفي موقعة العديسة عام 2010، وصولاً الى دوره اليوم في مواجهة الإرهابيين في عرسال وفي كل منطقة في لبنان والعمل على تفكيك خلاياهم السرّية.
حرب نهر البارد بين أيار وأيلول 2007
قام إرهابيّو تنظيم "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بهجوم مفاجئ وغادروا الى بعض مراكز الجيش في محيط المخيم المذكور، وضواحي مدينة طرابلس. لكنّ الجيش استعاد زمام المبادرة فوراً، حيث قامت وحداته بردّة فعل سريعة، تمكًنت خلالها من استرجاع مراكزها والقضاء على الإرهابيين، مقدّماً 171 شهيداً ومئات الجرحى في هذه المعركة القاسية.
إشتباكات العديسة 2010
وقعت هذه الإشتباكات في شهر آب عام 2010 بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في بلدة العديسة الحدودية، إثر اختراق وحدات عسكرية إسرائيلية ما يُعرف بـ"الخط التقني" على الحدود.
وأسفرت هذه الإشتباكات عن استشهاد 3 عسكريين من الجيش اللبناني ومدني.
وتُعتبر هذه الإشتباكات من أعنف المواجهات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية منذ أحداث "حرب تموز".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.