أخبار عاجلة

الإنتخابات النيابية المبكرة... وكأنها تحصل غداً!

الإنتخابات النيابية المبكرة... وكأنها تحصل غداً!
الإنتخابات النيابية المبكرة... وكأنها تحصل غداً!

بدأ "حزب الله" حشد ماكينته الإنتخابية في قضاء صور تحضيراً للإنتخابات الفرعية التي ستقام بعد إستقالة النائب السابق نواف الموسوي إثر الأحداث التي رافقته في الفترة الأخيرة، وبعكس كل التقديرات، فإن الحزب لن يقوم بجهد كبير لكي تحصل إنتخابات بالتزكية بل سيعمل على إجراء إستفتاء لفحص القاعدة في بيئته الحاضنة أولاً، وللإستخدام الرقم الذي سيحصل عليه مرشحه في حججه السياسية – الإعلامية المواجهة للعقوبات الأميركية، أي للإثبات مجدداً أنه يمثل حالة شعبية، وتالياً فإن وضع النواب على لائحة العقوبات هو إستهداف للشعب اللبناني وليس لتنظيم مسلح.

لكن "حزب الله" ليس وحيداً من يحضّر للإنتخابات الفرعية (المبكرة) فعلى مستوى لبنان، شخصيات سياسية وإجتماعية تعمل كأن الإنتخابات النيابية ستحصل غداً، في حين أن آخرين من المتحمسين لدخول الندوة البرلمانية إختفوا بعد سقوطهم ليعودوا مجدداً قبل شهر من الإنتخابات المقبلة لإقناع الناخبين أنهم أهل للإختيار.

في الأقضية ذات الغالبية الشيعية، لا يعمل أحد لمنافسة الثنائي الشيعي، لا أحزاب ولا شخصيات ولا مجموعات سياسية، الغياب شبه كامل، بإستثناءات هامشية، كالمجموعة السياسية التي تعمل في منطقة صور، والتي تستمر بالإجتماع ومحاولة إستقطاب اليساريين القدامى اليائسين من الحزب الشيوعي وقيادته، والتي تضم بعض الشخصيات مثل الصحافي حسان الزين، كذلك فإن الحراك البسيط للمحامي معن الأسعد الذي لا يخرج من عباءة الثنائية، يوحي بالطموح الحذر لهذه الشخصية، في المقابل يختفي خصوم "حزب الله" بالكامل عن المشهد، من أحمد الأسعد المرشح الدائم للإنتخابات، وصولاً إلى الحزب الشيوعي وغيرهم.

تختلف بعلبك نوعاً ما، فـ"حزب الله" يعمل بجهد على الشارع السني في تلك المنطقة، خصوصاً أن الأعباء النفسية والتجييشية للحرب السورية إنتهت، في مقابل غياب كامل لماكينة تيار "المستقبل"، أما حزب "القوات اللبنانية" فيعمل كأن الإنتخابات لم تحصل، وأنه بحاجة لحشد قواه مسيحياً بإستمرار، وهذا ما يقوم به النائب الحالي أنطوان حبشي.

عمل "حزب الله" في الساحة السنية يطال صيداً أيضاً، في حين يعمل النائب الحالي أسامة سعد على تثبيت قاعدته الشعبية ووقف إستنزافها.

في جزين، الناشط الأول هو النائب السابق أمل أبو زيد، لا يترك فرحا أو عزاء إلا يُشارك به هو ووالده، ويسعى بإستمرار إلى تأمين خدمات عبر التوظيف وغيرها لأهالي منطقة جزين، في حين أن النائب زياد أسود يعتمد، كما دائماً، على خطابه السياسي العالي النبرة الذي يُعجب رئيس "التيار" جبران باسيل، الأمر الذي قد يعّوض عن الخدمات الغائبة كما حصل في الإنتخابات الماضية.

كاثوليكياً، فإن الغياب الكامل للنائب سليم خوري لم يجد حتى اللحظة من يملأه، في ظل ضعف الشخصيات الكاثوليكية العونية الأخرى، لكن منسق أقضية الجنوب ماهر باسيلا يعمل دائماً على تحصين وضعه حزبياً تحسباً من إختيار باسيل له ليكون مرشحاً في أي إنتخابات مقبلة في حال تعذر إيجاد جزيني كاثوليكي.

في البقاع الغربي ماكينات إنتخابية كبرى لا تهدأ، يقودها الوزير حسن مراد ووالده النائب عبد الرحيم مراد، لا شيء في ماكينة الوالد وابنه يوحي بأن الإنتخابات ستجري بعد سنوات، يعمل هؤلاء كأن الإنتخابات حاصلة غداً، يستلمون وصولات أعطوها للناخبين قبل الإنتخابات الماضية لينفذوا تعهداتهم الخدماتية اليوم، حتى أنه يمكن وصف ما يقومان به بأنه عمل دولة ضمن الدولة، من التزفيت إلى فتح الطرقات الزراعية إلى فتح الطرقات التي تغلقها الثلوج في الشتاء، أضفّ إلى ذلك طبعاً الخدمات التربوية التي يستغلان فيها مؤسساتهما التربوية، حتى أن الوزير مراد يستغل زيارة أي وزير حليف إلى قضائه ليقيم له عشاء شعبيا كبيرا يشبه المهرجانات الإنتخابية...

لكن مراد ليس وحيداً في هذه الدائرة، ينافسه فيها الوزير والنائب وائل أبو فاعور، ماكينة الخدمات المتنقلة، فرجل رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" الأول، لا يترك تفصيلاً في البقاع الغربي إلا يتابعه، يفتح باب الخدمات في الدولة على مصراعيه للدروز والمسيحيين تحديداً، وهو على هذه الحالة منذ توزيره الأول قبل سنوات.

أما المرشح السابق عن المقعد الأرثوذكسي غسان سكاف، الذي أراد منافسة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي فقد إختفى عن المشهد، هو يعمل فقط على التنظير السياسي الإقليمي في لقاءات نخبوية، مع بعض الخدمات الطبية مستفيداً من منصبه الرفيع في مستشفى الجامعة الأميركية، في حين أن خصمه، يستمر في تغذية زعامته في إستقبالات إسبوعية وعلاقات مكوكية مع القوى السياسية الأساسية في المنطقة.

 

في بيروت الأولى، إستطاع نائب رئيس "التيار الوطني الحرّ" نقولا الصحناوي، إستيعاب الصدمة التي شكلها إبتعاد زياد عبس، الدينمو، عن "التيار" قبل سنوات، ملأ الفراغ الخدماتي بنشاط مستجد بعد الإنتخابات، في حين أن عبس الذي "طوى الصفحة العونية" كما بات يقول، يبدو أنه طوى معها صفحة النشاط الميداني.

في الأشرفية نفسها، تعمل "القوات" كالسابق بنشاط كبير عبر ماكينة منظمة، في حين يكمل النائب نديم الجميل نشاطه الإجتماعي الذي أثمر في الإنتخابات الماضية، في حين لم تستطع المرشحة ميشيل التويني تصحيح صورة شقيقتها النائبة السابقة نائلة التويني فإختفت كلياً بعد خسارتها في الإنتخابات، والحال نفسه ينطبق على كارول بابيكيان التي لم تحافظ على إرث والدها خاتشيك بابيكيان الذي كان رقماً صعباً لدى أرمن بيروت، إذ يعتمد نشاطها على جميعة مدنية.

في المتن الإنتخابات تجري غداً لدى أكثر من طرف، فالمرشح على لائحة "القوات" ميشال مكتف لم تنتهِ معركته مع إنتهاء الإنتخابات، بل ذهب بعيداً، فأسس جريدة تنطق بلسان قوى الرابع عشر من آذار، وحولها إلى صالون سياسي يعمل فيه بالسياسة كما يشاء، يؤسس لمرحلة جديدة يرغب بأن يكون جزءًا أساسياً منها مع "القوات" أو من دونهم، المحاولة نفسها يقوم بها سركيس سركيس الذي أسس موقعاً إلكترونياً بهدف البقاء على الساحة.

في الساحة العونية، لم ينكفىء إبراهيم كنعان بالرغم من الضربة التي تلقاها في الإنتخابات والتي يعرف أسبابها جيداً (غير خدماتية)، لكن الوزير إلياس أبو صعب الذي يستمر في تقربه من رئيس "التيار" جبران باسيل، لا يكتفي بالعمل الإنتخابي لنفسه بل بدأ منذ أشهر العمل على تعويم النائب السابق نبيل نقولاً ومساعدته.

أما العوني السابق، الذي ترشح على لائحة النائب ميشال المرّ جورج عبود، فيبدو أنه لم يتعلم من المرّ أن الإنتخابات لا يجب أن تنتهي بعد فرز الأصوات، بل يجب أن تستمر على طول السنة، فإختفى بدوره بشكل شبه نهائي.

في جبيل وكسروان، العونيون غائبون، لا شيء آخر يقال عنهم، يأكلهم الخلاف بين النائب شامل روكز وبين باسيل، في حين أن محدلة "القوات" النائب زياد حواط يستمر بـ"قشّ" الأخضر واليابس، ولم تؤثر مواقفه الحادة إلى جانب "القوات" على وضعه الشعبي.

لكن إلى جانب حواط، حاول فادي روحانا صقر تقديم أوراق إعتماده للقوات في ظل الخلاف بينها وبين إبن بلدته فارس سعيد، لكن نتائجه السابقة دفعت معراب إلى البحث عن بديل كي لا يكون مجدداً عضواً في لائحتها.

في ظل هذه الطوشة يختفي حزب "سبعة" الذي يعتمد على مرشحته رانيا باسيل التي خسرت إنتخابات نقابة الأطباء، لكي تفوز على الأحزاب في جبيل.

أما المرشح الشيعي على لائحة "التيار الوطني الحرّ" ربيع عواد الذي روّج مؤخراً أن الرئيس ميشال عون عطل الحكومة وواجه "حزب الله" من أجل توزيره، يبدو أنه علِم جيداً أن باسيل لن يخوض إنتخابات أخرى في جبيل في مواجهة مرشح "حزب الله" الشيعي وعليه فقد توقف حراكه الإنتخابي بشكل كبير.

في الشوف وعاليه، الناشط الوحيد، إضافة إلى الحزب "الإشتراكي" طبعاً، للنائب سيزار أبي خليل، في حين أن رفيقه إلياس حنا الذي لا يحاول حتى إستغلال نفوذ حزبه، حزب العهد لتقديم الخدمات، ويعتمد على شدّ العصب المسيحي الذي يقوم به باسيل في معركته السياسية مع جنبلاط، علماً أن باسيل نفسه صاحب الخطاب التجييشي الأول في لبنان، لا تتوقف الإنتخابات عنده يوماً في البترون، بل يستمر في توظيف أبناء هذا القضاء وإغراقهم بالخدمات على أنواعها.

في طرابلس يخيم الإستقرار على الواقع الإنتخابي لدى القوى الأساسية بعد الورقة التي أعدها الرئيس نجيب ميقاتي ووحدت جميع النواب على مشروع إنمائي للمنطقة، في حين أن "التيار الوطني الحرّ" وبالرغم من محدودية وجوده غير أنه يعمل على تعزيز أوراق منسق المنية جاد الشامي للترشح على المقعد الأرثوذكسي في ظل تصور بدأ يتكرس لدى قيادة "التيار" أن المنافسة على المقعد الماروني مستحيلة بغض النظر عن التحالفات، لذلك فقد أسندت إليه مسؤولية الماكينة الإنتخابية في المنطقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى