موقف الرئيس عون جاء في رسالة متلفزة وجهها إلى اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، مساء اليوم، أعلن فيها "بدء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير الذي يصادف في أول أيلول من العام 1920، تمهيدا لانطلاقة الاحتفالات بهذه المناسبة ابتداء من الأول من كانون الثاني 2020 وحتى نهاية السنة"، معتبرا "ان هذا الحدث شكل في حينه اعترافا دوليا ثمينا بالكيان اللبناني الناشئ، ونواة قيام لبنان بحدوده الحالية، وطنا سيدا حرا، وقد دفع أجدادنا الكثير من التضحيات والمعاناة لبلوغه"، ومؤكدا "اننا لم نصل إلى مناسبة الاحتفال بهذه المئوية لو لم نثبت أننا قادرون على دحر أعتى الجيوش عن أرضنا والحفاظ على استقلالنا ورسالتنا الحضارية".
وإذ دعا رئيس الجمهورية إلى تعليم الأجيال الطالعة تاريخ لبنان، اعتبر في رسالته "أن بقاء الأوطان هو في بقاء سيادتها"، مشددا على "اننا نقول للعالم أجمع ان لبنان هو بلد محب للسلام ولا يسعى إلى الحرب، لكن شعبه لم يتراجع يوما ولن يتراجع أبدا، أمام أي محاولة للاعتداء على سيادة الوطن، والمس بكرامته وسلامة أراضيه"، كما انه "لا يستكين أمام الاحتلال أو الوصاية". ولاحظ "ان الموقف الجامع برفض الاعتداء الاسرائيلي الاخير مع تأكيد الحق المشروع في الدفاع عن الوطن، هو أبلغ دليل على تمسكنا بالثوابت التي تحفظ كيان الدول وحقوقها".
وخلص الرئيس عون في رسالته الى "اعتبار المؤسسات وحدها الضامنة للوطن وهي الركائز التي تقوم عليها أسس الدولة القوية والقادرة"، معلنا ايمانه "بضرورة الانتقال من النظام الطائفي السائد الى الدولة المدنية العصرية حيث الانتماء الأول هو للوطن وليس للزعماء الطائفيين"، ومشددا في الوقت عينه على "ان المعركة الكبرى التي نخوضها اليوم هي معركة مكافحة الفساد، وإن ظن بعضهم أننا عاجزون عن تحقيقها أو يدفع لعرقلتها، ليبق لشبابنا الأمل بالمستقبل، فلا يهجرون وطنهم وهو أنقاض نتيجة انهيار المؤسسات تحت وطأة الفساد"، ومطمئنا الى "ان بشائر التغيير والانتصار في هذه المعركة بدأت تلوح في الأفق".