أخبار عاجلة

المختارة أقرب لباسيل من معراب!

المختارة أقرب لباسيل من معراب!
المختارة أقرب لباسيل من معراب!

في أقل من أسبوعين تبدّلت المشهدية السياسية، التي كانت سائدة قبل المصارحة والمصالحة الدرزية – الدرزية برعاية رئيس الجمهورية.

فرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، وبعد عودته من الخارج، زار الرئيس ميشال عون في بيت الدين بصحبة نجله النائب تيمور وعقيلته نورا، وكان بينهما لقاء عائلي لم يغب عنه الوزير جبران باسيل، وهو التقى للمرة الأولى جنبلاط بعد الزيارة الباسيلية للجبل، والتي أسفر عنها قطيعة بين الفريقين بعد حادثة قبرشمون، التي كانت تستهدف باسيل، وفق ما قاله الرئيس عون قبل أيام من المصالحة.

فالأسود أصبح أبيض بين ليلة وضحاها، وأصبحت زيارة المختارة بالنسبة إلى باسيل طبيعية، وهو الذي يستعدّ للقيام بزيارة جديدة للجبل، على رغم الخلافات السياسية التي لا تزال قائمة بين الفريقين، والتي تمظهرت مؤخرًا بوقوف وزيري "التقدمي" إلى جانب خيار "القوات اللبنانية" في تعيينات المجلس الدستوري، وبذلك يكون جنبلاط قد ردّ التحية لـ"القوات" بأحسن منها، في رسالة منه بأن تقاربه مع رئيس الجمهورية لا يعني بالضرورة إبتعاده عن "القوات"، التي وقفت إلى جانبه في أشدّ الأزمات صعوبة، وهذا ما يزعج باسيل، الذي فشل في تحجيم الزعيم الدرزي، لكنه مستمرّ في إتباع سياسة تحجيم "القوات"، خصوصًا أن معركة رئاسة الجمهورية قد فتحت على مصراعيها قبل أوانها بكثير.
فما بين باسيل وجنبلاط فواصل تتعلق بحيثية الزعامة الدرزية في الجبل، إذ أن الجو السائد داخل "التيار الوطني الحر" يميل إلى السير في مشروعية كسر "تطويب" الجبل للحزب "التقدمي الإشتراكي" وحتمية الإعتراف بالثنائية الدرزية – المسيحية، التي تشمل إلى الحزب الإشتراكي أنصار الحزب "الديمقراطي اللبناني" من الجانب الدرزي، و"التيار الوطني الحر" كشريك أساسي في معادلة الجبل، وهو أمر لا "يهضمه" كثيرًا "بيك المختارة"، الحليف الطبيعي المفترض لـ"القوات اللبنانية"، التي لها حضور فاعل في الجبل، على رغم نتائج الإنتخابات الأخيرة التي أوصلت نائبين لتكتل "لبنان القوي" عن منطقة الشوف.

فالخلاف القائم بين الحزب "التقدمي الإشتراكي" و"التيار الوطني الحر" لا يفسد في الودّ قضية، الذي تجّلى في الغداء العائلي في قصر بيت الدين، وهو قابل لأن يأخذ مناحي تقريبية في بعض وجهات النظر.

أما العلاقة بين "التيار" و"القوات اللبنانية" فحديث آخر، وهو أبعد من تفاصيل "الود" المفقود، والذي وصل إلى حدوده القصوى عندما أقصيت "القوات" عن تعيينات "الدستوري"، الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لأن التنافس هنا يختلف في الجوهر عن تنافس تقاسم الزعامة في الجبل.

فبعد خطاب باسيل في الضبية، والذي نعى فيه إتفاق معراب المختلف عن المصالحة المسيحية – المسيحية، وهذا ما لا توافقه عليه "القوات"، لأن إتفاق معراب هو الأساس في التسوية السياسية وهو الترجمة العملية لمفاعيل المصالحة، بإعتبارهما متلازمين ولا يمكن فصلهما، ليس ما قبل الخطاب، لأن ثمة معطيات كثيرة قد بدّلت مشهدية العلاقة المتوترة بين جعجع وباسيل، وقد زادت نتوآتها بعد عملية الإقصاء عن الدستوري، وفي ضوء ما يحكى عن إستئثار باسيل بكامل الحصة المسيحية في التعيينات المقبلة ما يجعل المسافة بين ميرنا الشالوحي ومعراب أبعد بكثير من المسافة التي تفصل بين "التيار الوطني الحر" و"الحزب التقدمي الإشتراكي".


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى