وفيما يحرص الجنوبيون، كما غيرهم، على متابعة مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، الذي كان قد وعد بـ"ردّ محسوم"، يشدد كثير من الإعلام المرئي في لبنان على "شجاعة" الجنوبيين واستخفافهم بأي ردود فعل إسرائيلية على الضربة التي وجّهها الحزب.
لكن المسافة بين الخطابات والصورة التلفزيونية من جهة، والواقع من جهة ثانية، تعكس قلق الجنوبيين من تداعيات الرد والرد المضاد، وإن بشكل متفاوت. ويسود القلق المقيمين في القرى الحدودية، أكثر مما هو لدى أبناء المدن مثل صور والنبطية وصيدا. كما ينعكس في جملة قرارات طارئة وعاجلة، اتخذها مواطنون جنوبيون. فقد قررت نسبة من الجنوبيين المقيمين في بيروت مغادرة منازلهم في قراهم بالجنوب، وإنهاء عطلة الصيف باكراً والعودة إلى العاصمة. كذلك سارعت نسبة من الجنوبيين المغتربين إلى تقديم موعد عودتهم وعائلاتهم إلى بلدان الاغتراب.
في المقابل، قرر جنوبيون مواجهة أي عدوان إسرائيلي بإجراءات احتياطية من خلال شراء مواد تموينية أساسية مثل الطحين، وتحضير أماكن شبه آمنة للاختباء، مع وضع الأغراض الثمينة والخفيفة الوزن والأوراق الثبوتية وصكوك الملكية في حقيبة تلازم أصحابها كيفما توجهوا تحسباً لاحتمال الهرب إذا ما وقع الأسوأ.
والأسوأ في مقاييس الجنوبيين هو جنون القصف الإسرائيلي، واحتمالاته، كالبورصة ترتفع وتنخفض مع التصريحات والتسريبات والتحذيرات المتعلقة باحتمال رد "حزب الله"، والرد الإسرائيلي على الرد. ويقول حيدر، وهو مواطن جنوبي، إن "أبناء القرى الحدودية يعايشون الخطر الإسرائيلي منذ عقود. ولديهم خبرة في كيفية تفكير الإسرائيليين الذين لا يزالون يحلمون برد اعتبارهم ومحو الهزيمة التاريخية التي لحقت بهم بعد حرب تموز 2006، عندما لقنتهم المقاومة درساً لا ينسى"، بحسب وصفه.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا



