بعد المعاناة: كشف مصدر الروائح الكريهة في صيدا.. والحل؟

بعد المعاناة: كشف مصدر الروائح الكريهة في صيدا.. والحل؟
بعد المعاناة: كشف مصدر الروائح الكريهة في صيدا.. والحل؟

أنجز الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح تقريراً عن "حالة معمل فرز ومعالجة النفايات والمصادر المحتملة للروائح في صيدا"، كانت بلدية صيدا كلفته باعداده قبل شهرين، بهدف تلمس الحلول واتخاذ الخطوات التي من شأنها رفع الأذى البيئي الذي تعاني منه المدينة.

وبحسب "المدن"، التقرير لم يُحمّل إدارة معمل الفرز مسؤوليات تذكر، ولم يشر إلى خلل في عمل المعمل.

ويشير التقرير إلى أن "مدينة صيدا تشهد شكوى مردها سوء الوضع البيئي، وازدياد المخاطر الصحية المرتبطة بروائح تنطلق باتجاه المدينة، وبتراكم كميات كبيرة من متبقيات معمل النفايات في صيدا في باحة داخل حرمه". انطلاقاً من ذلك، "علينا البحث عن معالجات سليمة وفعالة لهذه الحالة ووضع حد نهائي لها".

المنطقة الممتدة من موقع المرفأ الجديد حتى جسر سينيق، هي منطقة تجتمع فيها أسباب عديدة للتدهور البيئي. ويشير التقرير إلى "أننا أمام عدد كبير من مصادر الروائح الكريهة الواقعة في هذه المنطقة. بالتالي، لا يمكن اعتبار معمل فرز ومعالجة النفايات المصدر الوحيد للروائح، بل دلت متابعتنا لمسألة الروائح على أن المصدر الرئيسي لانبعاث الروائح الكريهة، التي تغطي فضاء صيدا، هي البحيرة المستحدثة والجاري ردمها، حيث تتفاقم فيها عمليات التعفن والتحلل والتفكك اللاهوائي للمواد العضوية، مضافاً اليها مياه المجارير المبتذلة التي تصب فيها، والتي هي بدورها تتفكك لاهوائياً لتطلق في الجو روائح كريهة". يوصي الخبير قديح، وعلى وجه السرعة القصوى، "باستكمال ردم البحيرة بردميات نظيفة".

إلى البحيرة، يعدد قديح مصادر انبعاث الروائح، ومنها "معامل تجميع الجلود ومعالجتها ودبغها، وهي مصدر هام للروائح الكريهة المميزة. وإلى جانبها يقوم المكب العشوائي الذي تمت معالجته باستحداث مطمر مكانه، لكنه لا يشكل مصدراً مهماً للروائح. موقع المكب القديم حيث تم بناء سنسول داخل البحر، استحدثت معه بحيرة بمساحة كبيرة جداً من مياه البحر (نحو 600 ألف متر مربع) تستقبل كميات من الردميات المخلوطة في غالب الأحيان مع نفايات من مصادر مختلفة. هذه البحيرة، حيث تلقى فيها كميات كبيرة من الردميات المخلوطة بالنفايات والبقايا، يصب فيها أنبوب ينقل المياه المبتذلة أيضاً".

ويشير التقرير إلى أن "معمل النفايات يشكل مصدراً لانبعاث الروائح في بعض جوانبه. إذ بجانب المعمل هناك محطة معالجة المياه المبتذلة، وهي عملياً لا تقوم بأي عملية لمعالجة مياه الصرف الصحي الواصلة إليها، بل تقوم بإزالة بعض الشوائب الصلبة الكبيرة منها، وتضخها عبر أنبوب بطول 1500-1800 متر لتصب داخل البحر، من دون أي معالجة، وتشكل مصدراً لانبعاث الروائح الكريهة، خصوصاً عندما يهيج البحر". كما أن "مجرى نهر سينيق المشبع بالملوثات والنفايات السائلة الصناعية وغير الصناعية مصدر روائح كريهة".

أما معمل الفرز، فيشرح التقرير بشكل مسهب طريقة عمله، مشيراً إلى "جبل المتبقيات المتراكمة في باحة المعمل يشكل مشكلة كبيرة، تولدت نتيجة تعطل القدرة على نقل هذه الكميات للتخلص النهائي منها. وهو مصدر للروائح مع كل تحريك له عبر الجرافات والآليات. ويتكون هذا الجبل من متبقيات أقمشة وأكياس بلاستيكية ومواد صلبة رملية ومتبقيات عمليات فرز لم تكن سابقاً على درجة عالية من الفعالية، وكلها مشبعة بعصارة النفايات العضوية التي كانت مخلوطة معها. ما يفسر الروائح التي تنبعث منها، وهي ناتجة عن عمليات التعفن والتحلل والتفكك اللاهوائي التي تتم في طبقاته. وهذا أيضاً ما يفسر تعرضه لحرائق تلقائية من وقت إلى آخر. ما يشكل تهديداً لأمن وسلامة المعمل نفسه، بالإضافة إلى تهديد الأمان البيئي والصحي لعموم سكان المدينة والمنطقة".

وعن الحل، يشير تقرير قديح إلى أن الحل الوحيد المطلوب لجبل المتبقيات هو التخلص النهائي منه فوراً من دون تأخير في مطمر صحي نظامي، يصار إلى استحداثه في المنطقة، ويستقبل بشكل مستدام متبقيات المعمل المتولدة يومياً. ويجب أن يخضع اختيار موقع هذا المطمر الصحي النظامي للحد الأدنى من المعايير البيئية، وأن يكون بعيداً من الأماكن السكنية.

(المدن)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟